يَدٌ باردة، وحيدة كالبحر كانت يدها، مُذْ راودها الحلم، شَكَّلَ الآخر لديها إلهاً، ولكن ليس كل الآخرين آلهة.
تحلم أنه أخيراً سيأتي كي تغور في الرخاوة وأصابع العشق تحرثها، تهرشها، تشيلها إلى عوالم لم تألفها... لكنها تحدس بها، وخلف ستار الحلم، ربما، كان على مريم أن تَتَّقي مع كل فطور صباحي سيل...
باردٌ، كدمشق في يومها الأخير.
أرى: يبلع الرمل الماء ولا يشبع.
أرى: أركض نحو أختي، التي ماتت قبل أن تلدها أمي، كي أمنحها سرّي.
أنا ابن آخر قطرات من شتاء، كالضجيج أتصاعد... حكاية بخار منفيٍّ من إبريق جدي.
وجدي، رأس لطربوش أحمر وقمباز لسجادة صلاة تحت مئذنة.
.كان شكل جدي مئذنة.
" ألفٌ، لامٌ، ميمٌ "...
حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله قام يصلي صلاة الصبح ، وهو خلفه يقرأ . فالتبست عليه الصلاة . فلما فرغ من صلاته قال :
لو رأيتموني وإبليس. فهويت بيدي . فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصابعي هاتين ، الإبهام والتي تليها . ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به...
إلى لويجي سانتوتشي – ميلان
سان ريمو، 24 أغسطس 1959
عزيزي سانتوتشي،
منذ شهر وأنا أتجول حاملًا صراخك التنبيهيَّ في بالي بينما أرتب الأفكار الرئيسية لردي عليك، ولكن لكتابة رسالة – كما تقول بطريقة أؤيدها – فالمرء يحتاج عطلة؛ وليست عطلة عادية – إن كان امرؤ ما يسكن على الشاطئ – بل مطرًا ومدًا...
“بسم الله الرحمن الرحيم
أخي وحبيبي غسان
ليس عيبًا أن نتبادل الغزل، ليس عيبًا أيضًا أن نطيّر قلوبنا الصغيرة الفسيفسائية في ملكوت الرومانسية. نحن بحاجة إلى ذلك الطيران الشفّاف:
لا بُدّ من نظرةٍ مُحَلّقَةٍ = يُمسَحُ فيها بالراحَةِ النَّجمُ
مهيار الديلمي يحمل في جثته ذلك المخلوق الفسيفسائي الصغير...
يان، لقد انتهى إذن كل شيء. ما زلت أحبك. وسأعمل كل ما في وسعي لأنساك. وأرجو أن أحقق ذلك. لقد أحببتك بجنون. وظننت بأنك كنت تحبني. آمنتُ بذلك. الشيء الإيجابي الوحيد، كما أتمنى، والذي سيبعدني كليًا عنك هو أنني اختلقت قصة الحب هذه بمفردي. أظن أنك تحبني أنت أيضًا لكن ليس بمعنى الحب، أظن أنك عاجز عن...
أخي الأستاذ الزيات:
تفضلت فسألت مرة أو مرتين أو مرات عن سبب احتجابي عن قراء الرسالة، وكانت حجتي في الاعتذار أن كتاب (ليلى المريضة في العراق) لم يُبق من قواي ما أصلح معه لمقابلة الناس في جِدٍ أو مزاح، وقد تلطفت فقبلت عذر أخيك، وصفحت عن تقصيره إلى حين
فما رأيك إذا حدثتك بأني كنت في نشوة شعرية لم...
1
عين دراهم : في 2/6/1932
أخي الفاضل الأعز: أمتع الله به
تحية و سلاما ، وبعد
فقد لبثت نفسي تدافعني إلى نقدك و أدافعها ردحا من الزمن من بعد ما كاتبتك. ثم إنّني كتبت بالنقد بعد صراع مع النفس عنيف وهو يتحصر في نقط ثلاث:
1/ حصرك وظيفة الشاعر في تصويره لعصره و مصره.
2/ جعلك لبشار شاعر فلسفة وكلام
3/...
إلى الإخوة الكرام الساهرين على أرشيف المجلات العربية
تحية طيبة ، وبعد
أشكركم على تواصلكم وإرساليتكم القيمة المتمثلة في المقالات الثلاث المفيدة للأساتذة الأفاضل : رشيد الخيون وسمير عطية وطالب الرفاعي. إنه حقاً مجهود جبار أتاح ـ كما قال ذ. الخيون ـ للباحثين مجلات عقود خوال ، تعتبر من التحف...
08 - 01 - 1951
معالي الدكتور طه حسين باشا:
أبدأ بتهنئتكم بالإنعام السامي الذي شمل به جلالة الملك الأدب والفضل والهمة في شخصكم الكريم، إذ منحكم رتبة الباشوية، فقدر بذلك أعمالكم الجليلة ونشاطكم الدائب في خدمة هذا الوطن المحبوب، وتوج به ما نلتموه من محبة أهل هذه البلاد وتقدير البلاد الأجنبية لشخصكم...
آذار عام 1901
8 التراس الملكي، فيرفيلد، دبلن
سيدي المحترم:
أكتب لك لأقرؤك السلام في عيد ميلادك الثالث والسبعين ولأضم صوتي إلى مهنئيك من كل مكان. ربما تتذكر أنه بعد وقت قصير من نشر مسرحيتك الأخيرة “عندما نموت نستيقظ”، ظهر الثناء عليها في واحدة من المراجعات الإنجليزية-the fortynight review بإسمي...
منزل اشيهام، رودميل،
لويس( سوسيكس)
الجمعة، 11نيسان 1913
فيولتي،
(…) نحن لا ننتظر مولوداً، لكننا نرغب بذلك، ويقال بأنه لا بد أولاً من قضاء ستة أشهر في الريف تقريباً..
نمضي الصباح كله بالكتابة في غرفتين منفصلتين. ليونارد في منتصف روايته الجديدة لكن عندما تدق الساعة الثانية عشرة، يبدأ بمقالة عن...
سان بطرسبرغ، 1900
صباح السبت
استلمت رسالتك، رسالتك العزيزة التي تجعلني أستحسن كل كلمة فيها، تلك التي تمسني كما لو أنها الموجة، شديدة القوة ومندفعة، تلك التي تحيط بي كما الحدائق والأبنية تطاول السماوات من حولي، تلك التي تجعلني قادراً وسعيداً كي أقول لك كم كافحت بحماقة في رسالتي الصعبة الأخيرة...
25آذار(1914)
ف الأعز.،
في رسالتك الأخيرة ( كم طويلاً توقفت بلا حراك عند تلك الكلمة، متمنياً لو كنت هنا!) هناك جملة جلية تماماً بالنسبة لي من كل ناحية، هذا لم يحصل منذ وقت طويل. تتعلق بالمخاوف التي تشعرين بها حول مقاسمتك الحياة إياي. أنت لا تظنين- أو ربما أنت تتساءلين فحسب، أو ربما أنك ترغبين...
ربيع عام 1929
فتاتي الصغيرة العزيزة :
أردت أن أكتب لك منذ وقت طويل، مساءً، بعد إحدى تلك النزهات مع الأصدقاء والتي سأصفها قريبا في "الهزيمة"* . إنها من الليالي التي أصبح فيها العالم ملكاً لنا. أردت أن آتيك بسعادتي كمنتصر وأضعها أسفل قدميك كما كان الرجال يفعلون في عصر ملك الشمس.* ثم - متعباً من كل...