746 - والمقصود حتفي
أنا ما بين عدوي ... نهما قلبي وطرفي
ينظر الطرف، ويه ... وى القلب والمقصود حتفي
747 - عمك أبو سماك الأسدي
في (عيون الأنباء في طبقات الأطباء):
قال جد كناسة: أتيت امرأة من بني أود لتكحلني من رمد كان أصابني فكحلتني ثم قالت: اضطجع قليلاً حتى يدور الدواء في عينيك، فاضطجعت ثم تمثلت بقول الشاعر
امخترمي ريب المنون ولم أزر ... طبيب بني أود على النأي زينبا
فضحكت ثم قالت: أتدري فيمن قيل هذا الشعر؟
قلت: لا
قالت: فيّ (والله) قيل. وأنا زينب التي عناها وأنا طبيبة بني أود أفتدري من الشاعر
قلت: لا
قالت: عمك أبو سماك الأسدي
748 - والدهر لجة ماء
قال أبو القاسم خلف بن فرج السميسر:
الناس مثل حباب ... والدهر لجة ماء
فعالم في طفو ... وعالم في انطفاء
749 - فشق أثوابه من الطرب
قال ابن دحية في المطرب: اجتاز الوزير أبو بلال يوماً وبيده مجلد من صحيح مسلم بقصر بعض الملوك الأكابر وهو ينظر من بعض مناظره ومجلسه بخواص ندمائه حال، وصوت المثاني والمثالث عال. فقال: أطلعوا لنا هذا الفقيه؛ فلما مثل بين يديه أمر بمناولته الكأس فتقبض متأففاً والسلطان يستغرب ضحكاً بما هجم عليه، ويد الساقي ممدودة إليه.
واتفق أن انشقت من ذاتها الزجاجة فظهر من السلطان التطير من ذلك فأنشد الفقيه مرتجلاً:
ومجلس بالسرور مشتمل ... لم يخل فيه الزجاج من أدب
سرى بأعطافه ير نحه ... فشق أثوابه من الطرب
فسر السلطان وسرى عنه، واستحسن من الفقيه ما بدا منه وأمر له بجائزة سنية.
750 - علم أو أدب أو فائدة
نقش مأمون بن آدم على باب داره هذين البيتين:
إن كنت صاحب علم أو أخا أدب ... أوفيك فائدة فانزل ولا ترم
وإن تكن صورة لا فيك فائدة ... ولا مؤانسة فارحل ولا تقم
751 - ويغتفر اللحن في الكلام الشائع بين الناس
في صبح الأعشى: اعلم أن اللحن قد فشا في الناس والألسنة قد تغيرت حتى صار التكلم بالإعراب عيباً، والنطق بالكلام الفصيح عيا والذي يقتضيه حال الزمان والجري على منهاج الناس أن يحافظ على الإعراب في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وفي الشعر والكلام المسجوع وما يدون من الكلام ويكتب من المراسلات ونحوها؛ ويغتفر اللحن في الكلام الشائع بين الناس الدائر على ألسنتهم مما يتداولونه بينهم، ويتحاورون به في مخاطبتهم، وعلى ذلك جرت سنة الناس في الكلام منذ فسدت الألسنة.
752 - فوجده كما قال
قال أبو السحن المدائني: أصبح عبد الملك يوماً في غداة باردة فتمثل قول الأخطل:
إذا اصطبح الفتى عنها ثلاثاً ... بغير الماء حاول أن يطولا
مشى قرشية لا شك فيها ... وأرخى من مآزره الفضولا
ثم قال كأني أنظر إليه الساعة محلل الإزار مستقبل الشمس في حانوت من حوانيت دمشق ثم بعث رجلاً يطلبه فوجده كما قال.
753 - يا سدرة الوادي
قال أبو السعادات بن الشجري:
هذى السديرة والغدير الطافح ... فاحفظ فؤادك إنني لك ناصح يا سدرة الوادي الذي إن ضله الس ... اري هداه نشره المتفاوح
هل عائد قبل الممات لمغرم ... عيش تقضي في ظلالك صالح
ولقد مررنا بالعقيق وشاقنا ... فيه مراتع للمها ومسارح
ظلنا به نبكي فكم من مضمر ... وجدا أذاع هواه دمع سافح
يا صاحبي تأملا حييتما ... وسقى دياركما الملث الرائح
أدمى بدت لعيوننا أم ربرب ... أم خُرَّد، أكفالهن رواجح
كيف ارتجاع القلب من أسر الهوى ... ومن الشقاوة أن يراض القارح
754 - قل في إهلاكه
قال رجل: كنا في أملاك فلان.
فقال حكيم: لا تقل في أملاكه، قل في إهلاكه.
755 - غنيمة
إذا كان الزمان زمان سوء ... فيوم صالح منه غنيمة
756 - عمود الجمال ورداؤه وبرنسه
قالت امرأة لخالد بن صفوان: إنك لجميل يا أبا صفوان.
