أنا هالكٌ حتماً
فما الداعى إلى تأجيل
موتى
جسدى يشيخُ
ومثله لغتى وصوتى
ذهبَ الذين أحبهم
وفقدتُ أسئلتى
ووقتى
أنا سائرٌ وسط القبورِ
أفرُّ من صمتى
لصمتى.
****
أبكى
فتضحكُ من بكائى
دورُ العبادةِ والملاهى
وأمّدُ كفى للسماء
تقولُ: رفقاً يا إلهى
الخلقُ - كل الخلق -
من بشرٍ، ومن طيـرٍ
ومن شجرٍ
تكاثر...
وطني
مغلةٌ أبوابُ الله
ولم يبق سوى بابٍ مفتوحٍ
ذلك باب السِلمِ
وآن لنا أن ندخله طوعاً أو كرهاً،
ولنعلن للملأ الحائر
أنّ ثلاثة أعوامٍ
من عمر الدم النازف
تكفي.
* * *
وطني
ألفُ سلامٍ لك،
للناس المحزونين عليك،
على الفتيان الشجعان
يساقون إلى حربٍ
خاسرةٍ
ومعارك لا تصنع
غير نعوشٍ
داميةٍ
ومكللةٍ...
يا صدر أمي
ليتني حجرُ على أبواب قريتنا
وليت الشعر في الوديان ماء أو شجر
ليت السنين الغاربات
حكاية مرسومة في نهر راعية عجوز
ليت السماء قصيدة زرقاء
تحملني إلى المجهول
تغسلني من الماء - التراب
ليت القلوب ترى ، وتسمعُ
والعيون نوافذ مسدودة
من لي بعين لا ترى ؟
من لي بقلب لا يكف عن النظر
وسط الظلام...
وكان " يهوذا " هناك
يقبل رأس " المسيح "
ويشرب نخب الإله
وفي كل رشفة كأسٍ يصلّي
يناجي .. يصيح
يعيش الإله
يعيش الرسول ، وشعب الرسول الذبيح
ويقرأ مستغرقاً في خشوع
حكايات من صُلبوا في الطريق
وفي عينه يرقص الحزن
تبكي الدموع
وفي صوته يتعالى حريق
**********
وعند الصباح يموت النهار...
أيها الجائعون
ابشروا
لن تجوعوا
فقد أذّن المتوضّون للحرب
وانهمرت في الشوارع والطرقات
شظايا الأناشيد،
هيا ابشروا
لن تجوعوا
كلوا من لحوم المدافع
من شحم دبابةٍ
لا تخافوا من الموت
فالموت أغنيةٌ عذبةٌ
والشهادة واجبةٌ
وهناك وراء القبور المغطاةِ
بالزهر مائدةٌ ،
لن تجوعوا
ولن تظمأوا بعدها أبدا.
أيها...