محمد بنيس

كان أبو عامر حسن الوجه كامل الصّورة كانت الشوارع تخلو من العابرين يتعمّدون الحضور إلى باب داره في الشارع الآخذ من النّهر الصّغير على باب دارنا في الجانب الشّرقي بقرطبة إلى الدرب المتّصل بقصر الزّهـــراء كانت دارُهُ ملاصقةً لَنـا وكانوا يحضرون لا لشيء إلاّ للنظر منه أعرفكنّ واحدةً واحدةً يا...
وطئت بساط الخلفاء وشاهدت محاضر الملوك فما رأيت هيبةً تعدل هيبةَ محبّ لمحبوبه وما رأيت فرحاً شبيهاً بمرجانك يا صديقي المُحب فراشة تحدّرت إليك من سكينة المحبوب وفي الأوقات كُلها فراشة الصّفاء رأيت فرحاً شبيهاً بمرجانك يا صديقي المُحب فراشةٌ تحدّرت إليك من سكينة المحبوب وفي الأوقات كُلها فراشة...
هذا الولدُ المفتون بليِّ عمامته بشعيراتٍ تضحكُ فوق الصُّدغين يغلّقُ بهو منامتِهِ ويُطاوعُ تغريبةَ عينين رماديّتين يرىَ أليافَ سحابٍ منشغلٍ بجدار البيت يرىَ شمساً تتسلسلُ في أحقاقِ نواعير الماء ممالك مسك اللّيل سواريَ تسمُقَ بالزِّلِّيج إلى الزّلِّيجِ إلى السقفِ النّجميِّ يرى خالاً يتعقّبهُ من...
لك هيّأت ليلةً بحنّائها هيّأت شُرفةً تقرّبني من رياحين فاس وقُلتُ لوشمةٍ ترقرقي نديّة فوق هبوب شوقها لك هيّأت وردةً هيّأتُ موجها ونُثارها وقلت لنعومة تشهق بيننا هي لك شعلةٌ أخرى لشفتيك لك هيّأت مسكاً وعنبراً ولُبان مزجتُ ملمساً بملمس وقُلت للشّفق أخ النّبيذ أنت أخي طر بي إلى حيث يمحو المعاني عشق...
هناكَ مغالطة في المعلومات التي تقدَّم لنا لتبرير مُجتمع يفتـقد المكتبة. يُقال لنا إن نسبة الأميين في العالم العربي مرتفـعة. لكنّي أرى أنّ الأخطرَ منْ هؤلاء الأميين، الـذين لم يدخلوا مدرسة ولم يتعلموا قراءة ولا كتابة، هُـمْ هـؤلاء الذين تعلّموا وأصبحُوا يمثلون نسـبة تقتـرب من نصف المجتمع، ومعَ...
كانت بدايةُ الثمانينيات علامةً صامتةً على رغبة شخصية في ترجمة «رمية نرد» إلى العربية. علامةٌ ملقاةٌ في صيغة ملاحظة مكتوبة، بيد، مرعُوبة، يدي، في كرّاس صغير. كانت القصيدة تحت بصري. الصفحاتُ والعنوانُ تلمع. وجسدي يستقبلُ هذا الضوءَ الفريد. كنتُ أعامل هذه الرغبة بما هي عرَضٌ من أعراض النزوع إلى...
1 زيارة كوخ مارتن هيدغر في قلب الغابة السوداء بألمانيا، من أجمل هدايا الشعر. ذلك ما كنت أتمناه منذ عهد بعيد. ثم حان الوقت، وحدث ما لم أكن أتخيّل تحقيقه. كثيراً ما تهيأتُ لهذه الزيارة، خاصة بعد أن كنت زرتُ، في التسعينيات من القرن الماضي، غرفة هلدرلين في بيت النجار إرنست زيمير بمدينة توبينغن...
يمكن للكلمات أن تعطي الليل لما يبحث عن ليله، في زمن وفي قصيدة. تلك هي حياة (حياتي) في القصيدة، وأنا مقبل علي إصدار أعمالي الشعرية في ديوان. ولي هنا حالة الوقوف أمام شعر كتبته، أعدت كتابته، في مراحل من حياة . كأنما هي ليلة. واحدة. كأنما هي الأزمنة كلها. غموض هذه الحياة يسفر عن شقوق وعن ندوب. حياة...
1. أناشيدُ في الليْلِ تغادرُ الحُقولَ شعْبُ الزّنوجِ من أقْصَى الصَّمتِ جاءَ حاملاً نُدوبهُ إلى مدينةٍ بلاَ مدينةٍ هَارْلِـمْ علَى عتبةِ مانْهاتَنْ هارْلِـمْ خلْفَ ناطحَاتِ السّحابِ في مانْهَاتنْ هارْلِـمْ هُنا السماءُ تتّسعُ تمْتدُّ تسْتريحُ فوْقَ سطُوحٍ واطئةٍ هواءٌ يرْفعُهَا إلَى أعْلَى...
1 عندما المكان يتعدد. يختلف. يتفرع. يدور. يستطيل، يصبح مكاناً للسفر. تلك تجربة الجسد مع المكان. هي العين التي ترى المكان. أو الأذن التي تسمعه. وبالحواس نحدد طبيعة المكان. كما بالمعرفة. نفس يعيد نشء الحواس. على الدوام. ولا أعود في ذلك الى مقولات فلسفية. هي الحواس والمكان. قبل كل شيء. وبينهما هذا...
من بين الأوضاع التي أصبحتْ تستـبدُّ باهتمامي، في السنوات الأخيرة، وضعيةُ المكتبة في البيوت. أتى اهتمامي بالأمر عفـوياً. زيارةٌ، ثم زيارةٌ تتلـوها زيارةٌ لبيوت أصدقاء وأقرباء، لاحظتُ خلالها افتقادَ البيوت لمكتبة. بيوتُ مهندسين، أطباء، صيادلة، محامين، مدراء شركات متوسطة وكبرى، رجال أعمال. بـيوتٌ...

هذا الملف

نصوص
41
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى