مروى بديدة - سافرت بعينين ناعستين،

سافرت بعينين ناعستين، مسالمتين
بالكاد كنت أبكي
بالكاد كنت أرى
و الخلان يتقاسمون غيابي تحت شمس ضارية
كؤوسهم تطفح بخمرة قاتمة و نبيذ ذهبي
يضيعون في الألوان و الأحجام و الضحكات الجارحة
سافرت بعينين ناعستين، مسالمتين
غلبني التعب
غلبني الأسى
لست أرى سوى الشعاع السماوي
أسميه الله و ألهث صاعدة إليه
ترهقني السعادة في هذا المدى البعيد الواسع
إنه في اعماقي يتحمص بهواء ساخن و مريح
إنه في الأعماق ؛ قلبي الذي لم يخلف أذية لأحدهم
سأجهز له الأجنحة ليصعد عاليا
بينما الخلان يتقاسمون غيابي
و مقعدي الفارغ في حديقتي الشهباء التي بددتها الثلوج القاسية
و صناديق أسراري الصغيرة و صورة جماعية لأهلي الكرام
سأمر غير حاملة للمكر و لا الضغينة
بينما تركت غرباء كنت أعرفهم فيما مضى
لكنهم و كلما أدرت ظهري ظلوا غرباء
بألسنة طويلة و لعاب كالسم فتاك
يقتفون أثري و عيونهم مرشوقة في التراب
نسوا أنني خفيفة بلا أحقاد
أمضي عاليا مشتاقة إلى فضاء لاهوتي
و تمر الجياد من حولي بسنابك نحاسية طائرة
هاربة من المياسم الحامية و جور الحظائر
و أشجار عتيقة حرست المنازل كثيرا
و ركنت في ظلالها كائنات ضعيفة و هالكة
والآن تمضي إلى الأبدية حيث أمضي
هاربة من أن تصبح أبوابا و طاولات في غرف مدنسة
و أنا أيضا أهرب غير آسفة لأجل حبيب و لا رفاق
غدا حيث في غابات شاهقة يطول عمر النرجس
و الكل يعرف أين يجد نديمه
أغفو في مخدع لا تقربه الكراهية
هائمة في المروج برغد رباني
بعينين ناعستين ،مسالمتين
لا أضيع أبدا و لا أحزن....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى