محمد أحمد الروبي

دَنَفٌ حائرٌ ذاك الليل الطويل يهوي بكل طيّاته على أرضٍ فقدتْ بِنْصرِها الأيسر بمعركةِ الأولوياتِ الحجرية كم مرةٍ.. حلّقتْ كرةٌ من الذهب كنت أظنها الشمس بين رأسي وخاصرتي فأصابني الجنونُ بإثرها! أوراقُ السّرو الجافةُ هذه يبعثرها زفير الموتى القريبةُ أكواخهم من الحيِّ على الطرقات.. ولا سبيلَ...
بعيدًا عن شموعٍ تنبضُ بالحركة عن جحيمٍ لا يملك زندًا ثمّة طقسٌ من خيالاتٍ يُمارس بيوتٌ من وهنِ الغابات العاثرةِ يُبتهلُ إليها. تلك الحماقاتُ عرائسَ مخروطيةٍ سقطت طواعيةً أمام ”بعل الذُّباب“ فضاجعها مضاجعةً حُلوةً ثم ودَّعها بدموعٍ من الصفيح المُر. أيتُها الأنثى البُنّية حيث الوهجُ فقاعاتُ...
بصحراء.. عاصفةٌ تضربُ فجأةً وبقوة، أبحث ولا سوى هذا المكان لأحتمي به؛ بيتًا من الصخر غامضًا وكبيرًا، بملامح هي اشتياقاتٌ للبشر وعطنهم. غريبًا عن كل شيءٍ تظنه، كمثل مخلوقٍ أنجبتهُ الأرضُ في ميثولوجيا قديمةٍ يقفُ عاريًا بواجهة الغروب اللا متناهية كآباته. على جزءٍ مرتفعٍ وناتيءٍ لمدخله المُدلهمُّ...
قلبٌ تقيٌّ مفرطٌ في التّقوى بقدرٍ مؤذٍ يُرغم عينًا بحلقٍ جافٍّ على سكبِ ما تبقّى من قطراتِ مائها القليلةِ على طريقِ مآسيها الطّويل الملبّد بالهُموم تعبيرًا عن الحزن على نملةٍ ماتت عطشَى بمنأىً عنه. قل لي بربّك أيها العقل العِربيد ما المتعة في رؤيتك لدموع فتاةٍ وقع الاعتداء عليها من وقحِين...
٭. كي أمنع السماء عن توجيه جيشٍ من السيول والبروق والرعود في آنٍ واحدٍ على الأرض للانتقام منها وتأديبها من جديد وحتى لا نهلك نحن أيضًا وسَط هذي المعمعةِ غارقين، محروقين أو ربما مذعورين من الجلبة؛ أُوهمها أن الحُمم البركانية لم تكن إلا قُبلاتِ الأرض الولهَى لها لا رسائل تنديدٍ ونقمةٍ عليها. ٭...
هل جرَّبتَ أن ترسم ابتسامةً حين تسمع رأيًا يُخالفُ رأيك، لعلمك أن اختلاف الرأي قد يكون مجديًا -أحيانًا- أكثر من الاتفاق عليه؟! الَّا تخجلَ من الاعتراف بخطئِك على الملأ؟ أو شعرتَ بحلاوة عبارة: "أنا آسف" وكأنَّ طعمها يشبه في فمك جوز الهند؟ .. البعضُ وجَّهوا أصابع اللَّوم نحو القطيع والبعضُ الآخر...
سأضْربُ بالمَشاعرِ النَّبيلةِ عرضَ الحائط وربَّما سلكتُ دربَ بني إسرائيل فاعترفْتُ فقط بالأُمورِ الماديَّةِ ومعَ الوقت سأتدرب على الجحودِ وأنكرُها أيضًا لنْ أسمحَ لأبي أن يجيء بذاكرتي مُطلقًا أمِّي لنْ أستطيع نسيانَها فسُرَّتي -الشَّيءَ الماديَّ- سَتُذكِّرُني بها كُلَّما نظَّفتُها وأنا أستَحمْ...
إهداء إلى/ صديقي الكلب. أظل مُتَّكِئًا طَالما أنَّ الكلام ليس عن الكلاب. إلى أن يذكرَ أحدهم كلمة كلبٍ أو كلابٍ، فأجدني -لا إراديًّا- قد اعتدلت في جلستي. بالفعل الكلاب تستحق الاحترام والتبجيل على حدٍّ سواء. أجبني بصراحةٍ لو تكرَّمت: هل رأيت كلبًا عائدًا آخر الليل يترنح، وبقدمه قنِّينةٍ لم يتبقى...

هذا الملف

نصوص
8
آخر تحديث
أعلى