لمحتُ يد الشقراء عن بعدٍ وهي تلوح لزوجها الجالس بجانبي ، كانت تنشف شعرها بحركات يديها، بعد خروجها من البحر . أحزنني استلقاء الرجل ولا أباليته أزاء دعوات زوجته المستميتة لينهض من كسله . سبب حزني أن زوجته شابة جميلة ، تبدو إنها تريد أفهام آخرين كانوا يبحلقون بجسدها ، كأنها تحاول ردعهم بالكف عن...
تجلسُ أمامي ، امرأة جميلة جداً . وحدنا في الترام ، لا أنظرُ إليها ، ولا تنظر إلي ، نراقب تصرفات بعضنا البعض . هي في الأربعين كما أتوقع ، وأنا في الخمسين كما مثبت في جواز سفري . هي لديها زوج وأولاد وبنات كما أظن ، وأنا لدي زوجة واولاد وبنات كما أعرف . الترام ذاهب الى آخر محطة . تجاوز منطقتي...
عندما عدتُ من الأسر ، بعد عشرين عاماً ، علمتُ أن أمي ألتحقت بأبي في وادي السلام ، وتزوج أخوتي الثلاثة الأصغر مني ، توزعوا على الغرف الثلاث في بيتنا في مدينة الحرية شمالي بغداد . كنت أتصور إنهم سيفرحون بعودتي ووجودي بينهم فرحاً كبيراً وإنني عدتُ كأخ كبير لهم بعد معاناة مميته أمضيتها هناك في سجون...
بينما كنت أراقب هبوط الأشجار الى الوادي، وأنا أتأرجح داخل السيارة التي صعدت بنا مرتفعات الجبل الذي يحاذي مدينتي ، وجدتني أتلفت ، بغير هدف ، الى الصديق، الذي أوكل اليّ مهمة أنسانية . أستفهمتُ منه ، عن طبيعة العمل الذي سأقوم به ، في مزرعة المشمش . فأكد لي بأنني أفضل من يقوم بهذه المهمة ، بسبب صغر...
تزدحم الصالة من أول العصر وحتى منتصف الليل ، بكبار السن والشباب والفتيان والأطفال تأتي بهم أمهاتهم يصم آذاني صراخهم لخوفهم من منظر " السرنجه " . أنا مولع بزرق الحقن. منذ صغري. حلمت كثيراً أن أكون مضمداً. ولهذا الحلم حكاية سآتي على ذكرها فيما بعد. المهم إنني نجحتُ بولعي هذا من تمضية خدمتي...
في القطار الصاعد الى أنقرة ، لاوجود لمقعد شاغر ، أكتظاظ يشبه ما قرأناه عن حشر يوم القيامة . بصعوبة جلستُ على أرضية القطار قرب فتاة صومالية، ترتدي الجنيز وكنزة صوفية رمادية ، كانت جالسة على حقيبتها الكبيرة . في البدء تصورت أن أحدهم سينهض من مقعده ويجلسني توقيرا لكبر سني ، غير أن لا وقار يمكنك...
تغلق باب الشقة خلفها، كل يوم ، من دون أن تخبره إنها ذاهبة الى التسوق . وهو أمر لايثير قلقه كثيرا ، أعتاد الإثنان ، على تمريره بينهما ، ومن غير أن يعكر الزوج مزاجها ليطلب منها الإستئذان قبل الخروج . فهما يعيشان في دولة أوروبية مع أبنهما ، وليس في العراق ، كي تخبره كل يوم الى أين هي ذاهبة .
بعد أن...
صرت حارساً ليلياً في مزرعة تملكها سيدة ألمانية، قيل لي إنها تمنح مبلغا جيدا، فضلا عن توفير سلة غذائية أسبوعية لي ولعائلتي من منتوجات المزرعة، ويمكنني أرسال هذه السلة الى عائلتي عند الأستراحة اليومية خلال الـ 4 ساعات التي آوي فيها الى منزلي ما بين الساعة الثالثة والسابعة مساء.
قبلت بهذه الوظيفة...
أزاحت المرأة الاربعينية ستارة النافذة في غرفة زوجها الذي ينام فيها على فراش المرض، فتسلل ضوء الصباح اليها ، غرفته تطل على الحديقة المنزلية والشارع العام، كان يبدو على الزوجة القلق وهي تنظر الى باب البيت الخارجي، كأنها تنتظر مجيء أحدٍ ما ، بينما يتابع زوجها أخبار الوطن المنكوب عبر شاشة التلفاز،...
أكتب مذكراتي، كل يوم ، بعيدا عن أنظار زوجتي، التي أخذت ، تغافلني هذه الايام لتقرأ بعض ما أكتب . حتى وجدتها أمس الأول مكفهرة ، غاضبة ، تضع أواني العشاء على الطاولة بعصبية . أعرف ، منذ ثلاثة عقود، تقلبات وجه زوجتي ، ومن النادر، ونحن على المائدة، أن تظهر غضبا حتى لو كان مكتوما ، كتلك الليلة . أحب...
لا أحد يعلم كيف تمّكن " جبار " من دخول بيت متصرف اللواء ، ليعمل خادماً فيه، معززا مكرما من قبل السيد المتصرف ِوالسيدة زوجته البيضاء التي جلبها من بغداد، حيث بدأت تظهر على ملابسه ووجهه علامات النعمة والبحبوحة .
يُعرف جبار بأنه شخص خصي، كثير الكلام ، يغدق عليه آهالي المدينة بما تيّسر من المال...
قررتُ هذا اليوم بالذات, أن أعرف لماذا ينظر هذان الشابان إلى بابِ بيتي، في وقتٍ لا أجد فيه أي مبررٍ لذلك ! إذ إنني لا أسمح لزوجتي الفاتنة الاقتراب من الباب، لا أسمح لها بالخروج ابداً، مادمت أقومُ دائماً بواجباتِ التبضع اليومية.
تركتُ زوجتي، مثلَ كلّ يومٍ، في عالمِ المطبخ وصعدتُ إلى غرفتي لأمارس...
دخلنا في الأنذار ،
نحن حماية الرئيس ،
ذلك لأن محظية أوكرانية ستدخل القصر بعد قليل .
لا أحد منا كان يعرف أين تقع أوكرانيا ..
نحن ملحان قادمون من أطراف القرى والأرياف البعيدة .
أكثرنا رشداً يشعر بالقلق ، لايهدأ له بال ،
توارينا في أمكنة يجب الا ترانا فيها تلك العاهرة الأوكرانية
شمس الغروب تنزوي...