سلسلة "كلمني عن" الشاعر محمد النابت.. _ الجزء الثاني _ الحلقة الثالثة – إعداد ميمون حرش

سلسلة "كلمني عن"_ الجزء الثاني _
الحلقة الثالثة – إعداد ميمون حرش
الكلام عن الشاعر المغربي محمد النابت
" محمد النابت من مواليد مدينة زايو إقليم الناظور، شاعر عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو مؤسس لجمعية أصدقاء الشعر، عضو الصالون الأدبي التابع لمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية بجامعة محمد الأول بوجدة. حاز جائزة الشعراء الشباب لاتحاد كتاب المغرب والمديرية الجهوية للثقافة بوجدة سنة 2012. وجائزة القلم الذهبي الوطنية سنة 2014 ،وجائزة حسان في مدح خير الأنام سنة 2015 وجائزة الصالون الأدبي الوطنية سنة 2016 شارك في مجموعة "أنداء تنيسان" الجماعية 2016، وديوان "تنطفئ الأيقونات لكنها لا تموت" سنة 2020، ووردت نصوصه في موسوعات شعرية منها "موسوعة الشعراء الألف التاريخية". كما شارك في مجموعة من الملتقيات الوطنية والبرامج الإذاعية."
محمد النابت في كلام أثير ، كونوا معنا .
س- ورطة، دُبرت لك عمداً، أو نسجتها الأيام لك ، وكيف تخلصت منها؟
_ الحجر الصحي، بالنسبة لي كانت بمثابة موجّه لي _
ج- كل ورطة تخلصت منها فهي درس مهم في الحياة لا تقدمه المدارس والمناهج التعليمية، أما آخر ما عشناه جميعا فكان ورطة الحجر الصحي، بالنسبة لي كانت بمثابة موجّه لي في كل ما تبقى من حياتي، فالمعروف أن الانسان لا يفرغ من وتيرة الحياة المتسارع ولا يحصل له الفراغ التام إلا عندما يعجز، وينتهي به العمر على كرسيه المتحرك إن أطال الله في عمره، فكان طارئ الحجر الصحي بمثابة درس تطبيقي لما سيؤول إليه الأمر إذا تقدم بنا العمر، فشخصيّا وجدت أن لا شيء يسلي ويذهب ضيق الوحدة مثل التعلم والبحث وقراءة كل شيء كتب، خاصة السّير وأخبار السابقين، وهذا جعلني أدرك أني إذا عجزت عن السفر والاستمتاع بالحياة في الخارج فإن هناك حياة موازية لا تقل متعة بين دفتي الكتب، وفي أحضان المكتبة.
س- هل حصل أن استيقظت، صباح يوم ما، وأنت تنظر في المرآة، فمددت لنفسك لسانك ساخراً من خطأ ارتكبته؟
_ "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"_
ج - عدد الأخطاء التي أرتكبها مع الأيام أكبر من أحصيها ساخرا، لكن لا أخفيك سرّا أني أذاكر أخطائي وزلاتي قبل أن أنام، أما فترة الصباح فهي مقدسة عندي وكثيرا ما أحاول أن أبدأ كأني شخص جديد، وكأنها ولادة جديدة، بل وهذه هي الفلسفة التي علمتنا إياها أذكار الصباح "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
أسوأ تعليق عما تكتب، أو رأي غريب وطريف، عنك، سواء سمعته مباشــــــــــــــــــــرة ، أو كُتب عنك في تدوينة ،أو مقال،أو حوار ؟
س_ أنا لم أشهد بداياتك، لكنك ولدتَ شامخاً _
ج- حقيقة أسوأ تعليق عما كتبت كان في أول بداية لي حرفيا، عندما فزت بالمرتبة الأولى في جائزة للشعراء الشباب على المستوى الجهوى، فوجدت مقالا في اليوم الموالي يسخر من تسليم الجائزة لشاعر يكتب العمودي، في إشارة إلى أن شعر التفعيلة أو النثر أولى، وأقول هنا أسوأ تعليق ليس لأن كاتب المقال جرح مشاعري، أو أنني استأت من هذا النقد، بل لأنه الرأي الوحيد الذي على الأقل أشار إلي بشكل سلبي ربما، أما الآراء المشجعة فما أكثرها، وكان آخرها من العلامة الشاعر حسن الأمراني حفظه الله وقد خاطبني بعد إحدى الأمسيات قائلا :"أنا لم أشهد بداياتك ، لكنك ولدت شامخا".
ما هو القرار الذي اتخذته بعد تفكير عميق، أو بعجالة، فندمت عليه ندماً شديداً؟
_ أنا على استعداد لتقبل كل خيبة آتية _
كثيرة هي قراراتي الخاطئة وأكثر منها أخطائي، لكني لا أندم على أي منها، لأني أعتقد أن كل خطأ وكل فرصة ضيعتها، هي التي جعلت مني هذا الشخص الحريص على التطور، والقابل للتغيير، والمنفتح على النصح، فعلا أخطأت وخاب أملي مرات عديدة، وأنا على استعداد لتقبل كل خيبة آتية.
سر تكشفه ، لأول مرة؟
_ أتحرج بشدة عندما أدعى لأي لقاء صحفي أو نقدي أو غير ذلك، فيطلب مني أن أقول شيئا آخر غير الشعر _
إن كان سرا فيجب ألا يقال، أما السرّ الذي لا يعرفه أحد وأريد أن يعرفه الجميع هو أنني أتحرج بشدة عندما أدعى لأي لقاء صحفي أو نقدي أو غير ذلك، فيطلب مني أن أقول شيئا آخر غير الشعر، وأنا زادي قليل، وتربتي محدودة، ومسيرتي في أولها، فأشعر بالخجل الشديد، وأشعر أني أخوض فيما ليس لي به شأن، وأحاول جاهدا حتى في الأمسيات الشعرية أن لا أنطق إلا بالتحية ثم أبدأ في إلقاء الشعر.
كلمة استثنائية منك.
ج - بل هي القاعدة وكل ما قلته من قبل استثناء، تقبل تحيتي الصادقة أخي المبدع ميمون حرش، وشكراً لأنك فكرت أني أستحق أن أكون من ضيوفك ولو كان رأيي معاكسا لذاك، كما أحيي كل من سيمر من هنا، ووقعت حروفه على هذه الدردشة الحميمة بيننا، أسعدكم الله وأسعد بكم أحبابكم، وجعلكم مباركين أينما كنتم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى