مريم الأحمد

الأرض.. كرة غبية بالنسبة لسكان ثقب الأوزون. أصحاب الجلاليب يعتبرونها حبة سقطت من مسبحتهم المشؤومة! المقتنعون بنظرية المؤامرة الكونية يعتبرونها محفلاً ماسونياً. المؤمنون بالاشتراكية يعتبرونها لقمة زائدة عن حاجة السوق سيتم اقتسامها بالعدل! الراسماليون يفتحون سوقاَ لتجارة " كل شيء" فالأرض عملة...
سأقرأ قصائدي من السرير حيث كتبتها لأول مرة سأدعكُ أصابعها بزيت الزيتون.. أريدها معافاة و ناعمة الوخز. سأقراها من أعلى هزيمة في بلدي.. حيث وقف قلبي عارياً يردد انكساره غير آسفٍ على حاضره! سأقرأ قصائدي على جمهور البوم و الغربان و الخنافس.. لن يهتفوا لي متصنعين الدهشة.. بل سيرجمون فمي بنثرات...
لو كان اسمي فكتوريا أو باتريسيا لسخرتُ من الأسماء الشرقية القديمة مثل أسماء قريباتي المتمتّعات بشعبية فائقة في الحي. لن أسخر بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن أيّ إنجاز عملته ابنة عمي، ليكون اسمها " خطيرة"؟ و أي جمال بائد يا ابنة خالتي ليكون اسمك " جميلة"! أما أختها صفراوية المزاج" بهيجة " وجهها...
أنا أشاهد العالم حين ينتهي هذا العرض سأذهب إلى بيتنا حذّرني أبي ألا أتورط في المشاكل! جارتي تمدّ لسانها كلما مررت الصبيان يضربونني بالحجارة رفيقتي تشي بي للمعلمة قلت لهم.. سيعود أبي و ينتقم منكم جميعاَ أنا الكلمة الغريبة تجوّلتُ في القصيدة صعوداً...
لا يكفي أن نكون بسبعة أرواح لنعيش.. بل علينا أن نكون بسبعة أجساد أيضاً .. الأول للحياة الثاني للخيبة الثالث للمقاومة الرابع للصدأ الخامس للحروب السادس للحب السابع للقبر. و يا حبذا جسداً ثامناً لينهبه الزمن. .. لا تصدقوا الشاعر هو يكتب القصيدة ليتنكر. لا تصدقوا الشاعرة هذا ليس اسمها أسفل القصيدة...
ظننتُ في محل الألعاب أن البالون يبتسم لي فاشتريته. في البيت رأيته حزيناً مجعداَ فأفلتّه من الشرفة طار.. ثم طار لوّح لي مبتسماً إلى أن رماه العابرون بحجر .. فسقط ممزقاَ أيها البالون كم تشبه العيد! .. مريم...
من أين تنبعث تلك الموسيقى الحزينة؟ من حجر لا يعرف كيف يلعن رماته. من مصباح آخر الليل لم يتلُ بعد صلاته. من مركب أزرق تنكّر له البحر فلم يطفُ و لم يغرق و لم تُقضَ نجاته. من برعم أخرق على باب الشتاء يذوب في دمي الحار حتى كذبتي الأصدق من أين تنبثق كل تلك الآهات؟ من حياة أضعناها بحفظ الاقتباسات و...
عندما مات عبد الحليم.. ركضتُ إلى بيت عبد الوهاب.. لأقدم له التعازي.. و حتى الآن لم أصل. .. لم يأتِ عبد الحليم إلى سوريا فذهبتُ أنا إلى مصر.. التقيتُ ببليغ حمدي.. عبرنا سوياَ.. "الكوبري" الذي يوصلنا إلى بيت حليم كان عبد الوهاب.. يمشي في كل اتجاه. و يحدث نفسه بحزن: " يا خسارة" .. عدتُ سيراَ إلى...
لا السطور ، و لا فيما بينها. أنا أميّة بالكامل فيما يتعلق بدروس الحياة. جميل أنك لا تترقب شيئاً، لا رسائل لا إجابات و لا أنباء عن موتى! جاء الخطيب على دراجته يلفّ علبة حمراء فيها محبس بنت الجيران. هل سيحبسها؟ ألوان الشتاء هذا العام صارخة موضة العام فساتين سوداء بزهور حمراء جهزت قلبي قهوتي قنديلي...
عيد ميلاد أحدهم.. فارغة في الشارع.. علبة الكاتو. ...... أحدهم لازال نائماً.. المقعد بجواري في الحافلة.. فارغ. ...... صاحبة البيت تلطم وجهها أحدهم سرق حبل الغسيل ليلاً..! .... لازال الباب مفتوحاًَ من سنين. خرج أحدهم.. و لم يعد! ....... العصفورة الأم ترتطم بالأشجار أحدهم.. قتل فراخها..! ....... لم...
الصعلوك شاعر.. يشوي شاورما القصائد على الرصيف.. بلا نار.. يمصّ قصب المجاز.. كأنه طرزان الشعر الوحيد في هذا الدغل الموحش. الصعلوك.. لا ينجب إلا التوائم اللفظية.. ينام باكراً.. يعدّ السفن الشراعية التي تمخر صدره فيغفو.. محتضناَ أغاني الغربة.. يسيل على خاصرته صباغ الفضة و زبدة زلات اللسان.. سعيد...
أمي أنا مرتاحة البال أستمتع بالضحك بالبكاء بجرعة الكذب بالخوف بالمراكب التي تشبهني بالمنيّة بالهديّة بحمرة القدم تحت الكراسي بدماثتي الذائبة تحت الثلج و المرج.. أمي أنا أتقدم.. كرصاصة كعادة االتدخين في مخ مراهق كطلاق.. لحاقدين كشجرة حظ .. أمام فندق المتعوسين. .. أمي.. لا زلت جريئة.. بضرب بيوت...
لديّ الكثير من الأصدقاء.. و القليل من الوقت.. لدي فساتين كثيرة.. و خزانة ضيقة.. لديّ شغف لدراسة فن التصوير.. لكنْي بلا موهبة.. لدي الكثير من الحياة.. و القليل من الأيام.. كيف أوزّع كلّي على بعضي؟ كيف أرسم بريشة المرار.. عرائش الكروم؟ كيف على أعوامي الخمسين.. أوزع شمعة.. و رماد سيجارة؟ ممتنة لكِ...
ليت الحب يتكاثر مثل الحزن.. ليت النجوم لا تموت في الصباح.. حتى أدعوه سعيداً.. ليتنا نتقن القفز.. كضحكة منتحرة! أو نتعلم تقبيل شفاه الحجارة قبل أن ترمينا الآذان العواقر في صوّان الصمت..لكن.. ثمة أشياء بأجنحة كبيرة سوداء كتلك التي تسبق الجنازات.. و تتبع قرصة العشاق في البرد.. ثمة أجنحة تنجب الضوء...
فيمَ كنتُ أفكر.. و أنا أقلّب الثياب في محل الألبسة المستعملة..؟ بماذا انغمست مخيلتي حين رأيت فستان الريش الأخضر بياقة مزينة بحبات اللؤلؤ؟ نظرتُ للبائعة.. كانت تصلي كي يعجبني الفستان.. و أشتريه.. بكم هذا الفستان يا صاحبة الجسد الناعم..؟ بكم الريش يا سيقان اللقالق المالحة؟ بكم اللؤلؤ.. يا محارات...

هذا الملف

نصوص
52
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى