صباح الخير يا الله
صباح جبل النهدين
صباح الغصة التي تومض في قلب تلك النجوم الخائفة من حرية الكلاب الضالة
صباح الذين هنا
والذين هناك
والذين يريدون أن تكون أسماؤهم نظيفة
وصالحة للحب
صباح الخير أيتها الكلمات التي تحاصرها رائحة النشادر
صباح الوطن الذي يحتاج إلى النظافة الشخصية
والسجائر المهربة...
لا نحتاج إلى الوزن
فأحزاننا مضبوطة الإيقاع في كل اتجاه
وأوهامنا أيضاً
وتاريخنا الفموي مليءٌ بالليل
والكلمات المثقوبة
والأصالة والمعاصرة
والمعلقات الفَشْر
فلماذا نبكي نحن الذين ولدنا خائفين؟!
لماذا ننظر إلى الأمام؟!
ما الذي هناك حيث نهاية الصدى
ما الذي يكمن لنا في آخر هذا العمر المنخفض جدا؟
نحن...
أيها الموتى هناك خلف الهدوء الجانبي
أنا هنا وحدي
أحبكم بالتساوي
حتى وأنتم داخل التاريخ بكل أحقاده
أحبكم جيداً
وأعرف كم صارت فكرة الجغرافيا لا تؤذيكم
لست وحدي في هذه الحياة
لكنني وحدي في هذا الجسد الذي تحاصره كل هذه الحياة
نظرت مراراً إلى الصمت التالي
وأطلقت النار على أقدام الليل
رأيت الكلمات...
كان أحد الذين
وصار لا يبحث عن جدة
ولا يغلق الحكاية جيدا
لا أعرف كيف ينسى هذا الليل أوله وهم هناك
لا جهة تحنو على عناوينهم
لا بيت يأوي الوقت الضائع
دائماً يعودون بجوارب ثقَُبها الحنين
ومسافات أثخنها الندم
لا يعرفون من أين يجيء الليل
ولا من أين تأتي الخيبات
أكثرهم أملا ينام بلا نظارات حتى لا يرى...
هل كان إبراهيم الجرادي
أم الجرادي فقط؟
لا نعرف حتى الآن
بفعل زحام دخان السجائر
كما لا نعرف حتى الغد
هل كنا نحبه أم كنا نخاف عليه من الذكريات!
كنا نسمّيه إبراهيم الجرادي
كان يسمّي حزنه الجرادي فقط.
كنا نخاف عليه من الليل
ومن نفسه
ومن الذكريات التي تطفو على الفودكا
ومن النافذة المفتوحة على الليل...
غالباً ما أكون رجلاً وحيداً جدا
لم أجرب بعد كيف أصير رجلاً دون أن أكون وحيداً
ولم أتعلمّ كيف أصبح آخر
لا أحب عمود الإنارة
يا له من أعمى لا ينظر تحت قدميه!
لا أحب الذين يتوارون في الكلمات
أحب الذين يسطعون من خلال الدموع
صرتُ أخاف من اللغة ومن الناس
فالناس يريدون من اللغة أن تقول كل شيء
واللغة...
أقف الآن في حكاية أخرى
حكاية لها جدةٌ طيبةٌ
وخيالٌ مجاني
أقف وحيداً، وأنظر إلى أقصى العدم
ولكنني لا أشعر بحزن المسافة
لايهمني، أين يقع الزمن الماضي الآن
خارج ساعتي أم خارج دموعك؟!
وهذا الزمن العادي الذي يقف إلى جوارك في الحكاية
لا أسال: من أي فصيلة هو؟
من فصيلة الليل أم فصيلة المنفى؟!
في...
منذ توقف كل شيء هنا
منذ توقف الوقت في الطرقات
والهواء في الشوارع
والحنين في القرى
والنشيد الوطني في التلفاز الرسمي
والكلاب الضالة في أزقة المتاحف
وركد المعنى في ركوة القهوة
منذ وعينا وجودنا في هذا المكان الأعمى
ونحن نقول سنرحل عنه إلى جهاتٍ طيبة القلب
حيث لا شعارات طائشة
ولا أصدقاء بالتقسيط
ولا...
منذ عشرين عاماً
وأنا أتحاشى السماسرة والسياسيين
والوطنيين جدا
والمناسبات العامة
والتكنولوجيا الخضراء
والمد القومي
واللاهوت الأكاديمي
والأصدقاء الذين يحفظون دعاء السفر!
منذ عشرين عاماً
وأنا أبحث عن أي اتجاهٍ لا يؤدي إلى الليل
عن اتجاهٍ لا يصل إلى الندم
منذ عشرين عاماً يوماً بيوم
أبحث عن أي اتجاهٍ...
لا أحاول صيد النجوم
أو محاصرة المجرات
هذه الصورة لم تكن بالخطأ
لم تكن ابتسامتك سهواً
كنتِ تقفين بكامل ضوئك
وكنتُ الذي خلف الكاميرا بدهشةٍ كاملة
أوثِّق ولادة الكون!
عمر هذا الحنين إليك ربع قرنٍ تماماً
لا أعرف من حكم عليه بالمؤبد
لكني ظللتُ مسجوناً هناك
ربما لا تتذكرين ذلك الحلم البعيد
الذي ظللت...
ماتت كلماتٌ كثيرةٌ خارج جسدي
ومات وقتٌ كثيرٌ بعيدا عنك
ليتني أعرف كيف تنامين خارج أمنيتي
ليتني أعرف: أيهما وجد أولاً
الكلمة أم الصدفة؟
ليتني أعرف قبل اللغة هل كانت هناك أبدية
أم كان التيه فقط؟
هل كان هنالك جدوى
أم كان الأمل؟!
لا أعرف كيف وُجِدتُ في هذا المكان من العالم
في هذا الجسد بالتحديد
في...
حزنك افتراضيٌ جداً
وطيب القلب
لكنه يعيش خارج التوقيت الرسمي
قد يكون حزناً ذكياً
ومثابراً على التحدي
لكن لا جدوى من الحزن الشخصي!
لا أحد خلف الذين كفروا
لا تتهمي الخوارزميات ببلادة الإحساس
فالأحلام العاجزة لا تُبرمَج!
إلى متى سيظل الإيموجي حزيناً بالمجان
ووحيداً بلا منافس؟!
هذا الغضب القومي يمتد...
وراءك ما لا أخاف عليك
سيختبىء الوقت في اسمي قليلا
ويخرج من جثتي لنكون معاً
أو نكون بعيدين عن غربة الوقت فينا
وراءك كل الهدوء النهائي
كل المدى
وراءك لاشيء
بعدك لاشيء
أصبحتِ كلَّ الذي لا تخافين
كل الحياد مع المستحيل
وأصبحتُ كلَّ حيادٍ كفيفٍ
وحزنٍ فسيح.
غبارٌ
ووقتٌ
وأشلاءُ معنى
وصوتٌ يجيء من...
قولي وداعا يا جهات!
زمني وحيدٌ يا أبي،
زمني يموتُ أمام ذاكرتي
ويحفر قبرَه في الصمت
في أقصى المسافة بين طفلٍ كنتُه يوما
وكهلاً صار ذاكرة الجراح.
قلبي يموتُ أمام ذاكرتي
يموتُ أمام ظلي،
والسماء كفيفة خلف التلال
ودمعتي تمضى إلى أقصى السكوت
ذهبتُ خلف الوقت
أو ذهب الذين أحبهم
فهاجت الأشباح
تملأ فارق...
إلى أين؟
: قال الصدى!
فتشظى فراغ النهاية خلف الشبابيك
هام الهواء على وجهه
قالت الريح: وجهتنا في خواء السنين
إلى حيث لا يدرك النوم حلمٌ أخيرٌ
وتغدو شفافية الوقت
جرحاً بلا وجهةٍ
وبيتاً صغيراً على تلةٍ في السماء
إلى حيث لا يترك الغارقون تشبثهم بالحياة
ولا يقذف البحر ما مات من حزنهم في العراء
إلى...
بعيدا عن حنيني وانشغالك
أنا مازلت في المعنى، هنالك!
هنالك، حيث مات الوقت سهوا
ولحظاتي تحنُّ إلى اتصالك
أحدثك، وليس، وراء قلبي
سوى زمنٍ تعثر بالمهالك
يدي بيضاء من كل احتمالٍ
فلا حلمٌ يجيء على مثالك!
زمان الوصل أين زمان قلبي
وهل مازال لي وقعٌ ببالك
وراء سحابةٍ في الأفق تبكي
هنا طفلٌ تمرّغ في...