محمود البريكان

هو كرس تجربته الشعرية حول الانطولوجيا وربما تبدو هذه الخاصية التي لها انعكاس ظاهر جداً ، متأتية من تنوعات قراءاته وعلاقته بالموسيقى ، التي تقود الكائن الحساس نحو انشغالات ليست عامة ، بل هي خاصة جداً والولع الانطولوجي فيه رواسب التجارب عالمية . وطفر البريكان من الاهتمامات التي شاعت وتلبست ابناء...
(يا جنون الرياح يا ظلمة الفجر ويا وحشة التخوم المرايا ما لهذا الوجود ينهد بالنوم وينهار في مطاوي رؤايا ؟ ما له كالذبيح يخنقه الرعب وفي صدره المدمى بقايا محجري ملؤه الدخان وكفي تترامى على لظى وشظايا كانفجار الطوفان يندفق الليل ومثل الهباء يفني البرايا كل شيء يغيم والدهر ينماع وفي الارض ثورة...
على الباب نقر خفيف على الباب نقر بصوت خفيف ولكن شديد الوضوح يعاود ليلاً. أراقبه، أتوقعه ليلة بعد ليلة أصيخ إليه بإيقاعه المتماثل يعلو قليلاً قليلاً ويخفت أفتح بابي وليس هناك أحد من الطارق المتخفي؟ ترى؟ شبح عائد من ظلام المقابر؟ ضحية ماض مضى وحياة خلت أتت تطلب الثأر ؟ روح على الأفق هائمة أرهقتها...
ـ سيادة الفراغ.. محمود البريكان دراسة ومختارات عبد الرحمن طهمازي/1989 2ـ الإبلاغ الشعري المحكم/قراءة في شعر محمود البريكان/عن دائرة الشؤون الثقافية 20013ـ العراق على آنية الصمت/دراسة نقدية في شعر البريكان/ منشورات بابل 2006 4ـ محمود البريكان بين فلسفة الصمت وصمت الفلسفة/بيت الحكمة بغداد 20085ـ...
وُلِدَ محمود البريكان عام 1931 بمدينة الزبير لأبوينْ نجدييْن. كان والده تاجرَ أقمشة، ومعروفاً بثرائه. امتلك بيتيْن فخميْن واحداً بالبصرة وآخر بالزبير. لمحمود ستة أخوة، وترتيبه الثاني بينهم، بعد الأخت الكبرى خاتون، وكانت أوّل معلمة زبيرية بالزبير. أُعْجِب محمود في صباه، بجدّه لأمّه، واسمه «أحمد...
من بين منجزات الحداثة غير المنظورة، أو المحتسبة إيجابا لها، اعادتها هيبة علامات الترقيم داخل الملفوظ الشعري، واستثمارها لوصل الملفوظ ببعضه من جهة، وبالمغيب أو المسكوت عنه خارج النص، من جهة أخرى. إذ لم يكن لهذه العلامات قبل التحديث الشعري الذي بدأ بشعر الرواد - النصف الثاني من أربعينيات قرننا...
قيل لي انت حفنة من تراب فاقشعرت بكبرياء جراحي) قلت لا لن اكون طينا من الطين انا من سلالة الارواح وتشددت وافتديت خلودي وطماح المنى , باغلى الاضاحي بدمي بالحبيس من من نازعاتي برؤى الليل وابتهاج الصباح.. وتغنيت للوجود بشعر اتحدى به الزمان الماحي وادعيت السمو حقا لقد حلقت لكن من التراب جناحي)...
غياب شاشة مخزن الامتعة الأثاث القديم يتنفس فيه السكون يتساقط فيه الزمن كغبار هاهنا كانت الشاشة الساطعة وسط هذا الجدار وهناك كانت القاعة الواسعة قاعة العرض مكتظة في الظلام والشعاع الذي يتراقص بين الظلال يموج عوالم للحب والسحر والخوف والانتصار والمغامرة الرائعة ورجال الفروسية الاولين والنساء...
لا أدري مـن القائل : "بعض اللحظات ، لا نعرف قيمتهـا ، إلاّ عنـدما تعود لنـا على شكل ذكريات" ، تأتي تلك اللحظات ، أو طالما تكون دقائق أو ساعات ، وقـد تكون أياما" وشـهورا" ،الخ. الذكريات تفتح الأبواب التي طواها النســيان ، لكنـنــا قـد نعود إليهـا بحســــــرة وألم أو بفرح غامـر ، لندخل في عالم...
أوبئةٌ مجهولةٌ تفترسُ الأرواح نحن هنا أشباح تنحتُ أحلاماً من الحجر . . سافرْ الى قرارةِ المُحيط إنْ شِئتَ ، أو فارحلْ الى القمر هيهات أن تسحركَ الصوَر ما أنتَ بالبسيط وسوف لن تفهمَ شيئاً من فم القدر . . يوقظكَ الصباح لتسبرَ الليلَ ورؤياه وأنتَ لا تذكر مسراه ! . تروي لكَ الرياح ما دفنَ التاريخُ...
شتاء 2002 كان النهار من فضة ٍ دفيئة، حين أوقفتْ عيناي قدميّ عند مكتبةٍ من مكتبات رصيف شارع الكويت في مدينتي البصرة، تسمرت العينان على كتاب ٍ يهمني (نصيّات بين الهرمنيوطيقا والتفكيكية) تأليف ج. هيوسلفرمان (ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم صالح) . كانت جيوبي شبه نظيفة، هرعت إلى أديب كانت دكانته خلف شارع...
إشارة : رحل الشاعر الكبير الرائد المُجدّد “محمود البريكان” بطريقة مأساوية وطُويت صفحته كالعادة فلم نشهد خلال السنوات الأخيرة بحثا تحليليا حازما ومخلصا ومستمرا في تراثه الشعري الباهر المميز الذي شكّل علامة فارقة في مسار الشعر العراقي والعربي. تدعو أسرة موقع الناقد العراقي الأحبة النقّاد والشعراء...
سبّورة من معهدك تخلع حائطها.. تروغ عن عموديّتها تستدير تترامى على أفق نعشك رذاذ الطباشير يُعربك.. مبنيّاً على السكوت وممنوعاً من الحرف * * * نظّارتك الداكنة لا ترى من بعيد ملّوية المقبرة التي وضّأتْها الصواعق ذات مطر.. نظّارتك وحيدة تتلطّخ بحمأ الخنجر. إسطوانات موسيقاك لا تدري في أيّ دنّ كنتَ...
"الشاعر يموت مرتين، مرة حين ينشر، وأخرى حين يقام له تمثال" محمود البريكان ثمة مسألتان لا يمكن لحديث عن البريكان أن يتجاهلهما: موقفه من النشر ورؤيته للعالم. ربما كانت هناك علاقة متبادلة بين هاتين المسألتين، بل ربما...
((وبينما يستقطر الشاعرحكمة الاجيال ، ويسبر أغوار الحزن والفرح، ويطلق جناحه في أبعاد الكون، تترجمه الصحف اليومية إلى اعلان،وتلتقطه عدسات التصوير موضوعا للفضول. وعندما يذهب، يبدا المثالون عملهم. انه يستشهد مرتين. هل يشعر جميع الشعراء بالحزن أمام التماثيل؟ هل يشعرجميع الشعراء بالتيه امام الاضواء...

هذا الملف

نصوص
61
آخر تحديث
أعلى