معتصم ميرغني بدري - تلاويح أخيرة

طيفِك هُنا .
بين جُدران الغُرفة المُعتمة
في عُزلة الليل الكئيب .
يُهدهِد رتابة الوحشة
و يضمد جراح العُمر
طيفِك هُنا ..
يزيح جِبال الحُزن و الحسرة
عن كاهِل الروح ..
وجهِك .
فانوس القلب
أستبصِر بهِ دُروب الحياة المُوحشة
أشق بهِ تيه العُمر المتاهة
وجهِك هُنا
تترُكينه مُضاء
و تمضين الي ما يخُصك من غياب
صوتك الآن
لُحون الطوارِق في صحراء الشمال الواسعة
ترنيمة عاشقً يناجي معشوقته
موسيقي الأكوان .. في نوتة الأبد
و شفاءُ الارواحِ من داءِ الحنين
صٌوتِك
الداء و الدواء .. هكذا

ليلٌ موحش لولا طيفك
مُعتم لولا وجهك
أخرس لولا صوتك
و أنا لا اقوي علي شيء
وحيد في الآسي مُقيم
غُربة تسري في عروق الدم
أرق و سُهاد .. و لوعة حارقة
ندم .. و غبطة
هلاك في مهالك الحنين
و أنتِ كما أنتِ
تفتحين نافِذة الذكري
بشتي صنوف العذاب
تُسرفين في الغياب
و تلوحِين بالسراب
كُل مرة
كُل مرة
وهِنت الخُطي
أنزوت الدروب
و ليس ثمة إشارة تلمع
ليس بعد
لا زال غياب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى