أننا لا نستودعك بلادًا تئن من جروحها الدامية
و لا ارواحًا صعدت
ملوحة بإبتسامة وضئية
و لا نستودعك وعوداً ذبُلت في بساتين الانتظار
و لا الاصحاب
و نار السؤال
و لا ارواحنا المثقوبة من فرط العويل
و لا الحُزن يمشي بين الناس في الاسواق
و لا الحنين الطفل
يرزح نحو كهولةً عمياء
لكننا نستودعك اياماً جريحة...
طيفِك هُنا .
بين جُدران الغُرفة المُعتمة
في عُزلة الليل الكئيب .
يُهدهِد رتابة الوحشة
و يضمد جراح العُمر
طيفِك هُنا ..
يزيح جِبال الحُزن و الحسرة
عن كاهِل الروح ..
وجهِك .
فانوس القلب
أستبصِر بهِ دُروب الحياة المُوحشة
أشق بهِ تيه العُمر المتاهة
وجهِك هُنا
تترُكينه مُضاء
و تمضين الي ما يخُصك من...
وحدك في الليل تقرأ الاوجاع
تُهدهد حُزن السنين لينام
صخرةُ الماضي
و طيفُ البعيد
وحيداً في برازخ الأرق التليد
يمتحنك السُهد بقلم النحيب
و تكتبُ ما يخصُك
في سدِيم الليل
من سيرة الاحزان
في أمتحان المكايد الهاوية
تفشل ..
جسدٌ هزيل ..
جيفةٌ صماء تحمِلُ اوزارها
و تمشي بِها بين الناس
تلُف الروح و تمضي...