بَّالعربي، أو عروب، لحية وشيب، دراجة هوائية (650) وساعة « Quartz » قديمة. بيني وبينك الملقب ب”القبعة”، بيني وبينك، المهم، معطف رمادي طويل وقبعة تفنن في وضعها هامشا على جنب صلعته، يتوارى إلى الخلف كما هو معروف عليه داخل مقهى “الشعبي”، ثم رائحة الإسفنج والشاي والسجائر، بعيدا عن آمال أصحاب الرهان وتوقعاتهم القاتمة، لعله وكما العادة السيئة، يستجلب آفاقا أوسع لخياله الجامح، يقسم وقته بين الخبز والكتابة، مصيبة أن تكتب وتبحث عن الخبز، ما أنت إلى الخبز وما أنت إلى الكتابة، بين هذا وذاك، على كل، عندما تنتصر الكتابة على الخبز يجوع، وعندما ينتصر الخبز على الكتابة يمتنع عن الكتابة… يجر أذيال الخيبة منقصة متمنعة.
أقسمت بنت الذين أن لا تستقيم وكمشة أوراق وحزن عميق وتشطيبات لا حصر لها؛ عض على حافة الكأس المتسخة بشفتيه وطرح ما تحتفظ به ذاته العليلة من دخان سيجارة رديئة، وعاد يتأمل الوجوه، القارة والعابرة، يتأمل فقط، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، منهم من استوفى حقه ومنهم من ينتظر، نعم، في الجريدة وفي الشارع، وما تبدلوا تبديلا… طرد الفكرة المشوشة، العابرة كذبابة طنانة، واتبعها بلعابها لرشاش، الذباب حتى في الأفكار، أفكار مانحة مثل النحل وأفكار سالبة مثل الذباب، هناك أفكار تطن في الرأس من دون فائدة، المهم، عاد إلى قصته، أخذ القلم وبدأ يخربش، ما زالت بنت الذين متمنعة، أغرقه طوفان ضجيج الشارع، أين المفر ؟ كلام جارف كالتيار، يسوق الذباب والنحل، لا يبقي ولا يذر، نمت بداخله بذرة احتجاج، غالبه الغيظ والانتظار، مزق الورقة، وصرخ بدون أن يشعر، لا أدري أسب أم شتم، التفت القارُّون والعابرون، نعم، في المقهى وفي الشارع، وتساءلوا في استغراب:
– من فعل هذا؟…
قال البعض بَّعروب … وقال البعض “القبعة”. دعك القبعة في جيب معطفه، نظر إلى ساعته « quartz » القديمة، دراجته الهوائية (650) ما زالت تنتظره مركونة إلى الشباك، مرر يده ليمسح حبيبات العرق التي اعتلت صلع رأسه من الغضب، تأهب للنهوض، ما تزال أمامه طريق صعب وشاق..
* عن الاتحاد الاشتراكي
أقسمت بنت الذين أن لا تستقيم وكمشة أوراق وحزن عميق وتشطيبات لا حصر لها؛ عض على حافة الكأس المتسخة بشفتيه وطرح ما تحتفظ به ذاته العليلة من دخان سيجارة رديئة، وعاد يتأمل الوجوه، القارة والعابرة، يتأمل فقط، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، منهم من استوفى حقه ومنهم من ينتظر، نعم، في الجريدة وفي الشارع، وما تبدلوا تبديلا… طرد الفكرة المشوشة، العابرة كذبابة طنانة، واتبعها بلعابها لرشاش، الذباب حتى في الأفكار، أفكار مانحة مثل النحل وأفكار سالبة مثل الذباب، هناك أفكار تطن في الرأس من دون فائدة، المهم، عاد إلى قصته، أخذ القلم وبدأ يخربش، ما زالت بنت الذين متمنعة، أغرقه طوفان ضجيج الشارع، أين المفر ؟ كلام جارف كالتيار، يسوق الذباب والنحل، لا يبقي ولا يذر، نمت بداخله بذرة احتجاج، غالبه الغيظ والانتظار، مزق الورقة، وصرخ بدون أن يشعر، لا أدري أسب أم شتم، التفت القارُّون والعابرون، نعم، في المقهى وفي الشارع، وتساءلوا في استغراب:
– من فعل هذا؟…
قال البعض بَّعروب … وقال البعض “القبعة”. دعك القبعة في جيب معطفه، نظر إلى ساعته « quartz » القديمة، دراجته الهوائية (650) ما زالت تنتظره مركونة إلى الشباك، مرر يده ليمسح حبيبات العرق التي اعتلت صلع رأسه من الغضب، تأهب للنهوض، ما تزال أمامه طريق صعب وشاق..
* عن الاتحاد الاشتراكي