رضا أحمد

منذ البداية، منذ الخطوة الأولى، ومع العنوان اللافت «سمكة زينة في صحن الخلود»، للشاعرة المصرية رضا أحمد، والذي يليق تماماً بديوان شعر، أو عنوان لقصيدة نثر تحديداً، يتوقع القارئ الحصيف مأدبة شعرية، تخرجه من الواقع المعقد لبعض الوقت. وتجعله منشغلاً بمطالعة نصوص تراوغ هذا العالم، نأياً، أو قرباً، أو...
لون واحد للسّور حديث كامل مع البيت ملفوف بالظّلام؛ تحلم الكلاب بشراء لغة ضدّ الخوف باب يسقط من الضّحك وفكرة جيّدة عن عائلة لا تنتهي خدمتها بعضّة أو برصاصة ونباح شارد، تحلم الكلاب بنصب تذكاري وشهادة خبرة وتوصية بالضرورة. .... من ديوان "سمكة زينة في صحن الخلود"
وأنا على وشك الوقوع في حبك جربت قسمة ظلي على اثنين، ألزمت قلبي يراقبك جيدًا؛ ربطته في شجرة تطل على شباكك، افتعلت مشاجرة طويلة مع حارس بنايتك كي يبعد عنه كلبًا ينهش في جريدته المثقوبة وعصابته العوراء. وأنا على وشك الوقوع في حبك رميت طوق سيارة إلى غيمة، تغرق في السماء، وتبكي فوق رأسي لأنقذها، نسيت...
لا المسافة تؤنسك ولا السير وحيدًا بغصن زيتون، كسفينة تغرق في الجيب الخلفي للعالم. لا الزمن يشفيك ولا القفز بين بلدتين بعود ثقاب يخلصك من تاريخك الماضي. فلتبق هذه الابتسامة في وضعها المتردد على الشفاه. الحزن يتعقبك مثل قاتل متمرس في مقهى يلف جسده بالغموض وعينيه بدخان السجائر وظلال المارة. بأقل...
لا المسافة تؤنسك ولا السير وحيدًا بغصن زيتون، كسفينة تغرق في الجيب الخلفي للعالم. لا الزمن يشفيك ولا القفز بين بلدتين بعود ثقاب يخلصك من تاريخك الماضي. فلتبق هذه الابتسامة في وضعها المتردد على الشفاه. الحزن يتعقبك مثل قاتل متمرس في مقهى يلف جسده بالغموض وعينيه بدخان السجائر وظلال المارة. بأقل...
متخوفًا كالعادة تنثر ضحكةً على وجهك، وتجلس قُرْبَ امرأةٍ نائمةٍ تحيط صدرها بأنفاسك وتحاول وطء قلبها الحجري. سكرٌ عالقٌ في أصابعك ترسم به كلَّ ليلة خريطةَ جسدك على أرضية المطبخ وتكنسه زوجتك دائمًا رغم سَرِيَّة النمل الذي يتناوب حراسته. تعتمد الغزل في صفقات مشاويرك الليلية وتربح غالبًا جزءًا...
لست وحيدًا الآن أنتَ فقط تجرب لعبة "الاستغماية"؛ لا مزيد من البكاء لا مزيد من الخوف ظلك يخفي عينيكَ ويقوم بالعد ١٠، ٢٠، ٣٠، ... والجميع يضعون أصابعهم في آذانهم. يقتضي النسيان أن تتسكع باستقامة في تجاويف قلبكَ وبطول فخ مرنته على التقاط رائحتكَ والإمساك بكَ؛ تراقب مخالبكَ تنبش في دمائكَ وتلاحق...
منذورة للنسيان تصحبك قرابين وسرب ليالي مؤرقة، لا رائحة تغرس بذرتها في لحمك ولا قيصر يتنزه في حديقتك بمجد مفقود، العتمة تتربص بكِ، قشري حياة تالفة عن مرآتك واستدعي أنفاسك من ذاكرة سكين؛ هكذا يصير للزهور دم ساخن وغرائز منطقية. لأنينك المُسجى جوار أعقاب السجائر رئة مجهدة لا تفتح لسعالك نافذة...
أنا لا اقرأ ولا أكتب أيضا ولا أقود قافلة من الحروف لتسقط في شراك المعني كل ما حدث أن أمي كانت تحلم بشجرة أمام البيت وأبي يرغب في قطع غيار لدراجته البخارية وسيارته المهملة فولِدتُ خضراء، خضراء جدا نوافذي تعج بالعصافير وجذعي يميل ليحمل أخوتي الصغار وكلما مرت ورقة أمام عيني تهامس الجيران: بنت أحمد...
بالتأكيد ستطرق نافذتها يوما كأي شبح أتعبته الدروب الخاوية تُلقي نثار أيامك الباقية في حدقة عينيها وتقول: انظري هذا اليوم أنا باق ستفر هي بأعجوبة من مُشاكسة أحضانك وبعجزها عن التدلل الأخير ترتدي قميصها الشيفون الأحمر وتسحب التجاعيد بغيظ إلى حقيبة التبرج ستُغمض عينيها برقة وبانسيابية شديدة تجذب...
يسكن البعض في كلام الأجداد حيث الدفء وأمراض يعرفونها، حيث يكون الحزن جزءا من عظمة الحوض وتربيعة الكتف. والغضب في أفضل الجمل كسر حنجرة فوق جلباب أبيض أو معانقة شال حتى الموت. أحضرنا قطعة البازل الناقصة لتكمل الفم لتطفو الابتسامة لتبقى الأسنان بحشوها المر، اروِ قصتنا ولا تنس تلك الثقة المفرطة التي...
الرصاصة في غفوتها بالبندقية تنخر في بطء كتف الجندي الجديد؛ هناك شيء مفقود لتكمل العظام دورتها وتصير لذراعه يد ولليد أصابع تجذب الموت من ياقته كرفيق قديم، تستريح على العين غمامة وفي القلب يقظة تتبع صافرة إطلاق النار، تمر فريسة مكسوة باللحم اللين والبراءة تعرف أن للشوارع رصيدها الضئيل من الحب...
أستعين بظلي في ممارسة الحزن والندم لدي ما يكفي أيضا من الوجوه التراجيدية ولا بأس حين ينتزع الموت الفجائي مني دمعة؛ امرأة مثلي تقاضي أيامها الباردة بكتابة عرائض تلصقها على ستائر الليل وحين ينفد مني الأرق أستسلم للخواء في رأسي وأصاحب مواتي إلى القبر حيث لا حجر سيحمل اسمي ولا ساق وردة تصلح للكتابة...
يسكن البعض في كلام الأجداد حيث الدفء وأمراض يعرفونها، حيث يكون الحزن جزءا من عظمة الحوض وتربيعة الكتف. والغضب في أفضل الجمل كسر حنجرة فوق جلباب أبيض أو معانقة شال حتى الموت. أحضرنا قطعة البازل الناقصة لتكمل الفم لتطفو الابتسامة لتبقى الأسنان بحشوها المر، اروِ قصتنا ولا تنس تلك الثقة المفرطة...
بالتأكيد ستطرق نافذتها يوما كأي شبح أتعبته الدروب الخاوية تلقي نثار أيامك الباقية في حدقة عينيها وتقول: انظري هذا اليوم أنا باق ستفر هي بأعجوبة من مشاكسة أحضانك وبعجزها عن التدلل الأخير ترتدي قميصها الشيفون الأحمر وتسحب التجاعيد بغيظ إلى حقيبة التبرج. ستغمض عينيها برقة وبانسيابية شديدة تجذب...

هذا الملف

نصوص
174
آخر تحديث
أعلى