محمد أحمد الروبي - أُوهِمُ.. أَكتُم.. أُخفِي؛ لِمَصلَحَتِكُم وَمَصلَحَتِي.. شعر

٭.
كي أمنع السماء عن توجيه جيشٍ
من السيول والبروق والرعود في آنٍ واحدٍ على الأرض
للانتقام منها وتأديبها من جديد
وحتى لا نهلك نحن أيضًا وسَط هذي المعمعةِ
غارقين، محروقين أو ربما مذعورين من الجلبة؛
أُوهمها أن الحُمم البركانية لم تكن إلا قُبلاتِ الأرض الولهَى لها
لا رسائل تنديدٍ ونقمةٍ عليها.

٭.
كي لا أسمح للبُؤس أن يتسرّب للفقراء في قارّتي
ويقتلهم على جُوعهم القديم؛
أُوهمهم أن الرقص يُعوّض حاجة أجسامهم من الطعام والشراب
لا أنه يساعد على عِلّتها وضمورها أكثر.

٭.
كي أتجنّب تنكِيل وطني بي
وقطع كسرات خُبزه المُدعّمة بالأوساخ والعَفن عني؛
أكتُم خبرَ كونهِ بقعة سوداء قذرة
علِقت بثوبِ الأرض الأبيض الزاهي
ممسوسة وملعونة من الحمام والملائكة والصّالحين
ولا يصلح حتى أن يكون موطنًا لتنانين الكومودو
وأردّد كلما رمقني أو أصاخ لي السمع:
"لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا".

٭.
كي أوقف توعّد أمي الدائم بتركها البيت
وذهابها لمكانٍ لن نستطيع الوصول لها فيه؛
أُخفي عنها بدائيّة طريقة طبخها الفاصُولياء
وأنها تفتقر للابتكار والمُنكّهات
رغم كوننا في القرن الحادي والعشرين
وأقول لها بإعجابٍ زائف: "يليق بك هذا المجال يا امرأة،
أنتي بارعة فيه أكثر من الفأر "ريمي".

٭.
كي لا تُنحّي نفسي ستار الربّ عنها جانبًا
وتمارس نزقها ورذائلها على مرأى من البشر؛
أُخفي عنها أنها داعرة يقصدها الشيطان كل حين
ليطور من نفسه وأساليبه الدنيئة في الخداع.


# محمد الروبي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى