- في البداءة أسميه نص الرجل الذي فقد ظله. عاش مرارة الفقد ومكابداته. تكسرت تلك العلقة الجدلية الصميمة التي تصل الذات الشاعرة بالظل وتعكس حقيقة بنيته الفيزيقية المتحركة. عنوان خطر للغاية يهتك هشاشة الذات في مواجهتها لوحش الزمن الضاري. الوحش الذي يقضقض عظام الكينونة ويحيلها إلى لاشيء أو إلى شيء...
لم يعد الينبوع إلى البيت..
لم أفسر للنافذة صرير مفاصلي..
لم يختلس فواكه مخيلتي
سنجاب أحمر ..
يد مسلحة بفأس
تقطع البراهين ..
والأغصان التي ترفع الضباب..
لم تفتح غزالة فمها لتهدئة الخواطر..
لم أستسلم لزئير الأضداد..
لن أكون رهينة في باخرة عمياء..
سأقاتل من أجل وطن الكلمات..
لن أناقض مرآتك...
فعلا حصاني عالق
في خرم الابرة..
والبخار الصاعد من رأسي المقطوع
يتمطى مثل عربة نقل الأموات..
فعلا تحت جذعي حطاب يعوي..
يقطع مخيلتي إلى نصفين..
ثم يرمي فأسه باتجاه غيمة جريحة..
العابرون مثل العاصفة..
مسلحون بزئير الحتميات..
صنعوا من شرياني حبل مشنقة..
أسقطوا طائرة قلبي بقذيفة..
لم أنس المصابيح...
في الساحة
عاصفة وأمطار لا ترحم
ستون مترا من الفراشات النافقة
أوراق تتساقط مثل دموع الأرملة
الشجرة الوحيدة تبكي
بعد فرار العصافير إلى لامكان
هنا في هذا البرد القارص
طفلان جميلان يحاولان اقتلاع الشجرة
وجرها إلى صالون البيت
مثل طفلة يتيمة دون مأوى.
لانتشالها من مخالب الطوفان.
أنا رجل عجوز تجاوز الستين بغيمتين..
براهيني هرمة مثلي
كذلك أدلتي على العلل الأولى..
في مقبرة سنواتي الطويلة
دفنت الكثير من الأصدقاء السيئين
الكثير من الأماكن العذبة
الصلوات المليئة بريش طيور الواقواق
النظريات التي تهم أصل الإنسان
الشروحات المتداعية لواجب الوجود
دفنت جوهر الأشياء
في معطف أمي...
أقدامهم مغلولة بالسلاسل
وعلى رؤوسهم حمام نافق
يحملون بنادقهم
يفتحون النار على الوراء
يشربون الضوء من الينابيع
قبل هبوب الكهنة
أعرفهم جيدا
هم يمتطون الباص صباحا
وفي المساء يرجعون ملفعين بالأكفان والغبار
التعب الأسمر يحمل المصابيح في شرايينهم
العرق يصنع مجوهراته النادرة
في تقاطيع ملامحهم
من خشب...
من المطر
يصنع الأزرار
ومن النيازك العكاكيز
والجبة والكوفية
من خيوط القمر.
الفراشة تسرق الفضة من الحقول
والأقحوان ملطخ بالدم
موحش مسرح الجريمة
الهواء يخشخش على أعمدة التليغراف
الحمامة تجر الهواجس
النهار العذب يؤكل بملعقة الراعي
النور يفكر في الشيخوخة
طرد المعزين من الألبوم العدمي.
أوقعنا الينابيع...
حقل الذرة ;
للصيف
يسلم الربيع مفاتيحه.
***
طلقة مدفع ;
دم متجمد في عروق
الأقحوانات.
***
الحشرات
كا لو أنها في مأتم
يا لزوال الربيع!.
***
يا للعالم الفاني!
سعيد في القماط
شقي في الكفن.
***
جنازة ;
ملطخ بالوحل
نعل القسيس.
***
يا للأضداد
تصنع التوابيت والأرائك الفاخرة
من الشجرة!.
***
مرة أخرى
سيعود...
عند ولادتي
لم أكف عن الضحك
لم يكن أحد يعلم
أن اللامعنى متربص بي
وأصدقاء السوء..
العيارون اللصوص القتلة الخونة
مصاصو الدماء..
الفقر ينهال على رأسي
بجزمته القديمة
كان مخيفا جدا
مقززا وأحادي العين
رغم ذلك كنت أضحك طويلا
من حنجرتي
تتساقط فراشات نافقة
ومن عيني المليئتين بالقذى
تتدفق دموع المتصوفة...
أخيرا
إكتشفنا السماء
هشمنا الجسر الخشبي بأسناننا
الجسر الذي يمتد من الرأس إلى سدرة المنتهى.
كانت ثعالب التفكير دليلنا
إلى الحقيقة.
أن الملائكة لا تعشش في السماء
بل في بنية اللغة الجريحة.
والله يسكن في الأرض.
منذ ملايين السنين
أذهب إليه يوم الأحد ممتطيا فهد المخيلة.
محاطا بجوقة من الفقراء...
الغيمة
قريبة جدا تكفي لتحويل
وجهة الكلمات.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
الغيمة قريبة جدا
يمكن تفجيرها
بضحكة مدوية.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
الغيمة قريبة جدا
ماذا قال الشتاء
أخر الصفحة ؟
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
الغيمة قريبة جدا
لصرير مفاصلها إيقاع
الزجاج المكسور.
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
الغيمة قريبة جدا
ليست شاة هاربة أيها...
ما أكثر الذئاب في نبرتك الجبلية!
شجرتك تتبعني.
تقف طوال الليل أمام البيت
شجرتك الحكيمة
لا تتكلم بل تتأمل لا تهذي
بل تحدق في علل الأشياء
بلابلك انتحرت
بسبب الجنون والكوليرا
بسبب فخاخك المنصوبة في قاع السيمياء.
صوتك حمام نافق
من الهيولى تصنعين مطرزات الفقد.
براهينك في نقصان فادح.
الجنازة تمضغ...