الغالي صالح

حمل حذاءه بيديه المتآكلتين، مشي في الطرقات المتربة بلا غاية، مشي في الشمس، في الغبار، وكآبة ثقيلة تخيم علي وجهه المتيبس، المنقر بحفر عميقة . هنا وهناك، أمضى نصف يومه، وربع يومٍ في المدينةِ الصغيرة، وهو يجد السير الذي لا هوادة فيه، أخيراً اتكأ علي جذع شجرة “عرد“ عتيقة جافة ومنخورة، أسند رأسه...
الريح المجنونة، تصيح، تصرخ في وجه سماء مجروحة، تنشب أظافر نقمتها في أثداءِ نساءٍ مقررات.. أيهتز فوح حجارة أرض مغبوتة؟ - يتأوه ظل الوهم المخبوء في نزفِ جراحٍ مفتوحة - بل قل؛ إن العالم جرح متقيّح بالقبحِ!. صدقني أيها الطائر أني لم أعد أزهر، نضبت عروقي، عقمتُ. - أن تتنفسي أوجاعكِ، ليس هذا بسبب قبح...
رفيقان حميمان، منذ أن كانا يجيئان ويغادران المدرسة - التي كانت في الأصل معسكرا للجيش - الجاثمة هناك في التلة الموحشة، قرب المنزل ذي البناء الغريب، بدقة أكثر، مذ جاء أحدهما، ذلك الأسمر الممتليء الجسد .. الخجول، مما وراء غابة الأبنوس، ولجا دهمة .. جربا احتساء الخمر البلدي سويا .. خطيا في درب طويل...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى