في يوم غائم حلق طائر السنونو نحو مدينة بعيدة حيث القصور والقباب العالية لتلك المدينة، رأى من بعيد نافذة مفتوحة تظهر منها امرأة حزينة الشكل والملامح تحمل بين يديها طفل صغير يبكي من شدة الجوع والمرض، اتجه الطائر نحو تلك النافذة في ذلك الحي الفقير وقد رأى تلك ألام التي تحمل ذلك الطفل على كتفها وهي تحاول ان تسكته وتكفكف من دموعه التي تجمدت على يدها من شدة البرد ، حط طائر السنونو على تلك النافذة وهو يحمل بمنقاره قطعة صغيرة من الخبز وهو يحاول أن يطعم الصغير بها، فأعطاها للأم وحلق ثانياً في السماء متجه نحو المزارع البعيدة للمدينة، وقف هناك على غصن شجرة وهو يفكر في طريقة لإنقاذ تلك المرأة المسكينة مما هي عليه فنزل وانتزع عشبة صغيرة من الأعشاب التي تنمو في تلك المزرعة وحملها واتجه نحو منزل تلك المرأة فأعطاها ذلك العشب وطار بعيداً ، فكرت الأم في إنقاذ ابنها فقامت بوضع العشب في قدر صغير ووضعته على النار وبعدها سكبته في وعاء وانتظرت حتى يبرد لكي تعطيه لابنها المريض، وفعلاً عندما استيقظ الطفل الصغير من نومه قامت بإطعامه شراب العشب، وفي صباح اليوم التالي استيقظ الطفل وهو معافى من مرضه ففرحت الأم كثيراً وبدأت دموع الفرح تنهمر من عينيها وهي تقول في نفسها:” أين ذهب ذلك الطائر لابد من أن الرب بعثه لي ليرحمني ويرحم ابني الصغير، ليته يرجع لأكافئه على ما فعل”، مرت الأيام والأسابيع ولم يعد ذلك الطائر، وكبر ذلك الطفل وأصبح رجلاً شاباً يعمل في حصاد الحنطة في مزرعة المدينة وفي صباحات إحدى الأيام وهو يقوم بحرث الأرض رأى سرباً من الطيور يحلق في السماء فنظر إليه بتمعن وقال:” ما أجمل ذلك السرب انه جمال الطبيعة بحد ذاته ليتني استطيع أن امسك بإحدى تلك الطيور لأحمله لأمي وأحقق أمنيتها”، وفجأة سقط طير من تلك الطيور بالقرب من شجرة كبيرة وعالية وهي تعد اكبر الأشجار في تلك المزرعة، فذهب ذلك الشاب مسرعاً في خطواته ليحمل ذلك الطير الصغير، فحمله بين يديه وذهب به إلى بيته وأعطاه إلى والدته وأوصاها بان ترعاه وتطعمه حتى يستعيد نشاطه ويطير مجدداً، فقامت الأم بإطعام الطير كل يوم وإعطاءه الماء والحنطة حتى، أصبح بكامل نشاطه وقوته، وفي ذلك اليوم أراد الطير أن يطير فمنعته الأم من الطيران ظناً منها بأنه سيطير من غير عودة فرأى الابن ردة فعل أمه وقال لها:” اتركيه يذهب يا أمي فهو طير مسكين ويريد حريته وهو خلق لذلك فلا تمنعيه أرجوك ِ”، فقبلت الأم وقالت لأبنها حسناً يا بني سوف افعل ذلك من أجلك ولكني سوف أبقى أتذكر ذلك الطير الذي لولا مساعدته لنا لما أصبحت الآن رجلاً يقف أمامي بكل عافيته وقواه، تفاجأ الابن من كلام أمه وقال لها عجباً يا أمي أراك تتحدثين بطريقة غريبة اليوم وعن أي طير أنت تتحدثين ومن هو الطير الذي لولا مساعدته لما أصبحت رجلاً؟
فحكت الأم لابنها تلك القصة التي حدثت في صغره فتعجب الشاب وقال لامه وهو مندهش ” إن للدنيا معجزات واعتقد إن ما حدث معي هي إحدى تلك المعجزات فلا تستغربي إن أنكتب لي عمر جديد وأصبحت الآن رجلاً وشاباً يافعاً يقف أمامك”، فابتسمت الأم معانقةً ابنها وقالت له اذهب يا بني وأطلق سراح الطير الصغير لعله يجد حريته في مكان آخر وذلك طبعاً بفضلك و بفضل عملك الصالح سوف يعيش حياته مجدداً، ذهب الشاب وامسك بالطير وراح يركض ويركض في الحقول والمزارع الخضراء وهو يطلق الطير ليحلق في السماء من جديد.
إسراء محمود – بغداد
فحكت الأم لابنها تلك القصة التي حدثت في صغره فتعجب الشاب وقال لامه وهو مندهش ” إن للدنيا معجزات واعتقد إن ما حدث معي هي إحدى تلك المعجزات فلا تستغربي إن أنكتب لي عمر جديد وأصبحت الآن رجلاً وشاباً يافعاً يقف أمامك”، فابتسمت الأم معانقةً ابنها وقالت له اذهب يا بني وأطلق سراح الطير الصغير لعله يجد حريته في مكان آخر وذلك طبعاً بفضلك و بفضل عملك الصالح سوف يعيش حياته مجدداً، ذهب الشاب وامسك بالطير وراح يركض ويركض في الحقول والمزارع الخضراء وهو يطلق الطير ليحلق في السماء من جديد.
إسراء محمود – بغداد