فتحي مهذب

قد تجن دفعة واحدة.. تعوي مثل فكرة سيئة عن العالم.. أو تمزق ريش دموعك في حانة.. يرتادها نائمون على أطراف هواجسهم.. أو تقفز مثل كنغر على حبل المتناقضات.. أو تدوي مثل طائرة نفاثة.. قد يعضك قبر بأسنانه البارزة.. أو يحملك متصوف على ظهره باتجاه المخيلة... (الأمس) وعل جريح في قبضة الهندي الأحمر...
قلت للموت: لا لموتنا العبثي المكرور .. الموت الواقف أما البيت مثل جندي ضرير.. بأسناني قطعت شحمة أذنيه.. أتلفت قوسه وسهامه وإضبارته المطرزة بحروف مسمارية.. هشمت زجاج عربة الأموات بفردة حذاء بروميثيوس.. أطلقت فهود مخيلتي لطرد الذئاب.. أنا حي جبار ونصف إله مفرود الجناح.. تثغو تحت فرائصي شاة...
يا إلاهي التنين الذي أخفيته في عمودي الفقري. ليحرس تاج السلالة من نقار الخشب. فر بكنوزي الزرقاء. تاركا مفاتيح سبعة في حديقة رأسي. يا إلاهي عانيت كثيرا من عتمات الوضوح. من الفقد والقطيعة واللاجدوى. من حبال مخيلتي الطويلة. من زمهرير الحارس الليلي. وهو يمشي على جثة صمتي. من موتنا اليومي الأشقر. وهو...
قبل أن يصل العدم إلى العالم ويفتح النار على الحشود. كنت أحبك. قبل موت شجرة الفستق. الشجرة التي كانت تضحك كثيرا كلما حدقت في ثوبها الجميل. كنت أحبك. قبل أن يخطف الثعلب مخيلتي. قبل أن يسقط الغراب في التجربة . قبل أن يتقاتل الليل والنهار تحت شرفة قلبي. وتعوي الأضداد في الأكمة المجاورة. قبل أن تشرب...
إلى المعلم الكبير الأديب محمود الرجبي إعترافا بالجميل. ** الرعد بصوت أجش ينادي البستاني. *** صندوق البريد مليء بالعدم يا لحظي العاثر!. *** بورتريه العجوز وظلها يملآن صحن العين. *** بابا نويل أرجوك لا تزرنا الوطن مشنوق في الأسفل. *** على رصيف مهجور ترقد دامعة العينين ورقة صفراء. *** سريرك جاهز...
إلى صديقي الشاسع روحا والمتشفف ذائقة والعميق مخيلة الشاعر والمترجم الدكتور يوسف حنا. كم أحب رائحة الذئاب في النصوص. رائحة كتفيك وأنت تحملين فأسا لكسر أفق المتلقي.. رائحة البحر في الكلمات المليئة بالنوارس. رائحة الأنثى في الجنازة.. كم أحب إيقاع أقدام المتصوفة في التجربة.. ضجة أصابعك وهي تودع...
الظل يأكل الحصان. والشجرة تهاتف الأرملة. ثمة حمامة ذابت مثل شمعة من العشق. والبرابرة يرتقون السهول بإبرة البراقماتيزم. *** حين تمطر الهواجس يختفي الثعلب الأحمر في عمودك الفقري. وبضحكة مثقوبة ومدوية. نحاول إلهاء الحتميات بسرد طويل الأظافر. وإذا عضك فهد اللامعنى إصعد إلى ربوة الموسيقى...
أمشي على فصوص عيني.. حزينا مثل عبد حبشي مصفدا بسلاسل حتميات .. القرى نائمة .. الطائرات العدوة ترتاح فوق منصة صدري .. للنار الصديقة مذاق الحنطة .. تشرب الأرض نبيذ الدم.. غير أن النوافذ مرصعة بالفهود . #### لا تثريب عليك يا صرار الليل العدمي.. الموتى أرهف سمعا من الأحياء.. لماذا آخر الليل تلبس...
لا يهم.. سأواجهك بأسنان سبارتكوس.. أيتها الميتافيزيقا.. ممتشقا سهمي وقوسي مثل مقاتل روماني شريف.. سأرشق عينك التي تتوسط جبهتك المغضنة.. وأجرك مثل سلحفاة.. فقدت بكارتها في مكتب التحقيق.. سأحرض جميع الفلاسفة.. والفلكيين ورجال الدين الرحل.. الشعراء المهجوسين بارباك الآلهة.. ليتداولوا عليك مثل...
نادتني صخرة.. طردها ألبير كامي من حديقته العبثية.. ابتسم حصاني .. تطاير شرر من حوافره ذرف أغنية حلوة.. سألتني بمرارة.. تبدو قلقة ومستاءة .. - أرأيت سيزيف? - في قلعة يحكمها نسران عجوزان.. - يقاتل وحوشا ضارية تطلع من تلة كتفيه.. -أله بيت ومريدون ? له حصن في هاوية.. - أصدقاء كثر ضلوا في جبل...
أحبك يا كاترين أحب الثعلب الأشقر الذي يطل من زجاج عينيك. أحب وجهك المليء بالنجوم والنوارس. صوتك المشمشي الباذخ. أجراس قدميك العميقة. شلال قامتك المرتفعة. وأنا أتدلى من مشنقة الهامش. مثل مهرج مكسور الخاطر. أحبك يا كاترين لكني مطوق بالرصاص والجثث. بالعار والفضيحة والنوستالجيا. في جرابي مليون سنة...
ناداني ميت ناشدني بتغيير مكانه.. قبره مليئ بمعارضبن جدد .. وذكريات جميلة تصفر مثل حجل بري.. يده مضيئة.. صدره مليء بالأوسمة.. قدماه تلمعان مثل عيني صقر.. وعلى كتفه اليمنى ببغاء.. تردد براهينه الهشة.. ****** حررت شجرة من مخالب طيور كاسرة.. طاردت كوابيسها بضحكة مريبة.. عالجت غصنا مريضا بالحمى...
اعتنيتُ به طويلاً مثلُ خادمٍ متفانٍ في معبدٍ بوذا.. أَقصُّ أَظافرَه كلَّما حاولَ الهروبَ إلى طبيعتِه الأُولى.. إِلى عشيرةِ الذئابِ في المرتفعات.. وبعنايةٍ فائقةٍ أَحْلِقُ شعر إِبطيْهِ لِئَلّا أَجرح أحاسيسَ أطفالِه القادمين ببطءٍ من تقاطيعِ عمودِه الفقريّ.. أَقوم بترويضِ وُعولِ متناقضاتِه في...
ناداني تمثال باسمي.. كان أبي يطعمه خلسة كلما زار المتحف.. يقلم أظافره.. يرشه بعطور نادرة جدا.. يسمعه مقاطع مذهلة جدا من قصائد صلاح فائق.. لشحذ خياله البرونزي.. أحيانا يمنحه تذكرة سفر ليكسر إيقاع الرتابة ويزور غابات في مادغشقر ويدردش مع قردة الغوريلا ثم يقبل جبهته البرونزية مثل إبن بار .. أحيانا...
(نص مرعب جدا) أُرضع الفهود وأَجلب البركات للسافانا.. ومن طبعي تمجيد الينابيع.. إضاءة شجر اللوز بفراشتين من الدموع.. إيقاظ العالم السفلي بديناميت اللاوعي.. أخفي جرو النهار في بطني.. مثل كنغر في مهب الساعات الحرجة.. غير أن الحروب قطعتْ أعصابي مزقا مزقا.. أَطفأتْ شلالاتي بغيوم القتلة.. لم تبقَ...

هذا الملف

نصوص
858
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى