عبدالوهاب محمد يوسف

إلى/ أمي الغالية التي أحبها وأعبدها في آن ما يحزنني ، وما يؤلمني في آن ، في هذا اليوم يا أمي ، هو ليس لأنني أقبع بعيداً عنكِ ومنكِ ، في الجزء القصي من العالم ، أجرُّ ذيول خيبتي . بل ما يؤلمني هو أنني لم أملك صورة لكِ أحدق ملياً فيها وأبكي . ما يحزنني أكثر هو ألا أراكِ ، فأمتلء بكِ ، ألا أحس...
قريبة من القلب أنت ، وبعيدة جداً في آن رغم كل شيء تعالين إليّ . هُنا فقط ، سنجد الضوء نجد كل ما غيبته دثارات الليل حين ننزع عنا ما علق بنا من غبار . هُنا فقط ، سنحصد ضحكة الشمس قبل أن تسقط مِن فم النهار وتذوب في وعاءِ الليلِ الذي يبتلع كل شيء . هُنا فقط ، سنحصد شهقة الضوء ونتعانق وجها لوجه على...
إلى / العزيز أدامس وهو يقضم تفاحة الخطيئة في يوم حماقته الكبرى! (1 ) الحب ؛ أن نمضي ونترك الضوء خلفنا يتلألأ ، بوهنٍ يُومضُ قبل أن يتلاشى تحت ضربات الريح التي تكسر بقسوة عنق النهار . (2 ) الحب ؛ أن نمضي نحو الآخر نحو المرأة ، الجسد ، أن نطوي جسد المسافة لنعانقَ الجنس . (3 ) الحب ؛...
وحي أول ... " أن أحفاد السماء لا يصنعون وطناً ، إنما يخلقون جحيماً أرضي للجميع " وحي ثان ... " ليس هناك أكثر عهراً مِن عهرٍ مغلَّف بالقداسة " وحي ثالث ... " المتدين شخص بلا أخلاق أو ضمير على أية حال رغم إدعاءه العكس " وحي رابع ... " كل متدين هو مشروع إرهابي فقط ينقصه القوة والجرأة " وحي خامس...
كل ما يمرُّ الوقت ، أرقبُ بهدوء كل شيء . وحيداً سوف أمضي ، لن أنتظر أحد حتى لو كانت أمرأة أحببتها فيما مضى . أريد أن أتلاشى وحيداً أن أتبدد في سديمِ العدمِ أن أعبر كطيفٍ لم يلمحه أحد . أريد أن أحتضر وحيداً أصغي إلى صمتِ الليلِ الطويلِ . أريد أن أنطفئ بسرعةِ شمعةٍ تقف وحيدة في مهبِ الريحِ ...
أردتُ فناء هذا الإنسان ، والذي أثبت أنه تجارة خاسرة للرب ، والذي أظنه يعض أصابع الندم الآن بلا جدوى ، أردتُ فناؤه ، لأنني أحبه أكثر حتى من الله عينه ، ولذا أردتُ تخليصه من هذا العذاب السعيري الذي لا حد ولا نهاية له . ويتمدد يوماً بعد يوم ، فحسب. أردتُ فناؤه ، لأنه لن يكون بأي حال ، أكثر من حطب...
بقدر ما كنتُ أحب الحياة تمنيتُ لها الفناء عبر كارثة تمحو كل شيء وتعيدُنا إلى نقطةِ العدم . صِدقاً ، كم تمنيتُ فناء الحياة في هذه اللحظة عبر مرض عضال ، يعيدُنا إلى ضربة البداية ، حيث اللا شيء هو كل شيء رغم أنني أعلم إستحالة ذلك . لستُ شريراً بأي حال إنما فقط حبي للحياة دفعني إلى ذلك رغماً عني .
ليلة أخرى ستمضي نحو حتفها دون أن نفعل شيئاً . ليلة أخرى ستتلاشى ستتبدد هباءً دون أن نمارس الحياة بأي طريقة . ربما كل ما يمكن أن نحصده الآن هو رماد الليل بعد أن توقفت أنفاسنا من أثر غبار النهار . فغداً الذي ننتظره منذ زمن ربما لا يأتي أبداً . رغم ذلك علينا أن نبحث عنه في كل حين أن نطارد خطاه...
مرة بعد أخرى ، تشدّني قُبلة إلى أمرأة ، لستُ أعرفها فقط لمحتها تومض بشبق على فضاءِ الذاكرة . إن يكن للمرأة فم فلا أحد سيقترب منها ، دعك مِن أن يحبها . لم أستطع يوماً ، تجاهل نهد يقاوم بجسارة ضد قطف الحرير أو فم يشبه طراوة شمس الأصيل . كل النساء اللاتي أحببتهن أما أغرانني بنهد أو فم . كل...
هكذا ، سريعاً ، سيمضي العمر نحو حتفه ، دون أن تجد وقت لحصد رعشة ما بعد منتصف الليل . سيمضي العمر دون أن تجد وقت للبكاء أو للحزن ، فقط سيمضي وينتهي الأمر . سيمضي العمر أسرع مِن رعدةِ الخوفِ ، أسرع مِن إنطفاءِ برقٍ ومِن لذةِ قُبلٍ مسروقةٍ في وضحِ النهار . لكن لا بأس بذلك ، فهو ليس بالأمر السيء...
للحظة أجدني لستُ واثقاً مِن شيء ، تائهاً ، حائراً ، لا أعرف ماذا أريد ولا المغزى مِن الحياة كذلك . مرتعب مِن كل شيء ولا مكترث في آن . مترعٌ بهلوسةِ الفناءِ اللعينة التي تتأجل يوماً بعد يوم . كل ما هو نقيض الحرية ، الفوضى والجنون ، يصيبني بذعرِ ما قبل الجنون يجعلني أرتعد ، وأرتعش كمذبوح على...
حين يخلو الحبّ مِن الجنس ما الذي تبقى منه ، ليصيرَ حباً ؟! حبٌّ بلا جنس يغدو كموسيقى خالية مِن الصوت كملهى ليلي خالٍ مِن ضجيجِ السكارى وإصطخاب الموسيقى . حبٌّ بلا جنس يغدو كمقهى بلا رواد يمضغون الثرثرة يرتشفون قهوةً يتصاعد منها البخار . حبٌّ بلا جنس يغدو كرصيفٍ خالٍ مِن المارة إذ لا عشُاق...
أريد أن أرحل عنك أيها الوطن القاسي جداً الجميل جداً أريد أن أجففك مِن ذاكرتي ، أن أنسى أني نسيتك ألا أعود أبالي بك ، أن أتركك تطفو فوق جلدي حين أقرر الغرق . أيها الوطن العتيق جداً يا طعماً صائغاً لحيتاني الحزينة جداً لا أريد أن أكون نهراً يقف على إشارات المرور ، أو ظلاً للمباني القديمة المهترئة...
الكتابة أمرٌ سهلٌ جداً ، ولكن إن لم تستطع أن تتحمّل وصمة العار إن لم تتقبل وصمة الإلحاد ، فلا تكتب . لا تكتب إن لم تتقبل وصمكَ بزيرِ النساء ، الماجن والمنحط الذي لا يعرف غير العهر والجنس . إن لم تستطع أن تقول الحقيقة كاملة عارية في وضحِ النهار ، فلا تكتب . لا تكتب أبداً ، إن لم تكن مستعداً...
أفعل كل شيء ، كل ما يسوقكَ ، بصورة أكيدة ، إلى الجنون لا يهم ما تصل إليه ، فقط أفعل ، قم بذلك ، حباً في التحدي ، ونكاية في لعبةِ العبث التي أبداً لن تنتهي لا بأس ببعض الجنون فهو ليس أمراً سيئاً ، إذ لا يقود إلى شيء سوى معانقة البراءة والشرب مِن كأسِ الله وحده الجنون ، سيأخذكَ بعيداً ، بعيداً...

هذا الملف

نصوص
69
آخر تحديث
أعلى