والنفسُ هُنا تلك التي يبتكرها الجذرُ الأنثوي فينا. فالذكرُ يحمل كروموسومًا أنثويا (x) بالإضافة للكروموسوم الذكوري (y). أما الأنثى فهي صافية لا تحمل إلا الكروموسوم (x). لهذا فإن الأنثى هي الأصل، ولهذا أيضا فإن المرأة نموذج لتأمل وسائل خلاصها من جهة واقعها الذي فرض عليها القهر المادّي. لننظر في...
عتبةٌ لابدّ منها:
الأصبهانيُّ، ابن داودٍ، فيلسوفٌ ماديٌّ، على أساس أنَّ البدهيات مستمدة من الواقع؛ فالبدهيُّ عنده ليس ما يُطابق الواقع، ولكنه ما يتفاعل بإيجاب في الواقع. ومن هنا كان سبب اتخاذه المذهب الظاهري نِحلة له، إذ المذهب هذا يجعلُ من نظرية المعرفة نظريتين مفترقتين، الأولى للمعرفة...
في عام ٦٤٢هــ؛ أواخر شهر رجب المعظّم، دخل شمس الدين التبريزي (قونية)؛ بعد أن جذبه جاذبٌ من بعيد؛ حيث ناجى اللهَ أن يبعثَ له مَنْ يعشقه... مَن يشربُ إناءه؛ فهو قد امتلأ معرفة، وآن أوانُ مساكبته مع عاشق.
ولمّا نامَ في تلك الليلة؛ انتبه على طارقٍ يطرقُ آفاقَ الحقيقة خارج إدراكه؛ ويقول له: أنا في...
لما كتب محمود درويش قولَه :
"لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين
مطأطئ الرأس احتراماً.
لم أجد سبباً لأسأل:
مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟"
.
كان مستحضرا ما جاء في كتاب (تنبيه الغافلين بأحاديث سيد المرسلين) . للسمرقندي.
من أن أبا الدرداء سمع رجلا يقول خلف...
في كتاب (حياة لثريودي تورمس)، الذي ترجمه عن الإسبانية عبدالرحمن بدوي. حكايةٌ في بطن حكايةِ؛ حملتْ في رحِمها سِمةَ المُحاججة بالرغبة الميتافيزيقية.
والحكاية المقصودة تقبعُ في بطن الرواية المؤطرة بــأن (لثريو) صبيًّا، ماتَ أبوه في الحرب، وعاش في كنف أمه وهي تخدمُ في فندقٍ ما. وفي يومٍ نزل في...
كل شي في المدينةِ (الحديثة) متآلفٌ، ماعدا خبايا الإنسان في مشاعره المتصارعة.
فهل تحولت (سوريا) لمدينةٍ حديثة؛ من جراء الحرب؟!
..
تلك هي (المفارقة) التي رسمها العمل الدرامي (مسافة أمان)؛ من خلال تَجمُّعِ (الغرائب) كلها في مكانٍ واحدٍ، وبشكلٍ متآلفٍ، ماعدا الإنسان الذي سادَهُ الشكُّ، فصنعَ من...
يقول ابن الكلبي: "إن الرجل إذا سافر ونزل منزلا؛ أخذ أربعة أحجارٍ؛ فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربا "
إن العربي هنا يجري عملية قيمية لجماليات الحجر؛ ثم ينفخُ الروحَ بالفائز منها؛ فيحوله إلى الكمال المطلق؛ ليس لجهله بكونه جمادًا، إنما استنطاقا لروح المكان؛ وكأنه المتحدث بصوت تاريخه أمام الحضارات الأخرى،...
(الحدث السوري عاد لغزا ، استوجب التفكيك .. )
جملةٌ تكادُ تكون مبهرةً لوعي الناقد.. لكنه حين يغوصُ في بحرها؛ بحثًا عن عُدةٍ لا تحيل الحدث إلى لغزٍ من جهة أخرى , ينكفئ مخفقًا !! .
لكنَي سأطرحُ –هنا- مقولة (الحدث؛ ألصق ما يكون بنا، وأبعد ما يكون عن إدراكنا) وأنطلقُ منها إلى قراءةٍ مفترضةٍ لعمل...
مَنْ الشخصُ الغريب النائمُ في نعشِ درويش؛ فهو كحبَة قمحٍ عاد ثانية ليشيَع نفسه؛ ويصحح ما تبقى في قصيدةٍ جاءت من الإحساس بالمجهول ..
هنا ننبش الذاكرةَ -في الطريقِ إلى نعشِ محمود- عن مفهوم الشعر بصفته تجربة دائمة لشيءٍ لا يبين منه إلا جزؤه العلوي . ونعني هنا أننا في محاولة للاكتمال بصورة دائرية...