تقدم أمير لخطبة جميع فتيات حارتنا، أول حب له كانت ابنة بائع اللبن في الحي، لا أعلم متى وأين رآها وأحبها كل هذا الحب، كتب لها الكثير من الرسائل لكنه لم يرسلها، بكى في الخفاء حبها ولم يقل لها وحزن واكتأب لدرجة اقترحنا عليه أن نتدخل نحن ونرافقه لخطبة الفتاة من أبيها، لكن العاشق رفض خشية أن نفسد له...
سمينٌ ونهم وزنه ١٥٠ كيلو تقريباً ، يتحرك بصعوبة، غالباً ما تراه جالساً على المصطبة أمام مكتب بيع مواد البناء، فاتحاً قدميه قدر المستطاع، يقضي معظم وقته أمام مدخل الحيّ. عند الظهيرة يتناول الغداء مع عمال البناء، فحصته من الطعام لا يمكن المساس بها، وجبة الغداء كانت دائماً “آبكوشت”؛ مرقة لحم. في...
كان مدمنا يتعاطى الهروئين. لكنه رجل طيب ومرح. الجميع كان يحبه، ويحاول مساعدته بقليل من المال كي يبني نفسه ولا يلجأ إلى السرقة، ومع ذلك كان يمد يده ويسرق أحياناً. إنه نادر، أقصد اسمه كان “نادر“، وإلا فإن جنوب المدينة مليء بأمثاله، إلا أن نادر لم يكن شخصا مزعجاً وقدم نفسه بطريقة أحبّه فيها الجميع...
الدمع سرٌّ
البسمة سرّ
الحب سر
دموع تلك الليلة كانت بسمة الحبّ
فإنني لست ُ قصة ترويها،
ولست ُ نغمة تغنيها،
ولست ُ صوتا تسمعه
أو شيئا ما تراه،
أو شيئا ما تفهمه....
فإنني الألم المشترك
نادِني !!!
فالشجر بتحدث إلى الغابة،
العشب ُ يتكلم مع الصحراء،
النجم مع الكون،
وأنا أتكلم إليك.....
قل لي...
ارتبط اسم الأديب الإيراني المعاصر جمال مير صادقي(1933 م) بدراساته النقدية ومؤلفاته البحثية العديدة، التي ارتكز معظمها على الأدب القصصي المعاصر، فكان بلا شك من أبرز روّاد البحث في القصة القصيرة في إيران.
قارن القصة القصيرة بمثيلاتها في الغرب، وأعاد دارستها بين أسس الحكاية القديمة في الشرق، وبين...
عندما دخل المعلم العجوز إلى الصف، وقف تلميذٌ كان قد غفى وحيداً بين الطاولة والمقاعد الفارغة وقال: “وقوف!”
ثم قال بعد لحظات وهو شبه نائم: “جلوس!”
وضع المعلم العجوز دفتر التفقد خلف النافذة الخشبية ووضع نظاراته السوداء المكبرة على عينيه وقال:
- “آبنوسي”
رد التلميذ الوحيد في الصف بصوت عال:
- “غائبّ”...
سجّل الأدب القصصي الإيراني المعاصر محاولات خجولة في أعمال الرواية التاريخية، اعتبرها الكثير من النقّاد ثغرة لا مبرر لها مع وجود تاريخ طويل لدول وحضارات مرّت على هذه البقعة من الأرض، والتي كان من الممكن أن تؤسس لخطوط روائية وشخصيات جذابة ناجحة في هذا النوع الأدبي، حيث يرى الناقد الإيراني قباد...
ذهبت إلى القبة البنفسجية، كان الطقس مشمسا، تذكرت أنه أوصى أن يدفن هنا، لم يكن المكان من شأنه لكن الأمر قد تم، دفن في مقبرة عامة وسط الناس العاديين في أرض كئيبة. عبرت القبة نحو اليسار، أبحث عن العلامات نفسها حجرين من المرمر الأسود ذهب لونهما، ثم يأتي حجر آخر، لم أعثر على أي منها، جلت بعيني مرة...
عن زواج القاصرات في الأدب الفارسي المعاصر
كنا نقف قرب الحديقة نشاهد شجيرة ورد الجوري الوحيدة في مدرستنا، وقد تفتحت بعض براعمها. كنا معزولين عن الأطفال الذين يلعبون في الطرف الآخر من الساحة ويتشابكون بالأيادي، وأشعة الشمس تضيء على كل الضجة الخارجية والهمسات الداخلية، وعيوني مأخوذة باللون...
عبر حاتم الطائي"1" بكرمه وسخاوته ثقافة العرب ومضى على صهوة خيله ليتخطى الحدود ويصل إلى صفحات الأدب والتاريخ في لغات عدة وقارات أخرى، ليمسي أيقونة حاضرة في ذاكرة الشعوب على أنه ربٌ للكرم والشجاعة وصدق القول إذا ما أردنا ننصفه بقولنا.
الشاعر الفارسي الكبير سعدي الشيرازي"2" كان معجباً أشد الاعجاب...
كيف جاء الشطرنج في ملحمة فارس الكبرى؟
عندما ازداد الخلاف بين الباحثين عبر التاريخ حول أصل اختراع لعبة الشطرنج، كان لا بد أن نستقي من بئر تاريخ الحضارة الفارسية التي لا شك أن أسلاف الفرس القدامى لعبوا دورًا هامًا إما في اكتشاف أو نشر هذه اللعبة. وبعد إمعان النظر في تاريخ الملاحم الإيرانية، نجد...
ترسم الكلمات في إيران فنها الخاص بخطوط تجذب العارف بالفارسية وغير العارف بها، إحدى أكثر العبارات تكراراً على الأحجار الكريمة والأقمشة والقطع الفنية في إيران عبارة "هذا أيضاً سوف يمضي" أو كما تكتب بالفارسية “این نیز بگذرد”.
"هذا أيضاً سوف يمضي" 1
تقول الحكاية* إن ملكاً أراد ذات يوم أن يدوّن...
إهداء الى فرح غلام حسين ساعدي
لا شيء أكثر ضجراً من شراء هدية لفتاة، استغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى وجدتها- علبة عطر ايفيني صغيرة. ذهبت وعدت في الشارع مرات واخترت من كل واجهة متجر شيئاً ثم طلبت من كافيتريا قرب متجر الملابس الداخلية بوظة ولكن لم يكن لديهم.
تناولت كأس كوكتيل حليب وموز دون أن أجلس...
يُعد الأدب الساخر ركناً أصيلاً لطالما ارتكزت عليه مختلف المجتمعات، لمحاكاة قضاياها المهمة والمحورية، ولطالما تم اللجوء إليه من قبل الأدباء في أعمالهم سواء إن كانت شعرية أو نثرية، ليعبروا من خلاله عما أخفت ضمائرهم حول مختلف القضايا، وليرسموا به أبعاد رؤيتهم الخاصة لواقع مجتمعاتهم السياسية...
كانت الفكرة و منذ سنوات تراودني كي اكتب عن الادب الفارسي الحديث، حيث كانت مضمرة في اللاوعي تبرز حينا الى السطح عندما اقابل اديبا أو شاعرا عريبا و أساله عن مدى اطلاعه على هذا الادب و اغلبهم – للاسف – لم يعرفوا عنه شيئا بتاتا.
و اتذكر حوارا جرى بيني و بين الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في...