كان معها على موعد، متى؟ لا يدري، ولكنه ينتظره في أي وقت شاءت، يضبط عقارب ساعته وفق دقات قلبه المتسارعة، يستعجلها حينا ملتمسا لها الأعذار، ويستمهلها حينا آخر حتى لا يستحوذ عليها الإجهاد، أو يعرقل سيرها أو يعطله البعاد، يمسك هاتفه بكفه الأيمن يقلب فيه باحثا عن رقمها، أو متسليا بمحادثاتها التى دارت...
هذا على خلاف للمقولة السائدة، "وراء كل رجل عظيم امرأة" ومكمن الخلاف في تغيير غريب طرأ على المرأة في عصرنا، انتقلت فيه من إنكار ذاتها لذاتها، وإثباته في المحيطين بها، فكان خير تمثيل لها ولكيانها، إلى حب الذات وتفانيها في إبراز ذلك حتى لو على حساب بيتها وأبنائها ومن قبل ذلك كله شريك حياتها، فهي لا...
الإيمان بدين معين ليس بالأمر الهين، ولو كان الأمر كذلك مابعث الله أنبياء ورسلا لهداية الناس إلى صراط الله المستقيم، وعضدهم بآيات ومعجزات دالة على صدق دعواهم، وخاضوا معارك فكرية وعقائدية ضارية، وعسكرية طاحنة؛ لتبديد سحب الضلالة، وبزوغ شمس الهداية، وإحلال نور اليقين محل عتمة الكفر والغواية ،...
ـ يراه البعض من سوء الأدب، ولا يدرون أنه قد يكون من حُسن الطوية، وسلامة النية، وحسرة لما بدا من ظواهر كانت مخفية، ومقادير صاغها الغيب، ونزل بها القضاء فرضا على البرية، فيقلب الضاحك كفيه تسليما آنيا، عجبا ممن تجاهل وغفل عما قدر لأمم عَلت وتجبرت ، فباتت نسيا منسيا، وأخرى آمنت وارتقت فصارت في...
هي أمل كل سالك أو مريد، وغاية كبرى يسعى إليها كل ساع مهما كلفه ذلك من جهد، وبذل، وتضحية، بغرض تأمين مجرى الحياة، وتوقيع امتيازات ممتدة، ومراتب مرتقبة، ودرجات متصاعدة يعلو بها في سلم المجد، ومدخل مشروع لحياة هادئة مستقرة، هذا ما كان معهودا بين آبائنا وأجدادنا، وربما بين طائفة من جيلنا، كان العلم...
تلك الكاميرا التي ترصد مواقف وطرائف، وتسجل على الناس سجاياهم دون أن يدروا، ويستغل فيها عنصر المفاجأة حتى لا تخرج مصطنعة أو مزيفة، في حين يكون السيناريو مزيفا مصطنعا ذا حبكة درامية مكذوبة.
وظهور الكاميرا، أو الكشف عنها يربك الواقفون أمامها، ويلبسهم قناعا افتراضيا يتناسب وطبيعة العمل أمامها،...
إن أشد ما أهمني وأحزنني ما وجدته من خريجي كليات التربية والآداب شعبة اللغة العربية والدراسات الإسلامية ـ على حد زعمهم ـ أثناء المقابلة الشخصية، وقد اعتدت أن أبادرهم ببعض الأسئلة التي تكشف عن جوانب الشخصية، وقدر تحصيلهم وثقافتهم التي لا تخرج عن إطار التخصص، فوجدتهم خواء، فهم لا يعلمون القدر...
ظل الخوف من الناس ومن كلامهم هو الرادع الأول عن الوقوع في الخطأ، فتلوكهم الأفواه، وتفضحهم الأسمار، وتلاحقهم النظرات في الغدو والآصال، فترتعد فرائسهم، ويفرون منهم فرار الفريسة من قانصيها، يهيمون على وجوهم دون تحديد اتجاه يضمن لهم النجاة.. وشريعتهم في ذلك العرف والعادات، إذا أخطأ فيهم الشريف آزروه...
المساواة لفظ عام يطلقه عامة الناس على عواهنه ويتشدقون به دون إدراك مغزاه،وكنه معناه ، وقد يظنه البعض حقا وهو ليس بحق ،فالمساواة قد تكون في التكاليف الشرعية ، والواجبات الوظيفية والاجتماعية ولكن نظمها المولى جل وعلا في حدود فيها صلاح أمر الإنسانية، وجعل لكل جنس حقوقا وعليه واجبات ،تكفل الله...
للإنسان عالمان، عالمه الواقعي المعاش الذي يصطدم فيه بالحياة ومشكلاتها، ويعاين ويخالط فيها أصنافا من الناس شتى شريفهم ووضيعهم، غنيهم وفقيرهم..يحاول من خلال هذا الواقع الحكم على الناس وتكوين رؤية سسيولجية لها .
وعالم آخر افتراضي يحلم أن يعيشه بالفعل ،وهذا ماتنبه إليه الفلاسفة قديما ،وتخيلوه في...
اعتاد مرتادو معرض الكتاب- ذلك المحفل الثقافي الكبير الذي يحوي جواهر الفكر، ولآلئ الحس - على اختلاف ثقافاتهم أن يعدوا عدتهم ليقضوا يوما كاملا أو أكثر بين أروقته، وحملوا في أذهانهم بعض العناوين التي هي أسئله في الأصل تبحث عن إجابة شافية تشفي غليلهم البحثي، وتروي ظمأهم المعرفي ،فيكون بمثابة الغرس...
مصر ذلك الكيان الذي يحتوينا بين جنباته، يؤثر بالطبع فينا بما يحمله من جينات وراثية ومناخية وبيئية وحضارية، ونؤثر فيه بما نحمله من طباع وسجايا، ومن ثم يحدث التطابق الطبعي والطبيعي بين المحتوى بما حوى، فلايمكن الفصل بينهما ، لذا مصر ليست مكانا نسكنه، ولكن كيانا يجمع مابين الأرض ومن يسكنها ،...
كثيرا ما يتمنى الإنسان أشياء، تلزمه همة وعملا دؤوبا، وتكلفة وقتًا وجهدًا جهيدًا، بغرض بلوغ الأمل، ويمنّي نفسه الأماني ليصبرها، ويرى الأمل بازغا مد بصره، ويلوح له في أحلامه بأنه ملك يمينه، فيستبشر خيرا، ويصحو من نومه يلتمسه، ولوباع في سبيل ذلك زهرة شبابه، أوضحى في ذلك بسنوات عمره، جاعله هدف...
♡ لونان متضادان، ومؤشران للخير والشر، يحملان دلالات الفطرة، ويعبران عن وضوح الرؤية من عدمها، بعيدا عن طيف الألوان وتعددها، وخداع البصر وزيغه، يراهما البعض عودة للوراء لما خلفته الأزمان، وجسدته كلاسيكيات التعبير والعدسات، ويصورهما البعض الآخر دفء المشاعر وواقعية الإحساس، فلما اختلط اللونان واتحد...
🌏 أخذ بسطاء الناس في العقد الأخير من القرن العشرين يرددون مقولة نهاية العالم، ويتناقلون أخبار مغلوطة، وخرافات مدسوسة مبعثها تراث ساذج، راويه ( أمنا الغولة)، وسنده سدنة الجهل، ومتنه تمائم غير مفهومة أو غير معقولة يؤازرها غيب مجهول غير محسوس ولا ملموس، فإن تعرضوا لعاديات الزمان، أو حزبهم بهتان...