عبد العزيز المقالح - احتجاج العائد من رحلة الخوف

يا صدر أمي
ليتني حجرُ على أبواب قريتنا
وليت الشعر في الوديان ماء أو شجر
ليت السنين الغاربات
حكاية مرسومة في نهر راعية عجوز
ليت السماء قصيدة زرقاء
تحملني إلى المجهول
تغسلني من الماء - التراب
ليت القلوب ترى ، وتسمعُ
والعيون نوافذ مسدودة
من لي بعين لا ترى ؟
من لي بقلب لا يكف عن النظر
وسط الظلام وجدتُ ايماني
وفي قلب النهار فقدتُ ايماني
لماذا يا كتاب الشمس تقرأني
وأعجز أن أراك ؟
أرى حروف دمي
بُقعا من المرجان
ضوءا في فمي
مرٌ هو الليل الطويل
الشعر مر
وصوت ' فيروز ' بلا طعم
وبين النوم والعينين بحر من رمال
رفقا بأهدابي
ورفقا يا أظافرهم بأعناق القصائد
أين أخفيها ؟
أأحملها معي للضفة الأخرى من النهر الذي لا ماء فيه ؟
لا .. لست مجنونا ، واحلامي تطارد حشدهم
وأمد أظفاري
اعض بنارها وجه الظلام
أموتُ من خوفي
ومن غضبي
ومن قهري
أموتُ .. أموت من البكاء
لا تكذبي
يا صافنات الشك
موجود أنا
جسدي وروحي تغرقان
وصوتُ احزاني ذئاب
تنهش الكلمات
ليت الشك ينشر ليله حولي
ويطويني العدم
ليت النهار يغيبُ ، لا يأتي
وليت الليل لا يأتي
وليت الأرض نجم لا يدور


عبد العزيز المقالح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى