أيتها الجثة
التي لا تكفي غرابا واحدا في البرية
الجثة التي اضطهدوها في دار الأوبرا.
التراب في انتظارك
ليشذب غصونك المتعفنة
ويلبسك تاج الأبدية
ستجدين أسلافا جيدين
ستضحكين طويلا مثل مهرج ملتاث
ستزرب فراشات نافقة من عينيك الشاخصتين
ستصغين إلى وقع أقدام الملائكة
لن يقضم القلق ذؤابة رأسك
بخطمه...
لم نجد أحدا
لم نجد بيتنا القديم
أقواس الدموع السوداء
زيزان شجرات الكالبتوس
لم نجد ذهبا ولا حصان العائلة
لم نجد وردا في الحديقة
أو فراشة تئز في الهواء
أو يعسوبا ينقل حجرا كريما إلى سعادة الملكة
لم نجد فهد الندم الأزرق
أو نورس المخيلة السكران
لم نجد ذاك الكناري
الذي يحرس الجارة المسنة
من ثعالب...
لماذ يسقط من فمك سمك نافق؟
ومن عينيك رأينا منامات الليلة الفائتة.
حيث ملابس الروح معلقة على حبل الهواجس.
سننقذ النهار من براثن التتار
سننقذ إوزة التفكير من ذئب الجنون
سننقذ مرآتك من خشخشة طائر العقعق
لا تخفوا قمر الشاعر في الإصطبل
ستطلع الشمس من قبعة المهرج
والذي دموعهم من ذهب
سينتشلون...
- ماذا يفعل الأموات الآن؟
- يرشقون أرانب الذكريات بشواهد القبور.
- بماذا يفكرون؟
- في شرح غيوم الأبدية للغرقى
- في علة زمن اللاشيء
- في شراء سيارات ليموزين
والذهاب إلى البحر.
- الشمس متهورة جدا هذا الصيف
- الهواء خادم سقط من شرفة الجحيم
- ماذا تفعل أمك في عزلتها ؟
- تقلم أظافر النسيان...
البارحة
الخامسة مساء
رأيت حفرة عميقة في السماء
جناحا محروقا يتدلى
يكاد يلمس ذؤابة رأسي
وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا
مثل فراشة تتخبط في الهواء
الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة
الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم
عرق الله يغسل نوافذ السيارات
آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق
مثل عجلة...
البارحة
الخامسة مساء
رأيت حفرة عميقة في السماء
جناحا محروقا يتدلى
يكاد يلمس ذؤابة رأسي
وأنا على دراجة نارية خفيفة جدا
مثل فراشة تتخبط في الهواء
الشاحنات ورائي تعدو مثل أرانب ضخمة
الهواء بالونة ملآى بشرار الجحيم
عرق الله الذي يغسل نوافذ السيارات
آه كم كان جناحك يا رب مثيرا للرهبة والقلق
مثل عجلة...
أنا لست صيادا ماهرا
ولكن كلما أقترب أكثر يتخبط نهداها في السوتيان
مثل أرنبين مذعورين
وأرى الله في عينيها
يلوح بمنديله الأبدي
هذه المدينة خليط من الطين والنار
من الملائكة والشياطين
لا تقترب أكثر
ستمطرك بصواعق من الشهوة
ويخطف بصرك برقها الثاقب
لا ينقذك السحرة
ولا يدلك المنجمون على أسرار الهاوية...
في الصيف أبني بيراميدا من النساء
وأعلن أني توت عنخ أمون
محصن بالموسيقى والخيمياء
في الصيف تبدو مخيلتي مثل عجلة مشتعلة تمر فوق رؤوس المجانين
في الصيف أذهب إلى الكنيسة
بلباس يسوع
وبجرعة زائدة من المورفين
أفرغ غيومي المتلبدة في جرن مثقوب.
في الصيف أشتم السماء كثيرا
متوعدا إياها بقطع أصابعها...
ولدت برصاصة في القلب
بخطم تمساح وعينين مذعورتين
بوجه أبشع من القرون الوسطى
وذيل معقوف كأيام الربيع العربي
مفتونا برائحة الخفافيش والأفاعي
الأماكن الخربة وأوركسترا الغيوم
برقصة الزنوج على صفيح القلب
وبينما كانت أمي تطبخ الشاي
على أثافي أعصابها
وحيدة مثل خادمة حبشية
في ماريستان
حيث تغسل الريح...
كان على الطبيب أن لا يوقظني سنة ١٩٩٤
كان عليه أن يعلن وفاتي على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
أن يقرع النواقيس ويجلب الغيوم
أن يضحك طويلا مثل غوريلا
بما أن رأسي مسطح ومليء بالذئاب النافقة
كان عليه أن يثقب رأسي شاقوليا لتقفز شياه كوابيسي الواحد تلو الآخر
يعتني جيدا بذكرياتي المريضة
يشرع النوافذ...
لماذا لم تتدخل يا إلهي؟
بسبب سناجبك المتعفنة
سقطت شجرة العائلة
سقطت فاكهة الفلاسفة في البئر
سقط اليقين في شرك الظن
ملائكتك تقلم أظافرها في البهو السماوي
غير آبهة بإيقاع الجنازة
وحاجبك الأبله مكفهر أمام بابك
أنا جائع ومريض ومشرد
مثل فهد الجبال البعيدة
يطاردني الموت
يضرب قفاي بقبضته
ويحمحم داخل...
بعد موتي
يا ميخائيل
إملأ باحة البيت بالحجارة
أو ذر بندقيتك على استعداد تام
محشوة بالدموع والخرادق
سيطرق بابكم وافد غريب
بعين جاحظة وسط جبينه
وضحكة مجلجلة
وقميص مليء برائحة القش والنميمة
سيذرف دخانا هائلا من النوستالجيا
ويبكي مثل عبد حبشي
خانته قافلة المتناقضات
حذار يا ميخا
افتح النار على...