على قلق
أجلس و أسير
لا أبحث عن إستراحات سريعة
و ثمة حنان غامض لم يعد يعنيني
و خيول بنية بأجنحة مقصفة
ركضت سريعا أمام عيني
لا أدري أين قفزت، في الجرف أم في النهر
لكنني رأيت جراحا على جلودها
كانت عطشى و صامتة
لم يكن ثمة صهيل
و حتى نغم الشناشيل لم يكن...
فعرفت أن روحي مسلوبة
و كان لا بد من القلق
إذ...
من يحاصره ألم في شبابه
كي يبقى نظيفا و براقا
جليد فوق العيون
جليد تحت العيون
دائما الأذية بيضاء و باردة
حروق يفعلها الثلج
بليغة و خارقة ، أخطر من اللهب
إذ لا مفر ...
فأنضج و حتى الإعاقات تنضج
أحببت و كرهت
فصيرته جامحا هذا القلب
و دست على ضعفي بقدم واحدة
حدثت معي أمور كثيرة في الشوارع و البيوت
في...
أنا رجل نحيل و بلا هندام
لكنني سليم ، معافى
لا نساء في حياتي و لا مواعيد
أقسم ساعاتي بين الحانات و الغرف
يتعتعني الشراب فأمسك صدغي و أغني
أنا رجل نحيل و بلا هندام
لكنني أحببت ذات مرة
حين كان الورد مرصفا في العربات و واجهات الشوارع
و أمرأة تشكل الباقات و تبتسم
في البيت تكوي لي ستراتي و تبتسم
تدس...
أبدو غير مؤذية
واضح هذا السلم في عيني
و تعب مضيء جعلني ألمع في النهارات الحالكة
و من كل الخطايا إكتسبت قوة كما تلك التي في قلوب الأشرار
قوة بأشكال مجنحة و سميكة كالرمح حين يهيؤونه لتسديد الرمية .
لكنني إمتلكت ذلك دون جدوى
فمرنت أصابعي على فعل الخير و تحصنت بإبتسامة تؤلمني في أوردتي فيتدفق الدم...
غدا
في فجر كلاسيكي أخاذ
حينما تضيء الدروب و تلمع أفنان الغاب بسحر خفي
سننجو أنا و أنت
بعد أن توهنا الخراب الرحيب الذي ظنناه حبا
بعد أن مشينا طويلا و نفوسنا مثقلة بلذة عنيفة
حين أضاعتنا اللقاءات الصاخبة في المطارح القصية
و أنت تمد يدك الطاهرة لتجرب الأذية و الجموح
حين كانت رؤوسنا تميل في الحر بلا...
أمضي خفيفة مدهشة
بكعبين عجيبين في قدمي
يحفحف ثوبي و تهزه الريح
غادرت الديار الواسعة الفارغة
حيث كنت في سرير كالأرجوحة
يدوخني النعاس
و أرتعد بلذة الأقراص المنومة
و مكعبات الثلج تبرق في آنية نحاسية
تشويني الحمى و ينعشني الشراب
أمضي خفيفة مدهشة
تركت ظلالي الثقيلة
بين علب الأدوية و جمرات الفاليوم
و...
حلمت بالأحياء جميعا
رأيتهم في مناماتي بكل سذاجتهم و سعادتهم
يطفؤون الأنوار و يشعلونها و يضحكون
يحملون الإبر و الحبال و أشياء حادة و سميكة أخرى
كل يعذب الآخر على طريقته
و يسمون ذلك حبا.... و كراهية و ضغائن و ألفاظ كثيرة لا تشبه بعضها في النطق و لكنها بالقسوة ذاتها.
حلمت بالأموات جميعا
رأيتهم في...
سافرت بعينين ناعستين، مسالمتين
بالكاد كنت أبكي
بالكاد كنت أرى
و الخلان يتقاسمون غيابي تحت شمس ضارية
كؤوسهم تطفح بخمرة قاتمة و نبيذ ذهبي
يضيعون في الألوان و الأحجام و الضحكات الجارحة
سافرت بعينين ناعستين، مسالمتين
غلبني التعب
غلبني الأسى
لست أرى سوى الشعاع السماوي
أسميه الله و ألهث صاعدة إليه...
تحدث الأشياء السيئة
تحدث طويلا و كثيرا
لكنه و بشيء من الرفق الغريب تحصل الأمور السعيدة بسرعة و بخشية فريدة
كأن أحدا ما يصنعها و يفسدها على الدوام
أذكر مرة أنه كان الرجل الغريب في الردهة المجاورة
يصرخ صراخا فظيعا
بينما كانت حبيبته تموت بين ذراعيه
ثم في الجبانة رأيته يودعها و يبتسم لها
كان الليل...
أنا رجل نحيل و بلا هندام
لكنني سليم ، معافى
لا نساء في حياتي و لا مواعيد
أقسم ساعاتي بين الحانات و الغرف
يتعتعني الشراب فأمسك صدغي و أغني
أنا رجل نحيل و بلا هندام
لكنني أحببت ذات مرة
حين كان الورد مرصفا في العربات و واجهات الشوارع
و أمرأة تشكل الباقات و تبتسم
في البيت تكوي لي ستراتي و تبتسم
تدس...
أنا و في حالي هذه التي لا يعلمها غير الله
سئمت الأخذ و العطاء
أسهبت في العطايا و لم ألق للأخذ بال
أعطيت حبا خالصا
و أخذت حكيا مغشوشا و بضع كذبات
و مع ذلك قلت لهم :شكرا ياكرام
أعطيت ذراعي و ساعدي و رقبتي
و أخذت الخناجر في أولي و قفاي
و أنا غشيمة في طعم الخناجر
فكيف لي أن أردها..
أعطيت إبتسامات...
هذا شفق حاد و لاذع
كأن السيوف مغمورة في النار
بينما تطفح أقداح الحليب على طاولة البرونز
سيصبح للشوفان أعناق جديدة و ملساء
ليطل بها من الرغوة الحارة كالسم
حين يصبح الحب وجبات معلبة في المزاد العلني
و القلوب ماركات مسجلة تابعة للجمارك
أركض مفلسة و يداي في جيوبي
ما زلت ببدلتي الرقطاء
و قبعة الخشخاش...
في أماسي الكريستال المضيء
وقتما تشع كاتدرائية بيضاء
تحت ضياء قمر نعسان
وقتما تهب ريح دافئة
و تعود الطيور الغريبة إلى سطوح القرميد
بمناقير ذهبية ،دقيقة
و عيون مدورة و تبرق كعيون أطفال سعداء
حيث في الغاب أشجار متزاحمة في سرور
و العناقيد النضرة مخبأة في ظل الوريقات
كأنها مفاجآت مغلفة
في أماسي...
الليلة الماضية
نمت معك في فراش دافئ
كان دافئا للمرة الأولى
شيئا ما كان ينمو و يتمدد كالهندباء بأزهار فتية
إنها رغبتي أن اقبلك في كل مكان
قبلات حارة طويلة و يانعة
قبلات ليست ذابلة
قبلات جديدة و رطبة تدغدغك
فتنمو فيك الهندباء التي نمت في فجأة...
كان حذوة السرير مصابيح صغيرة
تضيء بشكل خفيف و ممتع...
في ردهات بعيدة
و سماء اللازورد تبرق على حواف الخناجر
يترجرج الحلزون بشحم ممرغد في السكر
تغسله أمطار عشوائية بيضاء
يخجل كلما داهمته عدسات البرتقال
و روائح السعير تذهل المكان
فينصهر الشمع زخات زخات طرية
تسد فجوات جراح قديمة
و يتنفس اليانسون على الشرفات و في المقابر
تأتي الجيوش من بلاد غريبة
ببزات...