نصوص بقلم نقوس المهدي

برلين مساء الإثنين 27/12/1976 أخي محمد صالح أعيش لحظة عميقة، الورقة مطروحة أمامي منذ آن لا تبرق في آفاقي بارقة، لا أظفر بشئ، بكلمة أفتتح بها خطابي إليك، فإن الأمر لدى كأمن في كلمات مفاتيح، ما أن أستأنف واحدة وأصفها في مستهل الصفحة حتى تنزل على قلبي شآبيب الكلام، لكن اللحظة عميقة، لقد شبعت في...
برلين 26/5/1983 أخي محمود الورداني وصلن خطابك صباح اليوم، وقبل ذلك كنت دائب الاتصال بمنزل الشاب الألماني الذي سافر إلى مصر ولما عاد كلمني عن القاهرة باحتقار صادر من القلب، أثار في عيني الدموع ثم قال أنه عاد بالأشياء لأنه لم ينجح في الاتصال بأحد.. عليه بقيت أنتظر خبرا منك حتى جاءت رسالتك صباح...
برلين الغربية صباح الخميس 3/5/1984 عزيزي إدوار الخرّاط وصلني خطابك صباح اليوم. يوم شمس دافئ آخر. الأشجار الشاهقة في الرحبة التي تطل عليها شرفتنا أورقت بحق. أي كمية هائلة من اللون والنضرة اختزنتها الأرض طول الشتاء. وضعت بعض الحب والماء على السياج حيث يقع الطير. الآن يغرد بلبل، بيني وبينه الزجاج...
برلين الغربية 29/7/1981 أخي محمد الصادق روميش إنه أنا الذي يسألك الغفران على الإحساس بالتقصير نحوي بلا أدنى مبرور. أتصورك في سكك مصر وطرقاتها تمشي تتدافع مثل جمل قديم لا يشغلك أمر نفسك قدر ما يشغلك أن تفي للأصدقاء ببعض الذي تتصور أنه واجب عليك. مهلاً يا محمد. إنك تقوم نحوي بأكثر مما هو واجب وبما...
برلين الغربية صباح 8/12/1981 أخي منعم أكتب لك وما زالت ذكريات مكالمة أمس في ذهني. كانت مكالمة لطيفة فعلاً، وهي إمكانية رائعة أن يكون بالوسع الاتصال عبر هذه المسافات الطويلة. وهذه الإمكانية بالذات هي التي تستفرغ رغبة الواحد في كتابة خطابات، تلك الكتابة تبدو غير معقولة إذا كان بوسعي أن أرفع...
تونس 17 ماي 1965م الـحــمـد لـلّـه ابني العزيز أحمد بن بلة، سلاما وعواطف أبويّة: أكتب إليك هذه الكلمات الصريحة من تونس، تأكيدا للرسالة التي وجّهتها لك بعاصمة الجزائر منذ أسبوع، بواسطة الأخ هنّي محمد، وأخاطبك في هذه الرسالة بالابن (لا بالأخ، ولا برئيس الجمهورية)، لأسمح لعواطفي الأبويّة العميقة...
* رسالة الحصين للقصيبي إلى: معالي الأخ في الدين وفي وطن أُسّس من أول يوم على تجديد الدين والدعوة إليه والذبّ عنه أ.د. غازي بن عبد الرحمن القصيبي شفاه الله وعافاه ونسأ في أجله.. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: فلو كان في استطاعة وطن التوحيد والسنة ومحبيك من أهله أن يُفادوا صحّتك بالمال...
" إلى ماريا ديل ريبوسو أوركيا ليلة 1 فبراير 1918" عزيزتي الصديقة القريبة البعيدة: ربما ستتعجبين- حضرتك- إنني أكتب إليك بهذه الصورة، وفجأة، لكن كما هو الحال لا يمكن أن تذهب صورتك الرقيقة والظريفة عن مخيلتي، أتصور دائماً أنني أتحدث إليك، ربما يكون ذلك توافق الأرواح. آه لا تضحك، لا تضحك.. يا...
" الأستاذ الدكتور ، علي عقلة عرسان . . . المحترم الأمين العام لاتحاد الأدباء العرب ، تحية طيبة . . . وبعد ؛؛؛ فقد علمنا بأن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ، قد عزم على إقامة مؤتمره العام مع مهرجان شعري في بغداد . . يؤسفنا أن نتلقى هذا الخبر في الوقت الذي أخذ النظام العراقي يغتال كل...
نيويورك آذار (مارس) 1935 أناييس، ليتك تكونين معي على مدى أربع وعشرين ساعة، تراقبين كل إيماءاتي، تنامين معي، تأكلين معي، تعملين معي، هذه الأمور لا يمكن أنْ تحدث. عندما أكون بعيداً عنك أفكر فيك باستمرار، فذلك يُلوِّن كل ما أقول وأفعل. ليتكِ تعرفين كم أنا مُخلص لك! ليس فقط جسدياً، بل وعقلياً،...
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ العزيز عابد إبراهيم العابد المحترم تحية واحتراما وبعد.. وصلتني رسالتك المؤرخة في 1-10-1986م ، وقد كانت متسرعة بعض الشيء ، فلو تريثت قليلا لحين استلامك لأجوبتي السابقة، لكان لذلك رأي آخر ، حتمًا . عندما واصلت لكتابة إليك ، واتخذتك صديقا دائما ، لم يكن دافعي هو "...
أخي البشير، صباح النور أخبرني حسن في التليفون بوفاة السيدة بنت عمّتي عويشة. أخفيت دمعي في ظلمة الفراش تلك الليلة، وتذكرت كيف تغدق عليّ اللّوز المجمّر. في صغري كنت أسترق السمن اللذيذ والقدّيد من جرّة مطبخها في ذراع التمّار، وأعاونها على حمل الصوف ونقل المنسج. وجدت نسخة من مسرحية «بيارق اللّه» عند...
الأستاذ أدونيس تحية الود والتقدير، أيّة طريق أخذتني على وجه الخطإ الجميل، للوقوف أمام كنيسة قوطيّة من العصر الوسيط تفضي مباشرة إلى مقهى «الدوماغو»: ما ألطفها مصادفة! لمحتك من وراء الزجاج رفقة صديقك الذي تكرّمت وقدّمتني إليه، وهو يتبسّم بوداعة فيلسوف أشيب. في حقيقة الأمر عرفته من خلال مجموعته...
صديقي العزيز، أبعث إليك بعمل صغير يمكننا أن نقول، من دون أي إجحافٍ، لا رأس له ولا ذيل، بما أن كلَّ ما يحتوي عليه يُكوّن في الوقت ذاته، بالمناوبة وبالتبادل، رأساً وذيلاً. أتوسَّلُ إليك أن تقدّر كم هي مريحةٌ وعلى نحو مدهش هذه التركيبة؛ لك ولي وللقارئ. يمكننا أن نقطع أينما شئنا! أنا في هواجسي، أنت...
عزيزى الكاتب القدير والانسان النبيل الاستاذ سمير تحياتى وبالغ التقدير لشخصك الحبيب .. ولكن ماهذا الإبداع الجميل يا رجل؟ لقد بدأت قراءة مجموعتك التى سلمتنيها فى المعرض فى الليلة ذاتها وعكفت عليها.. مجموعة فاتنة تضيف الكثير لما قدمته للمكتبة العربية من إسهامات شعرية وروائية.. نصوص مميزة جدا ونفس...
أعلى