محمد مزيد - وزير الكاولية.. قصة قصيرة

نسي وزير الدفاع ، أن يقبّل ( الكاولية ) ، مثل كل مرة ، عندما تدب الخمرة في دمائه ، وهو يريد الذهاب الى غرفة القيادة ، لادارة العمليات العسكرية ضد العدو الايراني. ولما صعد سيارته المصفحة خارج الخيمة التي يجلس فيها عازفو الكاولية المحبوبة ، قال لهم " ابعثوا عليها أحب أن أبوسها " فجاءت تركض بخلاخيلها وثوبها المفتوح من جهتي فخذيها ، كانت لديها ورقة صغيرة بإسم جندي وعنوان وحدته العسكرية، تريده ان يُنقل من الحافات الامامية للجبهة الى أحد المقرات في بغداد ، وقبل أن يبوسها ، أعطته الورقة وقال لها " يأمر أمر الحلو " ...
في اثناء توجهه ليقبلها ، وهو جالس في السيارة ، مد يده الى صدرها ليقرص نهدها ، أبتعدت قليلا ، في لحظة زهو وغرور لا تعرف " الكاولية " من أين أتتها الجرأة لتفعل ذلك ، صار الوزير عصبيا ورفض ان يقبلها بعد أن مدت بوزها له وشرعت نهديها ، تصورت إنها كانت تداعبه ، وتتدلل عليه مثلما فعلت ليلة امس في الفراش، حينما أهتاج وصار يتذلل وهو يزحف إليها عاريا على ركبتيه . لم تعجبه حركتها الاخيرة وشعر إنه جرح في صميمه ، خصوصا وأن الحماية كانوا واقفين يتفرجون على مشهد مد بوزها وفتح ازرار ثوبها من الاعلى لتظهر نهديها ، فقال للسائق بصوته الخشبي " اطلع زمال " ، أنطلقت سيارة الوزير ، أججت خلفها موجة من الغبار في الارض الزراعية العائدة له والتي نُصبت فيها خيمة الغجر قبل ايام .
وضع ورقة عنوان الجندي في جيبه وهو يغلي . ولما وصل الى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة ، أتصل أحد الضباط الكبار ممن يعمل ضمن طاقم الوزير بقائد فرقة وطلب منه تنفيذ أمر ، أرتبك قائد الفرقة في شرق البصرة ، وأمر بإحضار الجندي فورا الى مقره .خلال ساعة جلبوه أمامه ، ثم أصعدوه في سيارة لا ندكروز مخصصة لنقل الضباط من درجة مقدم فما فوق ، وأنطلقت به الى خلفيات الفرقة . لا يعرف الجندي قريب الكاولية ، ما الذي جرى له ، ولماذا حصل له كل هذا التكريم والتعظيم لشخصه المتواضع ، أراد أن يسأل الملازم الذي يرافقه وهو جالس بجانب السائق ، لكنه خاف من العواقب ، تذكر أن أمه وهي أخت الكاولية ، طلبت منه قبل أسبوع أن يترك لها عنوان وحدته العسكرية ، ولما سألها عن السبب قالت له " خالتك " ستتوسط لنقلك الى بغداد "، لكنه لا يعرف لماذا تم نقله بطريقة تبدو له غريبة ، فيها من التعظيم والاجلال . يعرف أن خالته ، لديها معارف كبار في الدولة وخصوصا ضباط الجيش ، ولكنه لا يسطيع أن يستوعب أن يصل بها الأمر ، تجعل أمر نقله ينفذه قائد فرقته وهو مرتبك وخائف من الاعلى .
وصلت السيارة التي تقله الى الخلفيات ، ولكنه لاحظ أن لهجة الضباط الذي يرافقه ، تغيرت . قال له أبقى في مكانك واقفا هنا قرب باب السيارة ، وصاح على الانضباط ، قال له امرا ، فأخذ جندي الانضباط بذراعه وساقه الى غرفة معدة لتكون مثل السجن .
في الصباح أقتادوه مع بعض الجنود الذي عرف منهم خلال الليل إنهم هاربون من المعركة الاخيرة التي جرت في شرق البصرة على نهر جاسم ، بدأ قلبه يرتجف ، كانوا سبعة جنود ، وثقت أياديهم من الخلف ، وعصبت عيونهم ، وأوقفوهم أمام حفرة معدة لغرض دفنهم بعد تنيفذ أمر الإعدام بهم .
في الليل ، وفي خيمة الغجر ، بعد الرقص والغناء وشرب الخمور ، أنفرد الوزير بصديقته الكاولية ، وأخذ منها وطره ،ولما سألته عن أبن أختها الجندي في شرق البصرة ، قال لها ، أظنه صعد مع الشهداء الى الاعلى .


[HEADING=3][/HEADING]





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى