محمد أحمد الروبي - أنفاسُ الموتى.. شعر

دَنَفٌ حائرٌ ذاك الليل الطويل
يهوي بكل طيّاته
على أرضٍ فقدتْ بِنْصرِها الأيسر
بمعركةِ الأولوياتِ الحجرية
كم مرةٍ.. حلّقتْ كرةٌ من الذهب
كنت أظنها الشمس
بين رأسي وخاصرتي
فأصابني الجنونُ بإثرها!
أوراقُ السّرو الجافةُ هذه
يبعثرها زفير الموتى
القريبةُ أكواخهم من الحيِّ
على الطرقات..
ولا سبيلَ لجمعها قبل يومِ الحشر
هيا عزيزتي الآن.. انظري إليّ!
لا أريد لوجهِكِ أن يمتقعَ
أو أن تغزوه تجاعيدُ الفُجاءة
حين يُقْبِلُ الصبح القريب
وتَريْني أقودُ فيلقًا من إناثِ ”اليعسوب“
قويات العين والجناح
وجداني
شديد التحذلق
بحاجةٍ إلى تشذيبِ زغبِهِ النازل على قَفاه
ثم أن يُحمَل بعدها عُريانًا
إلى غابةٍ من الأسماكِ النباتية
أسماك لا تعرف شيئًا عن البشرِ
سوى أنهم وجباتُ لحمٍ غبيّةٍ
لكنها صالحةٌ بقدرٍ كافٍ لترميمِ جوعٍ فقد شهيته بشكلٍ كُلىٍّ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى