ميمون حِرش

المكان: مقهى قديمة في إحدى مقاهي مدينة الناظور يجلسان وجها لوجه كما في «استوديو» للتصوير، في ذلك الزمن الذي يسمونه جميلا، وفوق الطاولة كأسان، ومنضدة، وعلبة «تييمبو»، حولهما الرواد موزعين بشكل عشوائي، والنادل ينط بينهم بنشاط غريب موزعاًابتسامته الصفراء. قال أحدهما مشيراً إلى النادل: من يعرفه يجزم...
الأستاذ يوسف بوحامد درس إدارة الموارد البشرية في سلك الماستر بجامعة مونبوليي، والتحق بمؤسسة عليا لتعليم ، ودراسة الكوتشينج( أرقى و أشهر المراكز الفرنسية للكوتشينج) التمكين الذاتي حسب ترجمة بعض المشارقة) ، حاصل على شهادة الكوتش المستشار ( الماستر) بنظام RNCP7 في فرنسا، وربوع أوروبا، أشرف باقتدار...
استفاق هذا الصباح متأخراً كعادته، شكا من صداع مرير أحس بسببه بغثيان أثقل رأسه، وحول جوفَه كأساً مترعة من أصوات، غرغرتها تشي ببطن طاوٍ، عاصبٍ من إملاق..الأمور لم تسِرْ معه كما يجب منذ مدة، أشياء غريبة تأسره في الصحو، أما النوم فهو، بالنسبة إليه، كوجبة لحم يشتهيها دون أن يطالها، غَرْسُ تمنيه لم...
الليلُ، كلما مد أطنابه وأصماني بسهمه، أحاول، دون جدوى، أن أتصالح معه، ولكنه يصر، من جهته، كلّ مرة، على أن يتحدّاني؛ فينام "على جفوني"، ويجفوني.. نصحني الأطباء، الذين زُرْتُهم، بالرياضة، وبشرْب كوب حليب ساخن كما الأطفال، وبطرد الوساوس قبل النوم.. "هـراء!.. من يجرؤ على طرد وساوس الحوب في زمن...
حسن رموتي كاتب ،وقاص، وروائي مغربي لامع، عضو اتحاد كتاب المغرب_ فرع مدينة الصويرة ، لنصوصه، في كل مجموعاته، نكهة "رموتية"، خاصة به وحده ، لذيذة ، وماتعة ، وشائقة معنى ومبنى، لبحر الصويرة دور في عشقه للسرد بشكل عجيب، يحب أن يحكي، بروح أدبية شفافة ، ولحكاياته طعم البحر ، لا يحب المواربة ، يحكي...
سلسلة "كلمني عن"_ الجزء الثاني _ الحلقة الثالثة – إعداد ميمون حرش الكلام عن الشاعر المغربي محمد النابت " محمد النابت من مواليد مدينة زايو إقليم الناظور، شاعر عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو مؤسس لجمعية أصدقاء الشعر، عضو الصالون الأدبي التابع لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية...
شهقتْ في صمت حين أحست أنه وراءها،لم تلتفت،بدأت في الركض،ساعدها نحولُها،و ضاعفت من سرعتها..هو أيضا نحيل،و حدَث،و رياضي،بل و أسرع منها،لكنه ،من خلفها،يذكي طقساً سينمائياً عن مطاردة الضحية دون أن يتخطاها،أو يمسك بها ،يحب أن يُطارِد،بينما الضحية تركض خائفة منه.هذا أربه أبداً،أزلاً. كانت لا تزال...
كنتُ بينهم في مهمة.. ومن كانت حبيبتي يوما كانت موجودة أيضا... كيف اتفق أن يحضر الجميع في المكان نفسه؟.. لعلها بركة الأماكن، فهي كفيلة بأن تسع الجميع دائما،(هذا ما تعلمته من أمي التي لم تعرف غير الخيمة، والأرض والبئر، وخدمة أبي التي تعتبرها بركة أخرى..) مسكينة أمي غاب عنها أن بعض الأماكن...
قديماً كان إنسان الصحراء- والدنيا كانت كلها صحراء- يمتطي دابته، ولا يكاد ينزل، ينتقل، كقطع الشطرنج، من مكان لآخر،له من الألفة مع الأمكنة ما يجعله منسجماً مع واقع صعب، لكن محتمل.. الفضاء، والليل، والنجوم، والسحَر ،والندى، و الطيور.. أشياء حية يعانقها حباً وهياماً، يعيشها، يتلمسها،تملأ كيانه،...
في البدء كان التقديس لمهنة التدريس، والآن هنا، و هناك ،وهنالك يحصد رجال ونساء التعليم إهاناتٍ شتى في الفصل، ومقرات العمل، والمكاتب، والشوارع، والنتيجة بُعْدُ الشقة بين المدرس وبين صفة الرسول بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى منها، كما قال أمير الشعراء “أحمد شوقي”. المدرس الذي كاد أن يكون رسولا...
هل تعرفون الحاج الخزاف أحمد سليمان؟ .. دعوني، إخوتي،أقدمه لكم: "الحاج أحمد رجل مِئْـناث، ولدت له زوجه سبع بنات متواليات،ورغم أنه ضرب في الأرض طولا وعرضا،غورا، ونجدا، ليجرب السحر هنا، والطب هناك،والشعوذة هنالك عله يرزق ولدا، لكن القدر كان وفيا لنفسه وللأنثى التي تحبل بها زوجه، الأمر الذي حمله على...
تكتسح المنابر الالكترونية مجال السلطة الرابعة، وتتربع على عرش الشبكة العنكبوتية ملكة متوجة،وبما تشهده من إقبال غير مسبوق باتت تسحب البساط من تحت كل المنابر الورقية، ولعل اللافت للنظر في كل هذه المنابر الإعلامية الالكترونية هو أنها أصبحت تنساق مع موضة تركِ المجال مفتوحا لكل متصفحي الانترنيت...
الحقيبة الأولى في ميناء "بني أنصار" ركن سيارته في ذيل طابور مع سيارات أخرى محملة يقودها مهاجرون عائدون مثله من ديار الغربة، بينهم نساء قليلات وراء المقود، وكل سيارة تتبدى من الخارج كما لو فرّت من مصير مجهول إلى مصير آمن، لذلك، فضلا عن بني آدم، هناك أحمال كثيرة داخل وخارج السيارة، بل وهناك...
النساء في مواجهة الرجال .. شكلوا فرقة آية في التآلف، والانسجام وفي تناغم يغنون، يرقصـــــــون.. يتمايلون، ويترنحون، كانوا سكارى تماماً ، يومهم طويل ،ولرقصهم شجـــــــون.. سُئلوا عن المناسبة السعيدة، فكان الجواب صادماً لمن لم يسأل: " كلهم غريب، ولا أحد منهم قريب... الأمر بدأته امرأة بزغرودة...
مستغنية تخطت الأربعين، بلا زوج، بلا أولاد، لكنها أيضاً تخطت اليأس، وسكنت بيت الحروف كملكة متوجة .. حين تمر شامخة وسط الساكنة، لا تكترث للأصابع الطويلة التي تشير إليها، لا تنظر وراءها أبداً،.. هم، نعم، تعودوا النظر في كل الجهات ، فحين تختفي هي ، تظهر أخرى ،من جهة ما، لتمر بالوجوه نفسها ، خشب...

هذا الملف

نصوص
50
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى