كلما أدخل غرفته ، يدير بوزه الى الجهة الآخرى ، وعندما أقول له " السلام عليكم " يرد ببرود وأشمئزاز ، بكلمة نافرة لا تحمل إي معنى " سلام " ، فأخرج من الغرفة بسرعة ، ذلك لأنني خجول و " معيدي " لايقبل لنفسه أن تثلم كرامته بهذه الطريقة المشينة . حتى جاء اليوم الذي وجدتُ فيه نفسي قادرا على الإنتقام من...
نسي وزير الدفاع ، أن يقبّل ( الكاولية ) ، مثل كل مرة ، عندما تدب الخمرة في دمائه ، وهو يريد الذهاب الى غرفة القيادة ، لادارة العمليات العسكرية ضد العدو الايراني. ولما صعد سيارته المصفحة خارج الخيمة التي يجلس فيها عازفو الكاولية المحبوبة ، قال لهم " ابعثوا عليها أحب أن أبوسها " فجاءت تركض...
تسقط صورة "مديحة كامل" من جيب حُميد الذي كان يرزح تحت ضربات الجلاد في سجون الرضوانية، ينبهر الاخير ، بصورة الفنانة المصرية المغرية ، يلتقطها بإصابعه الخشبية ، ينظر إليها بتمعن، يقلبها على ظهرها ، وهو يرفس حميد ببسطاله العسكري ، صورة بحجم كفه ، ثم يسأله هل هذه زوجتك يا ويل ، وفي لحظة صافية في عقل...
يعمل مدلول محيبس عامل خدمة يقدم الشاي وينظف المكاتب في الفرقة الحزبية ( .. ) ، ذات يوم سمع كلاما خطيرا بشأن زوجته بدرية ، سمع الكلام من مسؤول الفرقة يتحدث به مع أحد الرفاق ، من دون أن يعلما بوجود مدلول يقف خلف الباب الموارب .. كان مدلول يعلم ان الرجل الآخر ، الذي يتحدث معه المسؤول هو ابو جواد...
كلما ضاق صدري ، وتوقفت لديّ ، حاسة الجمال والأريحية ، أركب دراجتي الهوائية وأنطلق الى مرقد " السيد برهان " لأجلس في حديقة المقبرة الواسعة ، حديقة غناء جميلة وارفة الظلال ، جذور أشجارها ، اتصورها مغروزة في صدور الموتى ، هناك اتأمل الجمال والطبيعة والبشر الذين يزورون موتاهم . في هذا اليوم ، كنت...
لا أحد يعرف قصة هذه السيدة التي نصبت خيمتها عند باب أحد مقار الوية المشاة ، طلب منها أحد الحراس بالإبتعاد عن مدخل الباب ، وقال لها أخاف أن يعاقبني الآمر إذا شاهدك جالسة هنا فقالت " يمه آنا زاحمتك على لكمتك " . وعندما مرت سيارة آمر اللواء خطفاً ، أنتبه الى وجود خيمة تجلس في داخلها سيدة يفوق...
نقلني آمر اللواء الى الحجابات ، على نهر الحويزة ، مقابل العدو الأيراني بمسافة 400 – 500 مترا فقط .. صعدتُ الى الدوبة ، مكان تموضعي ، فتعرفت الى أشخاص لم أجد مثلهم في حياتي أبدا ، وقفت في منتصفها ، في ظلام الدوبة الحالك ، ، الظلام ضروري لأن المسافة قريبة بيننا والعدو ، ويمكن أن تُرصد اي حركة فوق...
يجلسُ هوبي هناك على العجلةِ المتروكة ، يطيلُ جلوسه بإنتظار تلك المرأة التي ترتدي عباءة يخرج منها سّاقها البيضاء. لا يعبأ بالناس ، ولا يهتّم به أحد . أمه وأخوته الثلاثة تركوه لإعتقادهم إنّه نصف مخبول نصف عاقل . قال عنه الأخ الأوسط ( وهو نائب ضابط هرب من الجيش اثناء حرب ايران ) إن هوبي سيعقل...
فكت قبضتها عن ذراعي عندما أدخلتني الحمام بعنوة ، وجدت نفسي في الظلمة بعد أن أسدلت الستارة البنفسجية التي تفصل الحمام عن باحة الحوش الصغير .
أرتبكتُ ، هذه هي المرة الاولى في حياتي التي أرغم بها على الأغتسال خارج منزلنا، ولايمكنني مخالفة أوامرها ، كنت صغيرا لا افقه الحياة ، عمري في الثالثة عشر ...
ها هو يتبعها وهي تقود سيارتها ، ترتعش أصابعه على مقود سيارته ، انه ينظر الى تسريحة شعرها ، خرجت من الشقة بتسريحة ذيل الحصان ، لا يدري متى غيرتها بهذه السرعة ، ها هي الان ينساب شعرها الذهبي على كتفيها، يعرف انها نادرا ما تنظر الى المرآة الامامية، ولن تتمكن من معرفة التفاصيل الصغيرة في السيارات...
صعدنا الباص ، أنا وهي ، باتجاه البصرة ، في واجب صحفي . أنا المحرّر وهي المصورة ، هدفُنا ، نقل ما خلفتّه حرب السنوات الثمان على هذه المدينة ، التي شبعت قصفاً وعطشاً وحرقاً لنخيلها وأشجارها وتجفيفاً لاهوارها المتآخمة لضواحيها . أقتنع مدير التحرير بإرسالها معي ، في هذا الواجب ، بعد أن أخبرتُه إننا...
وجدت نفسي ذات يوم أعيش في قلعة محصنة محاطة بسور كبير لايمكن تسلقه ، مغلقة الأبواب على مدار الساعة ، فلايمكن الخروج منها، الا بالارتقاء بمراتب الولاء للقوة التي تتحكم بها ، ثمة في القلعة حجرات عديدة ، فيها نساء ورجال وكان علي أن أعيش فيها سنوات من دون أن أرى العالم كيف يجري خارج سورها ، وكان من...
دخلت المرأة الى المرقد ، كان فارغا ، يندف الثلج منذ الأمس ، فيما يبدو لي إنها لم تنم فيها المرأة ليلتها ، وربما تقلبّت على فراشها كثيرا بإنتظار الصباح حتى تأتي الى هنا ، وسط هذا الجو الرمادي ، حيث يصعب على المرء اجتياز الطرق المغطاة بالثلوج للوصول الى المرقد . جلست المرأة عند رأس الولي المدفون...
تمت بيني وبين أمرأة جميلة سوداء ، مطلقة ، عمرها ( 24 ) عاما ، تعيش مع والدها الذي يعمل وزيرا في إحدى دول افريقيا ، دردشة عبر الفيسبوك ثم عبر السكايب ، وبعد أن تعمقت العلاقة بيننا وجهت لي دعوة لزيارة بلدها ، تصورت أن الامر مجرد مزحة وطرافة ، لكنها حين بعثت لي ببطاقة الطائرة ذهابا وإيابا، محيت...
لدى الارملة البيضاء الجميلة ، خادم شاب أخرس ، هو أبن حارس مزرعتها التي ورثتها عن زوجها ، توفي الحارس قبل سنة بحادث عرضي بعد أن نطحه الثور في بطنه اثناء اقتياده الى البقرة الوحيدة ، ومن باب العطف والحنان وأحياء ذكرى الحارس الوفي ، أبقت الأرملة أبن الحارس الشاب الاخرس في خدمتها .. هل أخطأت حين...