قال: وكيف تقولين هذا وما فيّ عمود الجمال ولا رداؤه ولا برنسه.
فقيل له ما عمود الجمال؟
قال: الطول ولست بطويل، ورداؤه البياض ولست بأبيض، وبرنسه سواد الشعر وأنا أشمط، ولكن قولي إنك لمليح ظريف.
757 - وويل جيراننا كلهم
ذكر الخرائطي عن بعض العلويين قال:
بينما أنا عند الحسن بن هانئ وهو ينشد:
ويلي على سود العيون ... النهد الضمر البطون
الناطقات عن الضمير ... لنا بألسنة العيون
فوقف عليه إعرابي ومعه ابن فقال: أعد علي فأعاد عليه. فقال: يا ابن أخي ويلك أنت وحدك من هذا؟ ويلي أنا وأنت وويل ابني هذا، وويل هذه الجماعة، وويل جيراننا كلهم!
758 - كيف كنت وكيف كانا
نظر إبراهيم بن العباس الحسن بن وهب، وهو مخمور فقال له:
عيناك قد حكتا مبي ... تك كيف كنت وكيف كانا
ولرب عين قد أرتك مبي ... ت صاحبها عيانا
759 - هذه بضاعتنا ردت إلينا
قال ابن حجة: كان قاضي علاء الدين بن أبي البقاء قد عزل من وظيفة قضاء بدمشق المحروسة فعاد إلى وظيفته وألبس التشريف من قلعة دمشق وحضر إلى الجامع الأموي على العادة (ومعه أخوه بدر الدين قاضي القضاة بالديار المصرية)، فاستفتح الشيخ معين الدين الضرير المقرئ وقرأ: (قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا) الخ الآية فحصل بالجامع الأموي ترنم صفق له النسر بجناحيه.
760 - الكون الباكي
في (لوعة الشاكي)
كل من في الوجود يشكو فراقاً ... من حبيب أو لوعة من غرام
فصليل الرعود أنة حزن ... وانسكاب الغيوث دمع الغمام
تتعرى الغصون من حلل الزه ... ر فتبكي عليه ورُق الحمام
وعيون الغوار خوف المنايا ... في رباها لم تكتحل بمنام
وإذا مال للغرور قضيب ... ضحك الزهر منه في الأكمام
مجلة الرسالة - العدد 674
بتاريخ: 03 - 06 - 1946
أنا ما بين عدوي ... نهما قلبي وطرفي
ينظر الطرف، ويه ... وى القلب والمقصود حتفي
747 - عمك أبو سماك الأسدي
في (عيون الأنباء في طبقات الأطباء):
قال جد كناسة: أتيت امرأة من بني أود لتكحلني من رمد كان أصابني فكحلتني ثم قالت: اضطجع قليلاً حتى يدور الدواء في عينيك، فاضطجعت ثم تمثلت بقول الشاعر
امخترمي ريب المنون ولم أزر ... طبيب بني أود على النأي زينبا
فضحكت ثم قالت: أتدري فيمن قيل هذا الشعر؟
قلت: لا
قالت: فيّ (والله) قيل. وأنا زينب التي عناها وأنا طبيبة بني أود أفتدري من الشاعر
قلت: لا
قالت: عمك أبو سماك الأسدي
748 - والدهر لجة ماء
قال أبو القاسم خلف بن فرج السميسر:
الناس مثل حباب ... والدهر لجة ماء
فعالم في طفو ... وعالم في انطفاء
749 - فشق أثوابه من الطرب
قال ابن دحية في المطرب: اجتاز الوزير أبو بلال يوماً وبيده مجلد من صحيح مسلم بقصر بعض الملوك الأكابر وهو ينظر من بعض مناظره ومجلسه بخواص ندمائه حال، وصوت المثاني والمثالث عال. فقال: أطلعوا لنا هذا الفقيه؛ فلما مثل بين يديه أمر بمناولته الكأس فتقبض متأففاً والسلطان يستغرب ضحكاً بما هجم عليه، ويد الساقي ممدودة إليه.
واتفق أن انشقت من ذاتها الزجاجة فظهر من السلطان التطير من ذلك فأنشد الفقيه مرتجلاً:
ومجلس بالسرور مشتمل ... لم يخل فيه الزجاج من أدب
سرى بأعطافه ير نحه ... فشق أثوابه من الطرب
فسر السلطان وسرى عنه، واستحسن من الفقيه ما بدا منه وأمر له بجائزة سنية.
750 - علم أو أدب أو فائدة
نقش مأمون بن آدم على باب داره هذين البيتين:
إن كنت صاحب علم أو أخا أدب ... أوفيك فائدة فانزل ولا ترم
وإن تكن صورة لا فيك فائدة ... ولا مؤانسة فارحل ولا تقم
751 - ويغتفر اللحن في الكلام الشائع بين الناس
في صبح الأعشى: اعلم أن اللحن قد فشا في الناس والألسنة قد تغيرت حتى صار التكلم بالإعراب عيباً، والنطق بالكلام الفصيح عيا والذي يقتضيه حال الزمان والجري على منهاج الناس أن يحافظ على الإعراب في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وفي الشعر والكلام المسجوع وما يدون من الكلام ويكتب من المراسلات ونحوها؛ ويغتفر اللحن في الكلام الشائع بين الناس الدائر على ألسنتهم مما يتداولونه بينهم، ويتحاورون به في مخاطبتهم، وعلى ذلك جرت سنة الناس في الكلام منذ فسدت الألسنة.
752 - فوجده كما قال
قال أبو السحن المدائني: أصبح عبد الملك يوماً في غداة باردة فتمثل قول الأخطل:
إذا اصطبح الفتى عنها ثلاثاً ... بغير الماء حاول أن يطولا
مشى قرشية لا شك فيها ... وأرخى من مآزره الفضولا
ثم قال كأني أنظر إليه الساعة محلل الإزار مستقبل الشمس في حانوت من حوانيت دمشق ثم بعث رجلاً يطلبه فوجده كما قال.
753 - يا سدرة الوادي
قال أبو السعادات بن الشجري:
هذى السديرة والغدير الطافح ... فاحفظ فؤادك إنني لك ناصح يا سدرة الوادي الذي إن ضله الس ... اري هداه نشره المتفاوح
هل عائد قبل الممات لمغرم ... عيش تقضي في ظلالك صالح
ولقد مررنا بالعقيق وشاقنا ... فيه مراتع للمها ومسارح
ظلنا به نبكي فكم من مضمر ... وجدا أذاع هواه دمع سافح
يا صاحبي تأملا حييتما ... وسقى دياركما الملث الرائح
أدمى بدت لعيوننا أم ربرب ... أم خُرَّد، أكفالهن رواجح
كيف ارتجاع القلب من أسر الهوى ... ومن الشقاوة أن يراض القارح
754 - قل في إهلاكه
قال رجل: كنا في أملاك فلان.
فقال حكيم: لا تقل في أملاكه، قل في إهلاكه.
755 - غنيمة
إذا كان الزمان زمان سوء ... فيوم صالح منه غنيمة
756 - عمود الجمال ورداؤه وبرنسه
قالت امرأة لخالد بن صفوان: إنك لجميل يا أبا صفوان.
قال: وكيف تقولين هذا وما فيّ عمود الجمال ولا رداؤه ولا برنسه.
فقيل له ما عمود الجمال؟
قال: الطول ولست بطويل، ورداؤه البياض ولست بأبيض، وبرنسه سواد الشعر وأنا أشمط، ولكن قولي إنك لمليح ظريف.
757 - وويل جيراننا كلهم
ذكر الخرائطي عن بعض العلويين قال:
بينما أنا عند الحسن بن هانئ وهو ينشد:
ويلي على سود العيون ... النهد الضمر البطون
الناطقات عن الضمير ... لنا بألسنة العيون
فوقف عليه إعرابي ومعه ابن فقال: أعد علي فأعاد عليه. فقال: يا ابن أخي ويلك أنت وحدك من هذا؟ ويلي أنا وأنت وويل ابني هذا، وويل هذه الجماعة، وويل جيراننا كلهم!
758 - كيف كنت وكيف كانا
نظر إبراهيم بن العباس الحسن بن وهب، وهو مخمور فقال له:
عيناك قد حكتا مبي ... تك كيف كنت وكيف كانا
ولرب عين قد أرتك مبي ... ت صاحبها عيانا
759 - هذه بضاعتنا ردت إلينا
قال ابن حجة: كان قاضي علاء الدين بن أبي البقاء قد عزل من وظيفة قضاء بدمشق المحروسة فعاد إلى وظيفته وألبس التشريف من قلعة دمشق وحضر إلى الجامع الأموي على العادة (ومعه أخوه بدر الدين قاضي القضاة بالديار المصرية)، فاستفتح الشيخ معين الدين الضرير المقرئ وقرأ: (قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا) الخ الآية فحصل بالجامع الأموي ترنم صفق له النسر بجناحيه.
760 - الكون الباكي
في (لوعة الشاكي)
كل من في الوجود يشكو فراقاً ... من حبيب أو لوعة من غرام
فصليل الرعود أنة حزن ... وانسكاب الغيوث دمع الغمام
تتعرى الغصون من حلل الزه ... ر فتبكي عليه ورُق الحمام
وعيون الغوار خوف المنايا ... في رباها لم تكتحل بمنام
وإذا مال للغرور قضيب ... ضحك الزهر منه في الأكمام
مجلة الرسالة - العدد 674
بتاريخ: 03 - 06 - 1946