من نعم الله عز وجل على الانسان (العقل) والتفكير ، لكن حياتنا اصبحت صعبة ومعقدة واصبح تفكيرنا يسوده القلق والانشغال في امور المعيشة والاولاد والواجبات البيتية والاجتماعية والعمل والوظيفة والراتب وووو…الخ، فتتشعب الافكار وتصبح في حالة من الفوضى وننسى امورا كثيرا مهمة كانت ام ثانوية مما يجعلنا ننشد الهدوء والسكون لنرتب افكارنا ونصفي اذهاننا لنكمل مشوار الحياة فنبحث عن مكان نجد فيه ضالتنا.
قابلتها خارج البناية في طريق عودتي من مكان هو بالنسبة لي ملجأي وملتجأي من ضغط العمل والمراجعين ، بادلتها التحية والسلام ، وسألتني :
اين انت ؟
فأجبتها مبتسمة : انا هنا .
لم ارك منذ فترة ، انشغلت عليك هل انت مريضة ام ماذا فكلما تسنح لي الفرصة لأزورك في مكان عملك لا اجدك في الغرفة .
انا بخير والحمد لله وانا موجودة ربما تكون زيارتك في وقت اقوم فيه بتوزيع البريد على الاقسام او عند قيامي بعملي خارج غرفتي .
لا.. قبل ايام انتظرتك وقتا طويلا ..ولم تعودي فتركت لك رسالة آمل انك قرأتها فقد اشتقت اليك .
في الحقيقة ، عندما يصيبني التعب والارهاق واريد ان اصفي ذهني ولو قليلا ، او اريد ان اكتب مقالا او اقرأ كتابا او صحيفة عندي مكان اقصده احس فيه بالراحة والهدوء .
اين ؟ هنا في دائرتنا هذه !
نعم .
وفي اي غرفة فارغة تجلسين ؟
هي ليست فارغة ، بل هي غرفة وبداخلها غرف اخرى وفيها موظفات يعملن وينتجن
عجبا، غرفة وفيها من يشغلها وتجدين فيها الهدوء والراحة ! اين المكتبة ؟
لا يا عزيزتي ، هي غرفة كبقية الغرف هنا لكني عندما افتح بابها يستقبلني سلام حار وقبلات دافئة وعناق واحضان حنونة وابتسامات ، اشخاص يحبونني ويحترمونني فهنالك رجاء التي لا تناديني الابـ(زيناتي) وآمال التي في كل حديثها معي تتداخل فيه عبارة (حبيبة قلبي) اما الهام الحبيبة التي تلقاني دائما بوجه مبتسم وتحدثني عن اشتياقها لي وان غبتُ عنها يوما واحدا فقط. باختصار كلهن رائعات ومحترمات ولا ينادنّي الا بـ(حبيبتي).
حين يفرغن من عملهن يكنّ في جلسة نسائية هادئة وفي حوارات عن الثقافة او الاجتماع او اللغة ولا يتضمن حديثهن فلان او فلانة من الناس كل واحدة منهن على درجة من الثقافة تمنعها من النميمة او التكلم عن هذا او ذاك، لذا يكون كلامهن قليلا نسبة الى عملهن الكثير. هناك احس بدفء العاطفة كالأسرة المجتمعة وبسكينة في داخلي هكذا احساس لا يأتي من هدوء المكان بل برقيّ اصحابه وسمو مستواهم الفكري هكذا شخصيات قليلة في مجتمعنا و قليل من يستطيع فهمهم وتقديرهم ايضا ففي دائرتنا هذه شخصيات متنوعة ففيهم من يدعي الثقافة وفيهم من هو مثقف وينحدر الى مستوى الجهل بتناقله الاخبار الكاذبة والتلفيق والنفاق.
هن نساء محترمات فيهن الام والجدة والانسة عرفن كيف يتعايشن مع بعضهن منذ سنوات علما انني كنت املك فكرة ان القسم الذي فيه نساء لابد وان تحدث بينهن مشكلة او زعل او حتى سوء تفاهم لكنهن غيرن قناعتي والحمد لله وتأكدت ان العقل زينة .
وماذا عن مديرهن ..هل يقبل بزيارتك المستمرة لهن والجلوس لبعض الوقت؟
لو تعلمين كم ان مديرهن انسان رائع وشخصيته جميلة فهو هادئ وكلامه رزين ، يحترمني ويقدرني ويخاطبني بلغة ابوية .
عزيزتي .. أتحلمين ام انك تتخيلين ، هل اصابتك الحرارة او ما شابه ؟
ضحكت ، لا والله بل هي الحقيقة ربما انا قد تأقلمت واندمجت معهم وفهمت حواراتهم وغيري لم يستطع ذلك .
لقد شوقتني ، فأنت تقولين فيهم شعرا، واين هذا المكان ؟
حبيبتي ، تعالي معي لنمضي معا بعض الوقت لقد فرغت الان من العمل ولعل الشاي هناك بات جاهزاً !
زينة عبد القادر منصور – بغداد
قابلتها خارج البناية في طريق عودتي من مكان هو بالنسبة لي ملجأي وملتجأي من ضغط العمل والمراجعين ، بادلتها التحية والسلام ، وسألتني :
اين انت ؟
فأجبتها مبتسمة : انا هنا .
لم ارك منذ فترة ، انشغلت عليك هل انت مريضة ام ماذا فكلما تسنح لي الفرصة لأزورك في مكان عملك لا اجدك في الغرفة .
انا بخير والحمد لله وانا موجودة ربما تكون زيارتك في وقت اقوم فيه بتوزيع البريد على الاقسام او عند قيامي بعملي خارج غرفتي .
لا.. قبل ايام انتظرتك وقتا طويلا ..ولم تعودي فتركت لك رسالة آمل انك قرأتها فقد اشتقت اليك .
في الحقيقة ، عندما يصيبني التعب والارهاق واريد ان اصفي ذهني ولو قليلا ، او اريد ان اكتب مقالا او اقرأ كتابا او صحيفة عندي مكان اقصده احس فيه بالراحة والهدوء .
اين ؟ هنا في دائرتنا هذه !
نعم .
وفي اي غرفة فارغة تجلسين ؟
هي ليست فارغة ، بل هي غرفة وبداخلها غرف اخرى وفيها موظفات يعملن وينتجن
عجبا، غرفة وفيها من يشغلها وتجدين فيها الهدوء والراحة ! اين المكتبة ؟
لا يا عزيزتي ، هي غرفة كبقية الغرف هنا لكني عندما افتح بابها يستقبلني سلام حار وقبلات دافئة وعناق واحضان حنونة وابتسامات ، اشخاص يحبونني ويحترمونني فهنالك رجاء التي لا تناديني الابـ(زيناتي) وآمال التي في كل حديثها معي تتداخل فيه عبارة (حبيبة قلبي) اما الهام الحبيبة التي تلقاني دائما بوجه مبتسم وتحدثني عن اشتياقها لي وان غبتُ عنها يوما واحدا فقط. باختصار كلهن رائعات ومحترمات ولا ينادنّي الا بـ(حبيبتي).
حين يفرغن من عملهن يكنّ في جلسة نسائية هادئة وفي حوارات عن الثقافة او الاجتماع او اللغة ولا يتضمن حديثهن فلان او فلانة من الناس كل واحدة منهن على درجة من الثقافة تمنعها من النميمة او التكلم عن هذا او ذاك، لذا يكون كلامهن قليلا نسبة الى عملهن الكثير. هناك احس بدفء العاطفة كالأسرة المجتمعة وبسكينة في داخلي هكذا احساس لا يأتي من هدوء المكان بل برقيّ اصحابه وسمو مستواهم الفكري هكذا شخصيات قليلة في مجتمعنا و قليل من يستطيع فهمهم وتقديرهم ايضا ففي دائرتنا هذه شخصيات متنوعة ففيهم من يدعي الثقافة وفيهم من هو مثقف وينحدر الى مستوى الجهل بتناقله الاخبار الكاذبة والتلفيق والنفاق.
هن نساء محترمات فيهن الام والجدة والانسة عرفن كيف يتعايشن مع بعضهن منذ سنوات علما انني كنت املك فكرة ان القسم الذي فيه نساء لابد وان تحدث بينهن مشكلة او زعل او حتى سوء تفاهم لكنهن غيرن قناعتي والحمد لله وتأكدت ان العقل زينة .
وماذا عن مديرهن ..هل يقبل بزيارتك المستمرة لهن والجلوس لبعض الوقت؟
لو تعلمين كم ان مديرهن انسان رائع وشخصيته جميلة فهو هادئ وكلامه رزين ، يحترمني ويقدرني ويخاطبني بلغة ابوية .
عزيزتي .. أتحلمين ام انك تتخيلين ، هل اصابتك الحرارة او ما شابه ؟
ضحكت ، لا والله بل هي الحقيقة ربما انا قد تأقلمت واندمجت معهم وفهمت حواراتهم وغيري لم يستطع ذلك .
لقد شوقتني ، فأنت تقولين فيهم شعرا، واين هذا المكان ؟
حبيبتي ، تعالي معي لنمضي معا بعض الوقت لقد فرغت الان من العمل ولعل الشاي هناك بات جاهزاً !
زينة عبد القادر منصور – بغداد