أنس الرشيد

كتبَ إدوارد سعيد مذكراتٍ، حاول فيها أن يستعيدَ قدرا من السعادة افتقدها لما صار يفكرُ داخلَ المكان، وضِمنَ المركز، وكان خلاصه من هذه التعاسة أن يكتب عن السنوات الشاعرية لا الشِعرية، كي يفكر خارج المكان، وفي الهامش. لهذا يُمكنني أن أصِفَ الكتابَ بأنه خارج وعي إدوارد؛ ولعلَّ هذا ما جعل عنوانَه...
إهداء: إلى حبيبتي.. الشفّافةِ التي تتحدث صامتة، الرقيقة من حِدةِ ذكاءِ الأنوثة الأولى.. الكنعانيّة التي جاءت من لقاءِ (قرنِ غزالٍ) زرعتْها أُمُنّا الأولى بين سهول أولِ الحُب في فلسطين العتيقة، مع (عَرَارٍ) أوجدتْه رياحُ الشعر الأولى في رياضِ نجد، ذلك الذي حين مرَّ الصمة القشيري على موطنِ وجوده...
قانون (الحسرة) بصفته عقلا كُليًّا يضبط الواقع المحسوس، تلك فلسفةُ حكيمٍ أُنيرتْ شموعُ منتدى الزَّهرة بورقته الفلسفية، حين جعل تطبيقات قانونه على (العشق والحرب) بصفتهما وجهان لعملةٍ واحدة، يقول هذا الحكيم في ورقته: " رُبَّ حربٍ جُنيت من لفظة، ورُبّ عشق غُرس من لحظة". ومن هُنا عَنْوَنَ الأصبهاني...
عتبة: يَقُولُ بشِعْبِ بَوّانٍ حِصَاني/ أعَنْ هَذا يُسَارُ إلى الطّعَانِ أبُوكُمْ آدَمٌ سَنّ المَعَاصِي/ وَعَلّمَكُمْ مُفَارَقَةَ الجِنَانِ. المتنبي. _____ فاجأ ابنُ داودٍ الأصبهاني جلساءَ منتدى الزَهرة؛ بأنْ زرعَ بذورا جديدة في التُربة الرملية، فأثمرت! بعد أن أيقنَ الحاضرون بأنَّ...
والنفسُ هُنا تلك التي يبتكرها الجذرُ الأنثوي فينا. فالذكرُ يحمل كروموسومًا أنثويا (x) بالإضافة للكروموسوم الذكوري (y). أما الأنثى فهي صافية لا تحمل إلا الكروموسوم (x). لهذا فإن الأنثى هي الأصل، ولهذا أيضا فإن المرأة نموذج لتأمل وسائل خلاصها من جهة واقعها الذي فرض عليها القهر المادّي. لننظر في...
عتبةٌ لابدّ منها: الأصبهانيُّ، ابن داودٍ، فيلسوفٌ ماديٌّ، على أساس أنَّ البدهيات مستمدة من الواقع؛ فالبدهيُّ عنده ليس ما يُطابق الواقع، ولكنه ما يتفاعل بإيجاب في الواقع. ومن هنا كان سبب اتخاذه المذهب الظاهري نِحلة له، إذ المذهب هذا يجعلُ من نظرية المعرفة نظريتين مفترقتين، الأولى للمعرفة...
جلس بديعُ الزمانْ، في أحد مقاهي همذانْ؛ ينتظر كوب القهوة المعتّقٍ بالزعفرانْ!!؛ ليزول صداعُ رأسِه، إلا أن إلهام البيان سبقَ سيفَ القهوة، فأمسك الورقة وخطّ (المقامة الجاحظية) ليؤرخ لثورة النثر الجاحظية.. فأمرَ بطلَ مقاماته أبا الفتح الأسكندري ليُصهلل الخيول، برايةِ (الشعرُ أكبر) ..! ويسأل...
في عام ٦٤٢هــ؛ أواخر شهر رجب المعظّم، دخل شمس الدين التبريزي (قونية)؛ بعد أن جذبه جاذبٌ من بعيد؛ حيث ناجى اللهَ أن يبعثَ له مَنْ يعشقه... مَن يشربُ إناءه؛ فهو قد امتلأ معرفة، وآن أوانُ مساكبته مع عاشق. ولمّا نامَ في تلك الليلة؛ انتبه على طارقٍ يطرقُ آفاقَ الحقيقة خارج إدراكه؛ ويقول له: أنا في...
لما كتب محمود درويش قولَه : "لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش، مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟" . كان مستحضرا ما جاء في كتاب (تنبيه الغافلين بأحاديث سيد المرسلين) . للسمرقندي. من أن أبا الدرداء سمع رجلا يقول خلف...
في كتاب (حياة لثريودي تورمس)، الذي ترجمه عن الإسبانية عبدالرحمن بدوي. حكايةٌ في بطن حكايةِ؛ حملتْ في رحِمها سِمةَ المُحاججة بالرغبة الميتافيزيقية. والحكاية المقصودة تقبعُ في بطن الرواية المؤطرة بــأن (لثريو) صبيًّا، ماتَ أبوه في الحرب، وعاش في كنف أمه وهي تخدمُ في فندقٍ ما. وفي يومٍ نزل في...
كل شي في المدينةِ (الحديثة) متآلفٌ، ماعدا خبايا الإنسان في مشاعره المتصارعة. فهل تحولت (سوريا) لمدينةٍ حديثة؛ من جراء الحرب؟! .. تلك هي (المفارقة) التي رسمها العمل الدرامي (مسافة أمان)؛ من خلال تَجمُّعِ (الغرائب) كلها في مكانٍ واحدٍ، وبشكلٍ متآلفٍ، ماعدا الإنسان الذي سادَهُ الشكُّ، فصنعَ من...
.. هو مقعدٌ .. لكنّه.. ! متجاوز الأضواء والأعمار.. يُنْزلُه ملائكةٌ ثمانْ .. لحظة اقترانِ القمرِ بجبين الحبيبة لتولد من أخشابه.. سنةً جديدةْ..! .. لكنْ مِنْ أينَ جاءَ وأينَ يذهب؟! . ذاك سرٌّ في سحارة جدتي الكبرى؛ حين يُروى كلحظةِ الطلْقِ: يا ولدي؛ اختفى يومٌ من مَسْربِ الزمنِ!! فكان سؤالَ الهائم...
يقول ابن الكلبي: "إن الرجل إذا سافر ونزل منزلا؛ أخذ أربعة أحجارٍ؛ فنظر إلى أحسنها فاتخذه ربا " إن العربي هنا يجري عملية قيمية لجماليات الحجر؛ ثم ينفخُ الروحَ بالفائز منها؛ فيحوله إلى الكمال المطلق؛ ليس لجهله بكونه جمادًا، إنما استنطاقا لروح المكان؛ وكأنه المتحدث بصوت تاريخه أمام الحضارات الأخرى،...
لم أكن أظنُّ أنَّ طريقًا دخلتُها –خطأً في قرية نائية- ستوصِلُ إلى امرأةٍ وحيدةٍ؛ اسمها (تماضر) تتحدث اللغةَ الإسبانية، وتكتبُها.. وتكتب بها. ارتابتْ منّي في بادئ الوصْل؛ حتى برّدت القهوةُ أعضاءها. فسألتُها: لِم أنتِ مُعتزلة؟ ..فتنهّدت، وعادت تغربُ في عينٍ حمئة: أشعرُ بفجوةِ الألم ! .....! فشعرتُ...
(الحدث السوري عاد لغزا ، استوجب التفكيك .. ) جملةٌ تكادُ تكون مبهرةً لوعي الناقد.. لكنه حين يغوصُ في بحرها؛ بحثًا عن عُدةٍ لا تحيل الحدث إلى لغزٍ من جهة أخرى , ينكفئ مخفقًا !! . لكنَي سأطرحُ –هنا- مقولة (الحدث؛ ألصق ما يكون بنا، وأبعد ما يكون عن إدراكنا) وأنطلقُ منها إلى قراءةٍ مفترضةٍ لعمل...

هذا الملف

نصوص
48
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى