جرادة (المغرب) –
اللغة أشبه بالمنجم، فيها مشقة الحفر على الصخر ورهبة الأنفاق تحت الأرض ودهشة كشف المعدن الكامن خلف الركام. ويكتسب أدب المناجم -أول ما يكتسب- شرعيته الأدبية من هذا التحليل، لأن الأدب لا يعدو أن يكون في المحصلة النهائية، سوى عمليات حفر متواصلة في اللغة. وهو عين ما يجري داخل فضاء...
إن تنمية الثروة المعدنية لابد أن يكون هدفا قوميا لمصر تعد من اجل تحقيقه الخطط الجادة المسايرة لتكنولوجيا العصر الحديث ، المبنية على أسس علمية ومدروسة وفق مجموعة من الإجراءات اللازمة لتنشيط عمليات البحث والاستكشاف عن هذه الخامات واستخدام أفضل الطرق لاستخراجها واستغلالها بطريقة اقتصادية ،ويتحقق...
تنام مدينتي
على حزن
وتصحو على ألم
وبابتسامة شاحبة
تصافح شمس الصباح
ثم ترخي دوائبها
السود في ضجر
قد انهكها سخام
الأيام البئيسة
وأثقل كاهلها
وجع التفاهة
الجاثمة...!!
............
مدينتي تتنفس
صمتا..
وتحترق في آتون
العتمات..
مدينتي قمرها
جريح
ونجومها بلا بريق
في شوارعها
تسعل الكلاب
الشاردة..
وتنط...
في نهاية كل شهر تأتي من الدُّّوار إلى المدينة، تقطع حوالي عشرين كيلومتر، تستقل إحدى عربات الكَارّو وتُؤدّي عشرة دراهم، وعندما تصل تتجه مُباشرة إلى مركز البريد وتصْطَفُّ في الطّابور، وتظل تنتظر حتى يحين دورها و يصرفوا لها المعاش الهزيل.
وهي أحيانا تزورنا، وأنا أسعد كثيراً بزيارتها، أرحب بها...
كُتبتْ القصيدة بالفوسفات
على رؤوس تسير إلى حيّ ياسيمنة
في اللّيل
ترى قصة قصيرة تمر مسرعة
يلاحقها قارئٌ دمهُ جاهليٌّ
يعشق الفتنة بين السطور
حين يسأم
يسحب قلمه إلى البيت
متدفّقا على الرخام..
في خريبكة
ترى الكراسي مثل المقابر
حين يمر ظلّك
قبالة مقهى المدينة
دون أن تنتبه
أو تدري كيف حدث الأمر؟...
كغجرية لعوب تستميل كل يوم الى وكرها شباب المدينة، الحال مُعسر وإغراءاتها كثيرة، وأهمها الستر. مع بياض النهار الخامل يتسللون مسلحين بأحلامهم الكسيرة المتضاربة المترقبة لحدوث شيء مميز فقد يكون اليوم محملا بزوادة فرح وخير عميم.
ملثمين بشالاتهم الباهتة وقفازات الأيدي المهترئة الباهتة الألوان التي لا...
إنّي أمامكِ غيْر أنّكِ لا تَرِينْ
يا أنتِ يا مَعْصوبةَ العيْنيْنِ
يا قَدَر الرّجال الساهرينَ
مع المعاولِ والفُؤوسْ..
الهاربين من التّثاؤبِ والجُلوسْ..
المالئين إليك آلافِ الكُؤوسْ
ممّا يُقرّبُهمْ وأنتِ الهارِبهْ
في الليْلِ ..
في العرَباتِ ..
في كُلّ الوجوه الغاضبهْ ..
في الخمْرِ ..
في الورَقِ...
واقف بمفردي
في وجه عصابات
الخراب
اقاوم
ضد الخطأ والخطر
والدّمار
أعيش حزني وفرحي
في وطني
أنا الطّائر اّلذي
لا ولن ينتحر
أخيط الحرف والكلمة
بين الّشروق والغروب
وعلى الغمام والظّلام
خبز وماء
نعرى ونجوع
ولا نبيع
عزّة النّفس وشموخ الأنا
على ريحانة الزّمان
تتساقط عناوين كثيرة
ابن المنجم والصّحراء...
لم يكن يستحقها... هكذا كان يقول الناس. لم تندم – رغما عن ذلك- على زواجها منه. كان قد بدأ في مغازلتها منذ أن كان في التاسعة عشرة، وكانت بنت عشرين. كان شابا قويا صغير الحجم في لونه سمرة... منتصب الصدر عالي الرأس، ممتلئ بالحياة. وكان عامل منجم ماهر ويكسب جيدا، بل ويفر بعض المال. كانت "لوسي" فتاة...
تسحرك رواية (كلاب الجحيم) أحدث أعمال الكاتب التونسي إبراهيم درغوثي فتنغمس فيها طوعا وطمعا ولا تغادرها إلا كرها. تشدك الحكايات الخرافية والأجواء الغرائبية فيتلاشى الخيط الفاصل بين الواقع والاسطورة ليجد القارئ نفسه أمام واقع أسطوري أو أسطورة واقعية.
وتعيد الرواية إحياء انتفاضة سكان الحوض المنجمي...
عليّ
ذي المناجم تؤرّخ نزيفك
كلّ صباح
وترتحل في الأمل
متابّطة كم من جراح
وذا قلمك
يخترع الحب والجبل
الوطن . الكفاح
أيها البوغ الموغّل
في الصّهيل
تأبّط حلمك النّبيل
وامضي في جنون
صحوك
قاهر الياس لا القتيل
أيّها المنجمي الثّائر
هناك في بطون المناجم جيل
وثائر
في وطننا الظّليل
وكلّ جزائر
أيّها...
على ارتفاع 1500 متر
وجدتموني أغازل عاشقة سمراء
قاتمة اللون
تدعى مجازا...جرادة
أناسها معذورون...
بحكم الزمان والمكان
أصحاب حال... بسطاء
وبها ترسانة من القياصرة
ومصاصوا دماء معدودون
وثلة من الأباطرة
وقطط فحم في عمر الزهور
تنبش الأرض
تبيع الفحم...
اللغة أشبه بالمنجم. فيها مشقة الحفر على الصخر ورهبة الأنفاق تحت الأرض ودهشة كشف المعدن الكامن خلف الركام. ومثل العامل وسط الأنفاق، يحفر الكاتب في اللغة ليكشف المعاني الكامنة خلف الكلمات. يحفر ويبحث وينقب، بلا كلل ولا ملل. ويجهد النفس بحثا عن الجواهر المكنونات.
ويكتسب أدب المناجم – أول ما يكتسب...
كم حفنة من سواد الارض
تشبع بطون الجياع..؟
كم جثة تحت و فوق الارض
ترضع صبايا السيليس.؟
جرادة، الثدي الموؤود،
جرادة جرعة الموت،
جرادة، حفيدة الخصب،
تشيع آخر زمردها
من الأرض و إلى الأرض.
جرادة، الرغيف الأسود
الذي ملأ ملاعق من ذهب
يُسْرق من وجوه فُقِدَتْ
في دجى الليل الأدعجِ
أما كفانا ظلم الظلام لنا...
تسقط الصخرة تِلْوَ الصخرةِ
الأحجارُ والأتربة البيضاءُ
والحمراءُ تعْلو في الفضاءْ
الطيورُ ـ الرّعبْ قد فرّقها ـ
لم تعُد تدري إلى أيّ اتجاه سوف تمضي
فالسماءْ
لوحة مُغبَرّةٌ...
والعامل الواقف فوق الهضبة الأخرى
يرى هضبته الأولى رحاها " الديناميت " المنجَمي
سوف تأتي بعد حين جارفات ٌ
ترفع الأنقاضَ ...