وضعت يدك فوق يدي
بعد أن وقعنا كلانا على الطلاق
تركت يدي تحت يدك و لم أسحبها
مثلما تركت عمري بأكمله تحت عمرك
مثلما تركت حياتي بأكملها تحت حياتك
لا تقسيم يراودني غير الفوق و التحت ...
تركت لك يدي فضولا مني ليحصل المزيد
لكنك لا تجيد الإعتذار و الرجوع ...
كانت سهلة جدا مثل هذه النهايات الحاسمة
تعلمت...
أعلم أنها ليست فكرة سيئة أن يمر أحدنا بوقت عصيب ...
و أن يسقط الليمون و التفاح من جيوبه الملونة
و يتكسر العاج الفضي الذي على أصابعه
في لحظة حرجة قد يتحول أحدنا من كائن خيالي بكل ذاك السحر
إلى آدمي هزيل و مهزوم
فيقترب أكثر من الحيوانات و الأشياء المسكينة
و يصاحبها
سأكون على إستعداد لإتخاذ حيوان...
كما ينمو زهر الخشخاش غير منبوذ
غريرا و وهاجا
يحرسه ضياء الشمس
و على حرارتها يصعد و ينحني
كما يضم دوري جريح ريشاته و يتداوى بالدفء
الرباني
كذا في مساحة سحرية براقة لا يكدرها غيم و لا يجمدها صقيع
يولد أمر ما بين شخصين
سحر طبيعي و غير مصنوع
هالة تضيء القلوب كالكوارتز على سفوح الجبال الرمادية...
شباب بعمر الزهور ماتوا جميعا في لحظة واحدة و دون إحتضار.
السلام لأرواحكم إخوتي كلكم.
الحافلات الفرحة أكثر من المعتاد
و التي تتخلى عن البنزين مقابل ضحكات الموت
الحافلات التي تسير ببطء ثم تسرع و ترقص
ثمة صبية سعداء كثيرا ...
سعداء إلى أن لمعت الطوارئ في عيونهم
و صرخوا
يا إلهي!
إنها تنقلب الحافلة...
أزمة حادة في المكان
و أنا تقيأت قلبي على طاولة خشبية حمراء
أشعر بالغبطة وراء أحداقي تمر و تجيء
غبطة عشوائية و مكتظة يسمونها الألم ...
لم أعد بعدها أفرق بين الدم و الخشب...
أحس بالغثيان كلما راودني الفرح ..
أشك في الأفراح العظيمة
إنها مقلقة كالأمراض النادرة...
أزمة حادة في المكان
صار علي أن اكون...
ربما كنت سأحبك بطريقة مختلفة
لو أنني كنت أكثر صخبا
و أكثر قدرة على صنع الضجيج
ربما كنت سأعطيك كل ما تمنيت من امرأة بحجمي
أقول بحجمي لأن النساء أحجام و القلوب أحجام
امرأة بحجم خيالي يسع كل السحر و الجمال
حتى في الليالي الأشد ظلمة و النهارات الكئيبة
و قلب لا يضيق و لا يجزع حين تكثر الخيبات
أظن هذا...
أنا بلاستيكية تحت ضوء قمر وردي
قمر لا يخضع للفحوصات و الأدوية البديلة
قمر لا يعرف أنه مدور أو بشبه القرص الجميل
أنا أيضا لست متأكدة إن كنت آدمية
لا أعرف هذا شعر أم وبر
هذه عيني أم بؤرة محفورة في الطين
هذا جلدي أم زجاج ذائب تحت التخدير
هذا أنفي ام ذنب حيوان قطعه منشار تعيس
إذن الحب الذي يأتي من...
ثمة باب خلفي
يغادر منه العشاق لحظة الفراق، لحظة الهزيمة
باب سري
لا يفضح حشمتهم و أحزانهم
حالما يتخطونه يهرولون كالبهاليل
بعيون واسعة نحو الأفق الغريب
بطاقيات تغطي آذانهم كي لا تسمع الصدى
باب خلفي يكلفهم دمعا أنيقا و وداعا ظريفا
يذيبهم هنيهة على العتبة
ثم يتشكلون في الطرقات من جديد كما يشاؤون
أما...
علي أن أكون اكثر ندرة ...
بلا زوائد و لا آثار جانبية
أتحدث بفم خلفي
ثم أمحو الحديث بتحريك الهواء
أو بطأطأة رأسي مرتين ...
علي أن أكون قردة بيضاء بذيل إضافي
و أظافر ملونة و عيون تلمع كلما حزنت
قردة مثالية ترفض أن تكون أما للعالم المريض
علي أن أكون أكثر ندرة
أن اتدحرج كثيرا في الفضاء
ثم أسقط وجبات...
أنا فردة حذاء من الفلين ...
شقراء ... هزيلة
أنام في غابة الأكاسيا ...
يتسلل النور من جرحين في جنبي
أنزف أعمدة من الضياء تزين ظلي المريض
أنا فردة حذاء من الفلين...
تطيرني الريح حيث تشاء
أهجع في فيء شجيرة..
أتشنج في الوهج و أرتخي...
بسحنة بلهاء
و غرة من الجرجير تدثر جبيني البارد
يذوب الرذاذ و...
هنالك شيء ما يلده الحب فيما بعد
جسم رقيق …ضوء إنسيابي أو حركة رشيقة
زجاج لامع يخترق قلبينا و لا يجرحهما
إنها الرحمة …
تلك التي بألوان و شراشف و غرفة للأخطاء
إنه العفو
ذاك الذي يبدو فسيحا ..أبيض و عريضا
بذراعين ممتدتين
يرد بهما أحدنا الآخر في كل فراق
إنها الشفقة
خضراء مضرجة بالعشب و الندى الشفاف...
لا تمت قبل أن تصبح ورديا أيها البيلسان
لا تمت !
ابك حين تصبح الشمس حمراء
تميل بثقلها نحو جبل أزرق يجرح السحاب
ابك و ليصبغ نورها وريقاتك النائمة
عند الفجر أرى عين ذئب تلمع في العشب المهذب
عينه الثانية ...
يا للعذاب! لقد إقتلعوها ...
هاهو يئن و يربي عينا جديدة بالدمع ...
هذه الربى يطعنها الضباب...
كي لا يمر الصوت الرديء من حنجرتك
بسروال داخلي ممتاز
كي لا تتحسس و أنت تهرش رأسك بأظافرك
بشعر مجعد لا يحتمل الأسئلة الجانبية
عليك الذهاب هكذا الى متجر الأنياب و العظام
البائعة هناك بأسنان فضية مغرية
مثيرة للحنين و النوم
بأكتاف ضخمة و كواحل مستقيمة و سميكة
أخبرها أنك عائد من الحرب و الحرائق
أخبرها...
أجنحة الجراد تهوي من الأعالي القاسية
أيتها المراكب سيري في دمي
أتركي البحر لأنامل الملح و ذيول الحيتان
أتسمعني أيها الإله الجميل
أيها النائم في قطن الغيوم كطفل مات للتو ...
أفق يا صاحب الضوء الساطع و الاصابع النادرة
أيها الماهر في طبخ السعادة على جمر الوقت
اترك لي نصيبي من الفرح...
دسه لي في...
ها أنذا وحيدة و بارزة
كندبة بليغة في ظهر أحدب
أما عن الوقت...
فهي الظهيرة ...
تلمع جفونها كلما دبت فوقها الشمس
ظهيرة ملساء و دافئة ...
أتجه الآن نحو الغاب
حيث يدفن الجميع أحزانهم و عشاقهم
تحت الحور و البلوط
و ذاك السنديان المبالغ في الأسى و الخشونة
لم أترك شيئا ورائي ...
سوى المنزل الصغير
مشرعة...