د. سامي عبدالعال

هناك سؤالٌ مهم: كيف نفسر شيوعَ دلالة الرَّعَاع في الخطابات السائدة؟! فقد نقرأ بدائلها بكلمات تخاطب الجماهير والحشود، كلمات تُلصِق بهم فوضى الرغبات والغرائز واللاعقل، أي تزدريهم باعتبارهم أُناساً حمقى كما في الاعلام والسياسة والثقافة الدينية والحياة العامة. الحالة الأقرب إلى ذلك كانت مع حشود...
عندما يَشْرع الرَّعاعُ في التفكير يتلفُ كلُّ شيءٍ" .... فولتير " الساسةُ مثل القُرود إنْ اختلفوا أفسدوا الزرع وإنْ اتفقوا أكلوا المحصول" " الرَّعاع صناعة لمجتمعات تنهش إنسانية الإنسان وتحتسي نَخْبَ الإقصاء " تأسيس يبدو أنَّ حدود عالمنا هو حدودُ الكلمات التي نتعامل معها،...
لو افتراضاً أنَّ فيلسوفاً يتساءل عن الأمراض(الأوبئة، العلَّل الجسمية)، فالاستفهام بصدد أوضاعنا الصحيةِ سؤالٌّ جديدٌ في دائرة الفلسفة:( كيف أنتَ صحيَّاً؟ هل تعاني من علةٍ ما؟ ولماذا أنت مريضٌ؟ هل أصابتك الأوبئةُ؟). التفلسفُ عادة يتحدثُ من موقع صحةٍ، موقع قوة وسلطةٍ، موقع أيديولوجيا، ولا يفترض...
في ظل العدوى وسقوط الضحايا بسبب فيروس كورونا، بدت النكاية من الاسلاميين في بلاد الغرب واضحةً، ذهب بعضهم إلى أنَّ كورونا مؤمن ( تمام الإيمان)، ذلك أنَّه (برأيهم) يحمل سيف الموت على الكفار وأهل الفسق والفجور: إمَّا ردعاً لمواقفهم المتعنتة تجاه المسلمين(اضطهاد مسلمي الإيغور الصينية) وإمَّا لإعطائهم...
" تعددت الأسبابُ والموتُ واحدٌ"... مقولةٌ شائعةٌ لكنها الآن ليست صحيحة بشقها الأول، لقد تعطلت عن العمل كماكينةٍ صدئة ضاعت معالمها. فقد جاء فيروس كورونا سبباً وحيداً بينما تعدد شكلُ الضحايا وإنْ كان مصيرُهم موتاً في الأخير. كانت الإصابات والأعراض واحدةً مع تباين حيوات البشر، لأنَّ المرض مستجدٌ...
الكمامة هي العنوان الطارئ للتعبير عن الوقاية، أي صد العدوى والخطر، وإشارة إلى الخوف منهما. لكنها أيضاً قد تكون عنواناً لما يحدد العلاقة بكلِّ ما هو قادم. اعلانٌ عن حالةٍ ليس مقصوداً بها أيَّ شخصٍ بذاته ولو كان مريضاً. لأنَّها تُمثل موقفاً مفرَّغَاً من الشخص العيني، مفرَّغاً من القصد المُفرد،...
فجأة تحول الأنا أفكر( على خلفية كورونا) إلى الأنا فيرُوس يُحْذَر منه. البدايةُ ليست الفكر بحد ذاته كما يؤكد ديكارت، بل الجسم بقدرته على ممارسة الحياة والتأثير في المحيطين. هو الآن كوجيتو العدوى بامتياز، أي أنَّه يطرح وجود الإنسان الحي بقدر ما يمثل عدوى للآخرين. الصيغة التي قد تصبح مبتذلة: "أنا...
يعدُّ تاريخ الفيروسات جديراً بالبحث والتقصي، ولا سيما أنَّه قد أحدَثَ تحولاً في مسارات الحياة سلباً وإيجاباً نحو الأزمنة الراهنة. ويَجْدُر أنْ يُطْرح تاريخُها الكونِي مرتبطاً بقضايا فلسفية وثقافية تخص الحقيقة وتنوع الرؤى البيولوجية للعالم والكائنات. إذ هناك علاقة ضرورية بين انتشار الفيروسات...
تعدُّ لوحة "موت سقراط" للرسام الفرنسي جاك لويس دافيد 1 Jacques David توثيقاً لهذه الحادثة بصيغة فلسفية فنيَّة متأخرة. تترك الألوان والشخوص تقول تشكيلياً ماذا جرى. ليس يجدي التذكر ولا اعادة القراءة حول تناول فيلسوف اليونان لجرعات السم، لأن الكلام الصامت، جدل العلامات، الحوار الآسر، هي أشياء...
في يومِها العالمي مع كلِّ عامٍ، ربما يبزغُ السؤالُ التالي: هل تحتفل الفلسفة بنفسها؟! ومن ذا الذي بإمكانه حضور الاحتفال؟ وكيف سيتم الاحتفال؟!... الفلسفة بخلاف أي نشاط عقلي لا تحتفل بذاتها( أو هكذا يتم). لا تحتفل كعجُوزٍ بلهاء( أمُ العلوم قديماً ) تُطلق صيحات الظفر(الزغاريد) بعريس شاب(...
يبدو أنَّ عصر الوسائط الديجيتال هو الواقع الطاغي بلا منازعٍ. إذ تتضاعف دلالة الأحداث بصورةٍ مذهلةٍ، وتتعلق إفرازاتُّها بالذاكرة وبالعيون التي تشاهد. وسيكون القولُّ الفلسفي لما بعد الحداثة ليس تنظيراً ميتافيزيقياً بقدر ما يلتقِّط أفكاره المحتملة من عالمنا الراهن. وقد نوَّه جان بودريار إلى كَّم...
أحياناً تتحول الأفكار الاقتصادية( كفكرة الوديعة ) إلى سياسات ماكرةٍ تجاه الإنسان. فهو الضحية التي لا تنال حظاً من الحياة إلاَّ بمقدار ما تتلقى من ضربات قاتلةٍ. كيف لا .. وهذه الأفكار ابتداء هي نتاج لأنظمة تدير الثروات لصالح القوى المتحكمة في سيولتها. فالاقتصاد ليس خارج أيَّة عملية سياسية ولو...
بأيِّ معنى تصنعُ الشعوبُ اعداءها، وهل استجابتها للعداء واحدةٌ أم أنَّ هناك اختلافاً؟! هل ثمة عداء عام بالصدفة دون قصدٍ، وما خطورة أنْ تعادي قوةٌ ما ( كالدولة التركية مؤخراً ) شعباً ضارباً في التاريخ( مثل الكُّرد )؟! وداخل تلك الدائرة: هل الصُور المتبادلة للأطراف تترك آثارها أم تستثير ركاماً...
أكثر من غبي وأقل من صبي مُدْرِّك لحجم الكارثة ... إنَّه السلطان العثماني الأخير أردوغان، هذا الشبح الذي عَنوَّن جحافله المعتدية على كُّرد سوريا بلافتة(الجيش المحمدي). ويمكن تسميته بــ (جيش السلطان) على وزن عبارة المطرب الشعبي أحمد عدوية (بنت السلطان). عبارة وردت في إحدى أغانيه شادياً بالرجاء...
" عندما لا ندري ما هي الحياة، كيف يمكننا معرفة ما هو الموت"... ( كونفوشيوس ) " الشجاعة تقودُ إلى النجوم... والخوف يقودُ إلى الموتِ"... ( لوكيوس سينيكا ) " المرْحُوم" كلمة تُطلق على منْ ماتَ، أي انتهى أَجلُّه وأَفِلَّتْ حياتُه. وهي " نحتٌ لاهوتي تاريخي" يبث أملاً في رحمة السماء لمن سقط...

هذا الملف

نصوص
157
آخر تحديث
أعلى