ميلود خيزار

1 عَرفتُ الفُصولَ، و حِين فَهمتُ الحُقولَ تماثلتُ شيئا فشيئا إلى رقّةِ العُشبِ حتّى خَشيتُ الخَروفَ و حِينَ عَرفتُ الخَروفَ تَمثّلتُ فـي هَيأةِ الذّئبِ كـي لا أموتَ ذبيحَا كما تَتمنّى طقوسُ العِبادةْ. 2 عرفتُ الفصولَ، و حين فَهمتُ الفُصولَ تبنّيتُ هذا الفُضولَ فهمتُ القليلَ من النّملِ خُنتُ...
أخي عثمان، إنها سنة أخرى بدونك. كنّا دائما قريبين من التّـراب و في كلّ لقاء حتّى أننا نكاد نفترش الأرض الرّحيمة، كنت كثيرا ما تبادرني، من عزلتك الشريفة"، بالسّؤال عمّن تحبّ تسميتهم بـ "الأصدقاء"، تسألني حتى عن الذين "نسوك" و "اذوك": "كيف هم" و ماذا يحدث في المشهد؟ و تختم بتلك العبارة/ العبرة ...
1 رأسـي مَحَطّةُ راديو، لا تَبثّ، طَوالَ النّـهار، و على مَدار العام، سِوَى ... أغانيك. 2 رأسـي بُرجُ مِلاحيّ، مَسكونٌ بفكرتيِّ الهُبوطِ و الإقـلاع النّاجحينِ، لطائرةِ صَوتكِ النَفّاث. 3 رأسـي، حِكايةٌ خُرافيّـةٌ، تُربّتُ على كَتفــيِّ اللّيلِ في حُجركِ السّرمديّ الوَثيـر. 4 رأسـي، قُنبلةٌ...
يمكن اعتبار الكوارث فرصة المجتمع الثمينة لمعرفة ذاته و للكشف عن وجهه الأخلاقي " الحقيقي". و الأمر ذاته بالنسبة لمسؤولي هذا المجتمع. أتابع التقارير الأولى لاستعادة الأرض بعض " أنفاسها" و " عافيتها" من أثار التلوّث الذي راكمته " مباهج الحضارة" على نقاء الحَجر و الشّجر و الإنسان، و ربما رسمتُ على...
1 سَمكتانِ مُملّحتان بالدّمع، هُما عيناها و هُما كلُّ صيدِ الانتظار المرير - زوجةُ ذلك الصيّاد الغريق. 2 الـمِلحُ كاستعارة لداء الأبديّة. 3 سأدسُّ بذرةَ ملح و أراقبُ زهرةَ السَّهرِ، تتفتّحُ في حديقة عَينيك. 4 رُوحُ الـمِلح تَرقصُ كالرّغوة و قد ضاق بها تَفتُّتُ مَعدن القصيدة. 5 كان صيدُ جَدّي...
1 الرّيــحُ، في الحقيقة، لا صوتَ لها إنّـها أثرُ ذلك العازف الخفيّ على الأشياءْ. 2 بوُسع الرّيح أن تَشحذَ حَجرا، بحرير لـمْستـِها. أن تُربّـي عاصفةً في حُجرها. أن تنامَ و قد دَسّتْ في رَحم الأرضِ آخرَ أعراس البُذورْ. 3 ريــحٌ فضوليّةٌ تلك التي باتتْ اللّيلَ تَـهُزّ النّوافذَ و الأبواب لتَعرفَ...
و لانّ لي … و لانّ لي بيتا على أَطرافِ ماساتي.. أُريدكِ . نجمةً… تَتفقّدُ الطّرقَ القديمةَ في عُواء الرّيح. مصباحا… يَسيلُ كلامُه الذّهبيُّ في صمتٍ على عَطشِي الضّريرِ… نداءَ أغنيةٍ.. أنامُ بحُضنها نومَ الحقيقة في سرير الغيب… كَم سنموتُ كي نَنسى ؟ و كَم سنُرافقُ الموتى إلى أنقاضنا ؟ هيّا...
1 كنتُ أبيعُ المصابيحَ في شارع الثّورة الـ "خذلوها". و كان الكسادْ، هو سوقُ البلادْ. 2 ثمّ، اشتغلتُ بترقيع أحذية الوقتِ في بلدي، الوقتُ يَمضي إلى حيثُ ما لا نَراهُ. ثقيلًا يَمرُّ على بائع الوردِ، قُربي. بطعم الفكاهة يمضي على "الأصلع الفاكهانيّ" لكنّه كان يمضي و يترك في نظرات عجوزَين مُنكسرين...
إلى صديقي العزيز محمد عيد إبراهيم.. 1 ذلك العنكبُ الذي يتمدّد على هاموكه الشفّاف المشدودِ إلى قطبـيّ الأرض. متربّصا بذبابة الكلمة كان "أنتَ" إذن. هل عَرفت الآن ضريبةَ تلقيح عنكبوت اللُّغة ؟ 2 طائرُ سقّارةَ الذي كان يَستحمُّ في تراب العصور القديمة لم يكن حورسَ و لا لعبةَ طفلٍ ثريّ. كان صقرَ قلبك...
1 برَشاقةِ شُعاع، و مَهارةِ نَظرة، و سُرعةِ بَرق، لا تزال الأرنبُ/ الطّريدةُ تَركُضُ فـي عَينـيْ صَقر يَموتْ. - عُزلةُ شاعر عربيّ. 2 بأغصانها الواهنة و مخالبها القويّة تَتسلّقُ جدارَ الرّغبةِ الشّاهقَ لمعانقة الشّمس. لكنّـي، رأيتُـها، أمسِ، تتلصّصُ عليكِ و آنتِ تستحمّين في رُؤاي رأيتُـها و في...
1 أنظرْ إلى الهَـمِّ كاختبار لا كعِبْء و لْتكنْ هَمَّك الطّريقُ. تَتعثّـرُ الجداولُ الصّغيرةُ بالمنحدرات الشّاهـقة تُمزّقُ ملابسَها النّاعمة مخالبُ الصُّخور لكنّ شوقَها إلى الحُضن اللانهائيّ يُوحّدُها في نشيد النّـهر و يُنسيها خَيبةَ التلفّت. أنظرْ إلى الهمّ بعين المسافر، لا المقيمْ. تَضجُّ...
1 يا لَها مِن كلمةٍ غَريبةِ الأطوارِ، تلك التي تُغادرُ، آخرَ اللّيلِ، فِراشَ الحَيـرَةِ الوَثيـرَ، باحثةً عن حُضنٍ، لِتَأويلها. 2 كلمةٌ ما ستُفسِدُ مِزاجَ الجُملةِ كذُبابةِ نُقطةٍ رَعناءَ تَقعُ على عَيـن الشّاعر. 3 الورقةُ الحُبلَـى بالكلمة من ذلك القاموس يا الهـي، إنّـها هي ذاتُـها المشنوقةُ...
قُرانا خائفةٌ من الظلِّ لكنَّ الظلَّ يَحمِيـها قبلَ أنْ يُلبسها الليل. تُؤجِّجُ الأمُّ الجمرةَ الذّابلَة يَرجِعُ الصّبـيُّ بقَطيع الماعز يُباركُ الأبُ المساءَ الـمُتَـردِّدَ فيما يَعُضَّ الظلُّ طَرَفًا من القَرية بلُطفٍ بالغٍ إلى أنْ يَتلاشَـى الخَوف. تُصبحين على خَير أيّـتُـها القُرى...
1 قليلون هم أولئك الصيّادون الذين لوّحت سنانيـرُهم عند بُحيرة الموت بسمكة الصّبر. 2 من بحار التوتّر العالية نادرا ما يرجع الصيّادون و لو بهيكل السّمك الأزرق العملاق. 3 ليس ثمّة من خرافات الصيّد ما يكفي لتأثيث قارب هجرة واحدة بحجم القصيدة. 4 أخيـرا علِقت الفكرة العنيدة بطُعم صنارة العقل ها هي...
ستكون مقاربة " الشّعر الجزائري المكتوب بالفصحى" بمعزل عن " الامتحانات التاريخيّة" المريرة التي مرّت بها اللّغة العربية، مقاربة " غير علميّة"، حتّى لا نقول إيديولوجية أو " مشبوهة". لا أحد يمكنه " تجاهل" ما تعرّض ( و يتعرّض) له " اللّسان العربي" أثناء " حرب الاستئصال الطويلة" التي شنّـها الاحتلال...

هذا الملف

نصوص
65
آخر تحديث
أعلى