أدب السجون والمعتقلات

"إني استطيع أن أرتاح على صدرك وكلي ثقة أن هذا الحب الذي ولد وترعرع داخل الزنزانة –رغم القيود والحرس والاستفزازات- لن يكون إلا مشرفا وقادرا على تخطي عقبات أكبر. والسعادة في متناول كل من يقدس المسؤولية".. ****** تخليدا لليوم العالمي للمرأة (08 مارس)، ورغم التمييع والابتذال اللذين طبعا هذه...
بداية، لا أقصد المعتقلين السياسيين السابقين المناضلين. فعدد منهم ما فتئ يقدم التضحيات تلو التضحيات رغم كل الصعوبات، وخاصة تبعات الاعتقال والتعذيب وبرودة الزنازين وسنوات السجن الطويلة والتشريد والإضرابات عن الطعام.. إلا أن عددهم يكاد يكون على رؤوس الأصابع. قد نختلف معهم، إلا أنهم حاضرون سواء هنا...
بالأمس القريب، كان الخدم يصعدون بالأطباق النحاسية المحملة بالأكباش المشوية و المحمرة إلى الوزير ” المقري”، و من بعد إلى الأمراء و الأميرات، قبل أن تصبح دار ” المقري ” مسماة ( بالشفيرة ) عند الشرطة المركزية السرية ” ب. ف. 2 “. لم نر النور ليل نهار، لأن أعيننا كانت معصوبة بعصابات سوداء. كنا ممتدين...
أحبك من أخمص القدم حتى ذؤابة الرأس المثقل بالغياب وحتى أعماق فؤادي المكلوم بحبك المنفي أحبك ملء الكون بحارا تترنح في اضطراب ومسافات في ما بين النجوم شاسعة تجهل اﻵفاق وفضاءات ﻻ تنتهي أحبك ملء الكون وأي مدى في الكون متسع لحبي لقاؤك باﻷمس كان فجرا وشمسك اﻵن، نيران اشتياق وطوفان عشق كاسح، منفلت...
يشبعونك ضربا بأخماص البنادق، بالكابلات والأحذية وأشياء أخرى لا تكاد تميزها. قرأت الكثير عن السجون وتعذيبها، شاهدت الكثير من الأفلام والوثائقيات، لكنك لم تتخيل يوما أن قصتك أنت ستنتهي إلى مثل هذه النهاية التي وصلت إليها. ليست هي النهاية بطبيعة الحال. ليس ما يحدث هو بالضبط ما تحدث نفسك به تماما...
« الأوردي» سجن صغير ملحق ب»ليمان أبوزعبل«، يبعد عن المباني الرئيسية لليمان بحوالي كيلومتر، وفي الأوردي يعزل عادة عدد من نزلاء الليمان الأكثر خطرا. وقد وقع اختيار السلطات الحاكمة علي »الأوردي «ليكون معتقلا للشيوعيين مرتين أثناء حكم عبدالناصر، الأولي امتدت من نوفمبر 4591 الي يونيو 6591، والثانية...
- «ماذا يفعلُ أطفالٌ دون الثانية في حوش السجن؟» هتفت الصحفيةُ الشابّةُ من وراء القضبان صارخةً في وجه المجتمع. كانت تظنُّ أن الأطفالَ جاءوا مع الزائرين ذويهم من السجناء. لكن صدمتها كانت هائلة حين علمت أن أولئك الأطفال سجناءُ مع أمهاتهم السجينات، لأن لا أحدَ يرعاهم خارج السجن. كانت الصحفيةُ...
منذ سنة 1986 اعتدنا السفر إلى السجن المركزي بالقنيطرة لاجتياز الامتحانات الجامعية ، ولا أزال أتذكر ، في ظروف الحجز والمنع ،خلف القضبان ، مدى الغبطة الروحية والمتعة الفكرية الخالصة، التي نستشعرها ، ونحن نطلع على النصوص الفكرية والسياسية التي كان يحررها الرفيق ابرهام السرفاتي ، والتي تصلنا بعد...
بعد قضائه قرابة خمسين عامًا في الحبس فإن العجوز بروكس يتوصل لأن الحياة خارج السجن لا تناسبه فيشكو لريد صديقه : يدي أقل من سقف الزنزانة بخمسين سنتيمتر و ثلاث صور طباشيريه لهذا أكره سماءكم تلك البعيدة التي لا تصلح لرسم الصور -1- العالم العجوز الكسول ينتظر خارج الباب كحارس سجن قديم و غير...
يعد عبد الحق شباظة، من بين اليساريين الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة في السجون، ومن بين الرموز التي خاضت في صراعها مع الدولة خطوة “الإضراب اللامحدود عن الطعام”، مع ما يعنيه ذلك من مواجهة مفتوحة أمام الموت، بل وسير مقصود وعلني تجاهه، بعدما يكون الظلم والاضطهاد قد فعل فعلته في النفوس والأبدان. دخل...
سطوع الشمس يعشي البصر ، الرقيب المربي يفتح باب السجن ، يطل كجرذ يتردد في الخروج من الجحر ، ثم يغلقه بعد توالي مغادرة السجناء الذين قضوا مدة محكومياتهم ، لا أحد منهم يلتفت بل كلهم يندفعون بسرعة كما لو يخشون أن تعاود قبضة السجن الإمساك بهم ، كانوا ينظرون بإمعان إلى المجال الذي ولجوا إليه كحلازين...
( نظر الرجل إلى المحكوم وسأل الضابط : هل يعرف السجين عقوبته؟ قال الضابط : لا.. سيختبرها بنفسه.....فرانز كافكا)، هذا المقطع مأخوذ من قصة بعنوان (في مستعمرة العقوبات) لكافكا، كانت مفتتحا واستهلالا لفيلم المخرج (الفارو بريشنر) -أثنا عشر عاما مظلما- ومخرج الفيلم هو كاتب ومنتج من الأوروغواي، والأحداث...
كلما مررت من أمام السجن الجاثم على صدر البلدة. اجتزت تلك الأمتار المعدودات، ولاحت لعيني تلك النافذة الملتصقة في أعلى جدار السجن.. ضج بين الجوارح رعد الاحتجاج على عنف القرن العشرين، ليعصف بغبار الزمن المتناسل على وجه النافذة الشاخصة كشاهدة قبر. فأمتشق من غمد الذكرى سيف الأصوات القاصل ليشق غمام...
خمسون مرّتْ منذُ أن أدخلتَني ، بـــــ " معسكرِ التاجيّ " في بغداد مغلولاً ومرتعشاً أُحاكَمُ ... كان حكّامي الثلاثةُ ، مثل ما قرّرتَ ، ضبّاطاً وكانوا يلمعونَ نظافةً وقيافةً ... أمّا أنا ، المغلولُ والـمُضنى ، فقد كنتُ الأسيرَ وكان حرّاسي الذين تناوبوا ضربي اختفَوا ... وحدي مع الضبّاط ! لم أكُ...
في زنزانتي الرطبة أقبع وراء القضبان و النسر الفتي , ربيب الأسر رفيقي الحزين , مرفرفاً بجناحه .ينهش وجبته الدامية عند النافذة ينهشها و يلقي بها , و يتطلع من النافذة .كما لو أنه يشاركني أفكاري إنه ليدعوني بطرفه و صيحته و يود أن ينطق : (هيا بنا ننطلق ... نحن طيران حران , آن لنا أن نمضي بعيداً...

هذا الملف

نصوص
415
آخر تحديث
أعلى