عبدالرحيم جيران

كان من المفروض أن يكون نشر هذا الكتاب سابقا على إصدار كتاب "في النظرية السردية "، نظرا لكونه يتضمّن مجمل العناصر الرئيسة التي ينهض عليها مشروعنا النظري في مجال السرديات، والذي يشكِّل الاطّلاع عليه ضرورة ملحّة لفهم الأسس النظرية والإجرائية التي تسعف القارئ في تلمس الخطوط الكبرى والتفاصيل الصغرى...
عادة ما نحمل أجسادنا من مكان إلى آخر، قد نتحايل على الحركة حتى نمنحها ما يجعلها ذات هدف محدد، لكنّ هناك في الحقيقة شيئا ما خفيا وراء هذه الحركة التي تبدو وكأنها واعية بذاتها، بيد أنها ليست كذلك. هذا الشيء يتخذ هيئة سلسلة من الأحداث قابعة في الخلف، وتدفع أقدامنا- بعد أن نُكسبها الجرأة اللازمة-...
ينبغي بناء العلاقة بين هذا الثالوث: الهوية والتأويل والتنظيم الذاتيّ وفق مزيد من فتح مفهوم الهوية على فاعليات أخرى، فمن المعهود أنّ الفاعلية الأساس المسندة إليها، سواء في الفلسفة أم في النظرية النفسيّة، هي التعرّف سواء أكان تعرّفَ الذات إلى نفسها في الزمان، أم تعرّفَ الآخر إليها. لكن ينبغي...
هناك موقفان اثنان في النظر إلى الهوية: موقف يُنادي بضرورة النظر إليها من زاوية ثباتها في الزمان (الموقف العقلاني ـ الجوهراني)، وموقف يَعُدها متغيرة (الموقف التجريبي، والموقف ما بعد الحداثي)؛ وكل من الموقفين يتصل برؤيتين مختلفتين تعكسان التضاد الذي يكمن خلف تاريخ الفلسفة الغربية: الثبات والتغير...
تُثار في صدد علاقة الهوية بالذاكرة أسئلة مُحيِّرة لا نستطيع في ضوئها إلّا أن نتحيَّز ضمن خطٍّ فلسفيّ مُحدَّد؛ من ضمن هذه الأسئلة: أتُعَدُّ الذاكرة محدِّدة للهوية أم أنّ فاعلية الهوية غير مشروطة بها؟ ألَا تكُون هوية ذاكرتي ـ إذا كنت أمتلك هوية مُسبقة جوهرانيّة ـ من صنف هذه الهوية الجوهرانيّة؟...
يتصل الربط ـ في العنوان أعلاه ـ بين النفسي والاجتماعي في تفكر الهوية في الحكي بمجموعة من الأسئلة الأسس: إذا كانت الهوية مثارة في النظريات النفسية ـ بهذا القدر أو ذاك من الأهمية ـ فما طبيعتها؟ وأتعد نفسية خالصة؟ أم هي نتاج تفاعل الذات ـ وهي تتشكل لتكتسب قيمها الخاصة ـ مع محيطها الاجتماعي؟ وهل...
وجّه لي أحد الباحثين سؤالاً معلِّقا على المقال السابق، وهو كالآتي: «أسألكم عن مصير اللاوعي في مواجهته الزمن والسرد؟». وفضَّلت بدلاً من الردّ المباشر أن أخصِّص مقالاً للإجابة عن المطلوب. وكان عليّ في الوقت نفسه أن أبيِّن المشكلات التي يثيرها السؤال: أوَّلاً، لا بدّ للإجابة أن تكُون في نطاق موضوع...
يصطدم اتصال الهوية بالزمان بمشكلة وحدة الأنا الموجودة بوجود الذات في العالم؛ وأمر من هذا القبيل يجعل من زمانها أولانيا ومتعاليًا وثابتًا بدروه ما دامت وحدة الأنا لا تعني واحديتها فحسب، بل أيضًا ثباتها؛ والحال أن الزمان هو تخارج تجديلي لا يقوم على التقدم نحو الأمام، بل على تفاعل بين التقدم...
يثير التفكير في علاقة الهوية بالزمن مجموعة من الأسئلة من قبيل: هل بالمستطاع تفكُّر تعرُّفِ الذاتِ إلى نفسها (son soi) في الزمن من دون فصله عنها بوصفه موضوعَ تأمُّلها؛ بدون التورّط في ما إذا كان الزمان وعاء يحتويها أيضًا؟ وحتّى إذا كان من الممكن وضع الزمان على مسافة من الذات التي تريد التعرُّف...
كنت قد كتبت مقالًا سابقًا في علاقة الهوية بالحب، وما لم أتنبه إليه وقتها هو تضاد الكراهية، وما يجلبه من أسئلة في صدد الهوية؛ ولذا أعمل في هذا المقال على استدراك الأمر. وحين أفعل هذا فعلى وعي بما يترتب على هذه المهمة من تبعات أخلاقية. وأعني بهذا الاهتمام بما عملت أخلاقيات التسامح والغفران على...
أكيد أن الذاكرة تكتسي أهمية بالغة في عملية تعرف هوية الموضوعات التي تجد الذات نفسها معنية بتحديدها، وتمييزها من غيرها. وتزداد هذه الأهمية حين يصير الزمان عاملًا مهما في التعرف الهوياتي؛ أي حين تتعرض الموضوعات المستذكرَة للتغير في هيئتها، وفي التعبير عن نفسها بوساطة الفعل؛ سواء أكان هذا الأخير...
إذا كنا قد قررنا، في المقال السابق، أن الذات لا تكتسي قيمتها الهوياتية إلا بفضل القيمة التي تؤول إليها من قيمة موضوعها، فكيف يتحقق هذا على مستوى موضوع الحب؟ وكيف تشتغل ثنائية (الندرة/ الوفرة) في هذا الصدد؟ وهل من اللائق عد المحبوب موضوع قيمة شأنه شأن أي شيء قابل للتملك؟ وكيف يُمْكِن مقاربة هوية...
نشير إلى أن الهوية تُقام على تضافر مبادئ عدة نذكر منها: الصيرورة السردية والتحقق والتصور، وقبل ذلك علاقة الذات بالموضوع، والاستثنائي؛ كل هذه المبادئ منظورٌ إليه من خلال مبدأ عام هو إرادة البقاء مقابل إرادة الحقيقة وإرادة القوة. وسنركز في هذا المقال على الاستثنائي انطلاقًا من ارتباط هوية الذات...
الهوية: من الفكري إلى حل المشكلات عبد الرحيم جيران Nov 03, 2017 نحتاج لتطوير مفهوم الهوية السردية كما نظرنا له انطلاقًا من التوتر بين التصور (التطلع) والتحقق أن نعمق أسئلة ما زالت معلقة، ويتصل الأمر بمعرفة ما إذا كان الفرد متطلعًا فحسب؟ وهل يُحدد بما يحققه من تطلع وما لا يحققه؟ ويقود هذان...
سنعالج في هذا المقال مشكلتين في تحديد اشتغال الهوية سردًا: مشكلة التجديل بين المُفكَّر فيه والتجريبي. ومشكلة الاستزمان. ونعُد المشكلتين معًا متعالقتين، ولا يُمْكِن الفصل بينهما إلّا منهجيًا. وينبغي موضعتهما معًا في قلب السؤال «لماذا نحكي؟»، بما يقود إليه من أسئلة فرعيّة تتعلّق بالبقاء والحماية...

هذا الملف

نصوص
64
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى