يعود الشاعر محمد آدم الى الحياة الثقافية بقوة الفعل.
فبعد غياب دام عشر سنوات بعد وجود طاغ وثرثار حتى نهاية الثمانينات، يقدم آدم ديوانين جديدين أولهما 'حجر وماس' وثانيهما 'نشيد آدم'، الأول صدر عن سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب والثاني صدر عن دار ميريت للنشر، وإمعانا في الحضور...
السنوات التى أنفقتها فى جمع الماء والكلأ
كانت كفيلة بصعودها إلى السماء السابعة
والولوج منها إلى الأرض
فى رحلة كان لها مايبررها من أجل اكتشاف قارةٍ من البلهارسيا
والحمى الروماتيزمية
وقبل أن يصيبها الوهن وفقدان الذاكرة
وتحلل الروح
وامتلاء الجسد بالقروح
والدود
إلا أن يديها المدربتين جيدا
على التقاط...
الهواء الذى يترجرج فى سُنن الليل
ليس أقل قليلاً
من ذلك الهواء الذى يسكن فى أعلى البرج
وفوق أسطح البيوتِ
والطرق الرطبة للكوابيس
ليس ثمة ما نفعله طيلة الزمنْ
سوى أن نراقب الليل
وهو يتسلل من فُرَجِ النهار
مثل فراشة ضالة
ونراقب النهار
وهو يكنس بيديه المعروقتينِ
تلك الحيوانات
المتفحمة
التى تركها...
لنسهر الليلة فوق جبل جلعادْ
أنت تدخن الحشيش
والماريجوانا
وأنا أتلقف حليب الزرقةِ الغاويةِ
لا تبتئس أيها السيد محمد مستجابْ
فليس للزمن وجود
وليس للمكان من معنى آخر
سوى تلك الروح القلقة
التى تتلفها وراءك
مثل سلة من المحارْ
أو تلك الفكرة التى تقيم عليها مقبرتك
وبعيدًا عن مدار الجاذبية
تحت قبة...
سردية1
إنه النسيانُ الذى يسيطرعلى كل اتجاه
البحارُ
والرمل
الأحلامُ
والسكك
والكل ينسى
لقد كانت حياتى خربة ًوخاويه
- مثل محراث قديم لفلاح بابلى -
وتسير من ظلمة إلى ظلمة
وفى نفق مظلم
تترك موداتها العليمة وخياناتها
لقد اتفق لى أن أرى الجرذان
تسير فى السكك
وتعلو البنايات
وتقفز من النوافذ
وتتسلق...
أنا
لم أستسلم لهم كما خططوا
فقط بالشكل الذي حدث
خشية أن يتم تعريضي للدفن
أو للخزي والعار
وبواسطتهم
كان لابد لي أن أهرب
مثل ذكر البط
أو فأرة هاربةٍ في حقل
وألا أستسلم للذبح
من أجل المجدلية
غاليتي
حبيبتي
المرأة التي أعطت نفسها
لرجال كفر ناحوم قاطبةً
ولم تبخل عليهم بشيء
المجدلية...
ذات العينين...
- عبدالمعطى حجازى «شاعر ميت» ونصوصه ساذجة إلى درجة التفاهة
- جابر عصفور «رجل الحظيرة الأول والأخير»
- أصبحت أكبر من جوائز الدولة.. وأعمالى موجودة فى أهم ٥ مكتبات بالعالم
- محمد إبراهيم أبوسنة وفاروق شوشة لا يمثلان شيئًا
عوامل عدة تضافرت بإحكام لتنسج عُزلة الشاعر المصرى محمد آدم، أحد أبرز...
سألتنى صبية ذات يوم
قل لي يا أبتي
ما علّة وجودنا على الأرض
المزامير راحت
والدف سرقه اللصوص
والشمس التى كنا نخبؤها بين جيوبنا
(ونحن أطفال فى المدارس الابتدائية)
ألقوا بها إلى الجواميس
والنهر
والملاعق التى كانت بين أصابعنا
ذات يوم
صارت هى الأخرى
فلايات للعجائز
والمُسنّات
وداخل المقابر
هل تذكر ما...
ترى
لمَ كل هذا الليل
لمَ كل هذه الغيوم
أنا وحدى أسير فى السكك التى تختلط بالرمل
أقطع الليل فى النهار
وأقطع النهار فى الليل
لا نجوم لى فتلمع فى الأفق
أركض باتجاه البحر ولا أمسك بغيمة
أتوكأ على عصاى لأهش بها على خياناتي
أحيانًا
يخيل إلى أن هذه العصا ثعبان
وأحيانًا أهش بها على مخاوفى المتراصه مثل...
سوف نسهر الليلة طويلا علي زهرة البستان
وسوف نتذكر الراحلين معا
من سيد درويش وحتي عبده الحامولي ونجيب محفوظ
وسوف يأتي نجيب سرور كعادته
متاخرا الي الحانة
لانه كان يمارس الجنس في بئر السلم مع امراة خان الخليلي
تحت اعين رجال الشرطة
وحرس الحدود
وهاهوفاروق عبد القادر بضحكته الصفراء يرص المقاعد
ويجهز...
فى الاسكندرية وفى يوم قارص تماما
جلس افلوطين
على دكته الخشبية أمام المصرية العتيدة هيباتيا والتى جابت شهرتها
الآفاق
حتى أضحت حديث الناس فى السكك والشوارع
وفى كل مدن أثينا السوداء
وكانت تلبس فى ذلك اليوم فستانا من الكتان الأبيض والمزخرف
بفانتازيا اللوغاريتمات المصرية
وفى يدها الكثير من الرسائل...
ثمة شعر يُصغى إلى رنين داخله، وينظَر في لون كلماته وكيف تعيد تشكيل عالمها البانورامي وبلا هوادة، ثمة شعر ينظَر في باطنه، ثمة شعر يُتأمَّل فيه، ثمة شعر لا يُقرأ إلا بصوت هادىء لينفذ الأثر إلى داخل طيات النص، والتقاط المزيد من الإشارات، ثمة شعر لا يفسَّر، حتى لا يساء طبعاً إلى المكون الدلالي...
مع حالة الفوران الكامنة داخل كل منا، حالة جمود الواقع.. نستدعي الشعر ليكون هو المحرك الذي يعطي إشارة الإستمرارية.. لمنظومة التنوير الحق والجمال، ومن الشعر إلى الشعراء.. ومن بينهم يتجليى.. الشاعر محمد آدم.. صاحب المساحة الواسعة في المشهد الشعري.. بمشروعه المتجدد والداعي إلى...
المرأة التى قد توقد الشموع كل ليلةٍ
فى ساحة القديس بطرس الرسولْ
من أجل أن يكون الرّب رحيمًا بها فى ساعة النزع الأخيرةِ
والتى اختفت من الكتب والتواريخ
وزوايا الأرصفة
والمعابد القديمة
وأصبحت تطوف فى الذاكرةِ بلباس النسيان
والجزع
تعرف جيدًا
أن رائحة يديها النيئتين
تشبه عرقَ شجرة الكستناء الوحيدة...