محمد عمار شعابنية

كن رقما غدا ... سيصير أمسًا ثمّ يطوي الوقت بعد الغدْ فكنْ سَبْتـًا إذا قرّرتَ أنْ تغتالَ يوْم أحَدْ وكنْ في سائر الأيام يوما يحتفي به كامل الأسبوعْ ولا يمسى على عطـََشٍ ولا يجري إليه الجوعْ غدا سيصير نـسْيـًا فلتكنْ يا أيها اليوم المضاف إلى دمي رقما مُضاءً يشتهيه عددْ محمد عمار شعابنية...
الدّم الآن يجري.. ويجري .. ويجري..فلا تـُوقفوهْ ! فهو يجري غزيرا في القلوب التي آلمتـْكم كثيرا وهو يجري مطيرا في حقول الحروب التي تعجز الأرضُ عن مَحْوِ أخطارها وارتجاجات أوزارها فإلى مَن إذا مسّكُم جمرُها تشتكونْ ؟ وإلى مَن إذا ولـْوَلتْ ريحُها في مدائنكم تشتكونْ؟ وهي في عنفها حين جاستْ وحاستْ...
لي سماءٌ تحضُن الأقمارَ .. والأنجمَ.. والأطيارَ.. والشمسَ التي تكنس كُثبان الظلامْ.. والمجرّاتِ التي تجري ولا تُحدث نقعًا أو غبارْ لي سماءٌ.. تتمنّى أن يخُطّ الله فيها أُفُقَ الضـّوْءِ الذي يُبهج أسرابَ الحمامْ عندما تعلو بها أجنحةٌ ويناديها هدوءٌ وسلامْ لي سماءٌ .. بعدما علـّقتُ في زُرْقتِها...
أنا لا أشكُو من الأتعابِ.. لا جسمي يقول الحّقَ عمّا يعتريني من عناء ضامرٍ يمتدّ مثل الاحمرار الرّخـْوِ في صدر الأفُقْ أوْ يُقاسي كشُرود جامحٍ يُعْييي غزال الرّوحِ... في روحي إذا احتدّ القلقْ أنا لا أشكو لأنّي لم أعُدْ من هوْل ما يحدثُ أحْصي ما يضُخ ّ القلب من نبْضٍ ولا أسمعُ جيمًا عندما أطرح...
أخطئُ أحيانا في وضْع كلام حُلْوٍ في جيْب مخرومْ حين يكون فَمُ المُتَلقّي مُـرّا... حين السامع لا يقرأُ والقارئُ لا يسمعْ والكُلّ يجذّف في مستنْقعْ يصطاد ضفادعَ ميّتةً.. ويعُوم. أخطئ أحيانا حين أعلـّق لفظا ذهَبيّا فوق جدار أدبيٍّ يطْليه العبثيّون بجِير القَطِرانْ. أخطئُ في بعض الأحيانْ حين تجئُ...
للماء جراح لا تُحصيها الأبحرُ والأنهارِ والماء يئنّ إذا سالْ ويبوح بما يحمِل من أوجاعْ وإذا أصبح ثلجا يتعرّى للبرد ِ ويدخل في ثوب بياضْ كالميّتِ، لا يأكلُ.. لا يشرَبُ.. والماء يموت جريحا إنْ جاعْ محمد عمار شعابنية المتلوي في 14 نوفمبر 2019
مَن يطلب الماء منّـي فهْوَ ظمـآنُ = وهلْ يفكّر فـي العطشــانِ ريّــانُ؟ إذْ أنـّني لا أرى فوق الشفاه سـوى = تَشـَقـّقـًـا باهِـتًـا ما فـيـه ألــــــوَانُ كـأنمـا تـُربـةٌ جـفـّـتْ رطـوبـتـُهــا = وفـرّ مِن يـُيـسِـها نـَمْـل وديـــــدانُ فـكيْف أُبـْعِدهـا عنـّي على مضـَضٍ = ولـي من النـمل...
يصير الماء ثلجا أو يصير الماءْ ضبابًا... أو سحابًا... أو بخارًا تحتويه سماءْ ولكن ْ جرّتي ما زال لي فيها شرابٌ سوْف يكفيني إلى يوْميْنْ وبعدهما يذوب الثلجُ... وينقشعُ الضبابُ... يغـُوص في صدْر التراب الماء... ويبتلع الفضاءُ بُخارْ فتفتح جرّتي فَمَها وتقولُ هاكَ الماءْ المتلوي في 8 نوفمبر
لن أنام اليوم إلاّ ساعةً واحدةً لي التزاماتي التي تحتاج أن أسهرَ كي أنجزها فكرة أوسع من مقطع شعر في قصيدْ ومقالٌ بعدُ لم أكمِلْه عن نصٍّ روائيّ جديدْ وثلاثون سؤالا عن حياتي... وكتاباتي... وأفكاري.. . وأرائيَ في الشعر الذي يُنشرُ في ضَيعْة يوزامبرغْ واليوتوبْ.. وعن الوضع السياسيِّ الذي يحرق...
أشدّ الريحَ من أُذُنيْنِ... أفـْرُكُ شحْمتيْن طرِيّتيْنِ وحَلـْزتيْنِ فيَهْدأ العصْفُ وأرغمها على تغييرِ وجهتِها... فتعود في صمت إلى الخلـْفِ وأرجو من خيوط الشمسِ أنْ لا تحرمَ الأمطارْ من السّيَلانِ تحت ضيائها وبهائها وأقول للأشجارْ لك الماءُ النقيّ فبللّي السيقان والأغصانْ فتــُرْبُكِ ليّنٌ...
هـا أراها مـثلـما لم أرَهــــا = تتحدّاني وألقــى وِزرَهــــــا لـه أثـقالٌ عـلى روحي وكمْ = تتـّقي روحي كثيرا شّرَّهــــا إنّها فـي عــــالَم مـنقلــــــبٍ = ببريـــق خادع آسَـرَهـــــــــا وهوْ لا يُـفـصح إلا عن أذَى = بالذي يضمــرُ قـد أسّـرَهـــــا هي أمّـي مـن دُهـُور ليتنــــي = خاتمـا...
(1) لقد جنّت الريحُ يا أرضُ كوني احتواءً لذاكَ الغبارْ وهَدْءًا لنقع يُثارْ وكوني كما أنت لا حربَ تطغى عليكْ ولا سِلمَ يهرب مكتئبًا من يديْكْ إذا اسوَدّ وجْه الزمانْ و أقعى على خِصيَتيْه المكانْ وفرّخ في البَرّ عُقْمُ وأزبدَ في البحر عُقمُ ومَصّ الهواءَ الدّخانْ وما عاد في مَوقد الشمس جمْرٌ ولم...
وقد قلتُ أنّي قد سلوْتُ عن الهوى = ومن كان مثلي لا يقـول ويـكـذبُ عنترة ابن شداد أفكّر في ما يَهُمُّ وقد لا يَهمُّ إذا صرتُ إذ يتناثر حولي ضجيج أصمّا لذا سوف أذرع كلّ الشّوارعِ.. و أطوي امتدادَ المزارعْ وأغرس في كلّ أرض مشى فوقها الناس سَهْما وأُسأل عمّا سيُخْرج مستقبَلا من مضارعْ وأدخل كلّ...
الأساورُ أغلى أحْلى أَمِ اللهُ غلـّى وحلـّى جمالا على مِعْصمَيْكْ ؟ أنت ِ أدرى بأنّ الذي كان أبدع خلْقَكِ من عـَلـَق لا يُفضّل خلْقا عليْكْ يا صباحاً على شرْفةٍ في الجزائرِ يا زهرةً في ربيع الأمازيغِ يا مُهرةً يتغنّى بها العرب الفاتحون وجْهـُكِ الورْد والياسمين وجهـُكِ الجهْرُ والسّرُ السحرُ...
بَدْءُ الكلامْ حرْف يُبلّغكمْ تحيّات القصيدْ وله السلامْ دوما على العرَق الكديدْ في ظِلّ مازوشيّة الأتعاب يقطر كالنحاسِ ويصير صلْبًا رافضًا لمشيئة التّعدين في فُرْن المآسي. ×ــــــ× إنّي أحرّر قامتي من كلّ زوْبعة تعالتْ بائسَهْ لأحاسبَ الدّنْيا فلا الأصواتُ حين تناسلتْ حوْلي أضاءتْ أمنياتي...

هذا الملف

نصوص
190
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى