كنتُ أمني نفسي وأنا أتجول في طابق الأطعمة تحت أرضية المول الكبير ، الذي أدمنت زيارته كل يوم تقريبا ، من العثور على " زبدة الفستق " التي طلبتها صغيرتي . لن أستطيع وصف هذا الطابق الا بالقول أن مساحته تعادل نصف ملعب كرة قدم ، فيه كل مالّذ وطاب وبإسعار مدعومة من الحكومة . بحثتُ في قاطع " المربيات "...
في كل ليلة
من ليالي الشتاء الباردة ،
تقلّب أرملة الحرب ملابس فقيدها
وتأخذ ، أستراحة قصيرة ، على سريرها
ثمة أصوات غامضة تتناهى إليها من بعيد
ليس بينها صوت الحبيب ،
غير متأكدة إنه ،
رحل برفقة الفراشات
يغمرها السرير بالدفء قليلا ..
تستغرب أن لا يكون من بينها صوته
تعيد طي ملابسه للمرة الالف
بعد أن...
عندما عدتُ من الأسر ، بعد عشرين عاماً ، علمتُ أن أمي ألتحقت بأبي في وادي السلام ، وتزوّج أخوتي الثلاثة الأصغر مني ، توزعوا على الغرف الثلاث في بيتنا في مدينة الحرية شمالي بغداد . كنت أتصور إنهم سيفرحون بعودتي ووجودي بينهم فرحاً كثيراً وإنني عدتُ كأخ كبير لهم بعد معاناة مميته أمضيتها هناك في سجون...
صعدنا الباص ، أنا وهي ، باتجاه البصرة ، في واجب صحفي . أنا المحرّر وهي المصورة ، هدفُنا ، نقل ما خلفتّه حرب السنوات الثمان على هذه المدينة ، التي شبعت قصفاً وعطشاً وحرقاً لنخيلها وأشجارها وتجفيفاً لاهوارها المتآخمة لضواحيها . أقتنع مدير التحرير بإرسالها معي ، في هذا الواجب ، بعد أن أخبرتُه إننا...
في منتصف العمر ، أقصد الخمسين ، أو قريبا منه ، يصبح الحب مثل المعجزة ، يضطرب القلب ولا يهدأ . شيء عجيب ، ولا كأن هناك خمسين سنة يجب أن يتوقف عندها الصخب والمجون والعبث . عاد القلب ينبض صبابة ، هل يمكن أن ينتشل الحب رتابة إنسان منتصف العمر لتجعله اكثر شبابا نابضا بالحياة ؟ هل يمكن أن يرمى في أتون...
نقلني آمر اللواء الى الحجابات ، على نهر الحويزة ، مقابل العدو الأيراني بمسافة 400 – 500 مترا فقط .. صعدتُ الى الدوبة ، مكان تموضعي ، فتعرفت الى أشخاص لم أجد مثلهم في حياتي أبدا ، وقفت في منتصفها ، في ظلام الدوبة الحالك ، ، الظلام ضروري لأن المسافة قريبة بيننا والعدو ، ويمكن أن تُرصد اي حركة فوق...
لا تثير هذه الأنثى الإهتمام ، مثل باقي النساء خارج المقهى . شكلها عادي ، شعر أصفر منفوش ، باسمة الوجه ، وقلادة فضية على جيدها الأبيض . أما طريقة جلستها ، فهي تضع ساقا على ساق خلف منضدة فوقها كوب شاي ، وعلبة سجائر من دون قداحة ، اضافة الى موبايل تلاعبه باليد اليسرى .وحقيبة نسائية لونها يشبه...
كان علي الذهاب الى أنقرة بقصد تجديد شهادة الحياة في السفارة العراقية . غالبا ما أسافر ليلا ، حتى أصبح فجراً في العاصمة . لم أنم قيلولتي هذا اليوم، أستعداداتي للسفر هذه المرة ليست مضبوطة بسبب أنشغالات جانبية حصلت مع شريكة حياتي وغضبي عليها ، مع تفاصيل أخرى لم تخطر على بالي ، أنتهت هذه الانشغالات...
منذ أسبوع ، وأنا أحب تناول الطعام الخفيف في مطعم معين ، بعد وقت الغروب . بحيث لما أعود الى البيت في العاشرة ليلا ، تتضايق شريكتي من عدم شهيتي لطعامها ، لا تدري المسكينة ، إنني في الحقيقة أتناول طعامي خارج الشقة ليس حبا بالطعام ذاته ، بل بسبب نادلة تقدم الوجبات ترتدي بنطلونا ضيقا أظن كيم كردشيان...
صعدنا الباص ، أنا وهي ، باتجاه البصرة ، في واجب صحفي . أنا المحرّر وهي المصورة ، هدفُنا ، نقل ما خلفتّه حرب السنوات الثمان على هذه المدينة ، التي شبعت قصفاً وعطشاً وحرقاً لنخيلها وأشجارها وتجفيفاً لاهوارها المتآخمة لضواحيها . أقتنع مدير التحرير بإرسالها معي ، في هذا الواجب ، بعد أن أخبرتُه إننا...
قال لصاحبه : يا أخي لم لا تصدقني ؟ أنا رأيتها ولم يخبرني أحد بذلك ، كانت تضع ذراعها اليمنى تحت ذراعه ، تسير معه ضاحكة ، مبتهجة ، كأنما لا تريد الأرض حملها ، كانت ترقص وهي تمشي معه . ها أنت لا تصدقني . من حقك ، تعرف لماذا أقول من حقك ؟ ذلك لأنك أنسان بيتوتي ، أمضيت سنوات غربتك الاربع في هذه...
صدّقتُ جاري العراقي الساكن في العمارة نفسها التي أسكنها ، بأنني يمكن أن أجد عملاً في هذه المدينة الأجنبية التي يشحُ فيها العمل للإجانب . ذهبتُ معه الى المكان الذي يعتقد إنه سيوفر لي هذه الفرصة الذهبية . بعد أن قُلّص الراتب التقاعدي ، وصار أمر بقائي خارج العراق على كفّ عفريت لاسيما وأن الحياة...
تمت الموافقة على تعييني حارساً لمخازن " التبن " في منطقة زراعية قريبة من قصر الملكة الزابيث ، ولم أكن أعرف أن هذه مخازن " أسطبل " الخيول التي تعود ملكيتها الى العائلة المالكة .
هُيأت لي غرفة خاصة بجانب المخازن، فيها كل مستلزمات الحياة ، ثلاجة عامرة باللحوم والألبان والخضار والعصائر الانكليزية ،...
لمحتُ يد الشقراء عن بعدٍ وهي تلوح لزوجها الجالس بجانبي ، كانت تنشف شعرها بحركات يديها، بعد خروجها من البحر . أحزنني استلقاء الرجل ولا أباليته أزاء دعوات زوجته المستميتة لينهض من كسله . سبب حزني أن زوجته شابة جميلة ، توقعت إنها تريد أفهام آخرين يبحلقون بجسدها ، كأنها تحاول ردعهم بالكف عن ملاحقتها...
بعد سنوات عديدة ، روت علياء هذه القصة الى مجموعة من النساء يفترشن دكة بيت أم غايب ، قالت ، إنها في حرب ايران ، قتلت الضابط الذي قتل أخاها التوأم عصام بمدية حادة مزقت أحشاءه وهو يهّم بمضاجعتها . علياء في ذلك الزمن ، كانت جملية ، وجهها مدور سمراء ، تحب قص شعرها مثل عصام حتى لتبدو مثله حين ترتدي...