حاتم السيد مصيلحي - بمناسبة معرض الكتاب.. الثقافة بين عصرين (الرقمي والورقي)

اعتاد مرتادو معرض الكتاب- ذلك المحفل الثقافي الكبير الذي يحوي جواهر الفكر، ولآلئ الحس - على اختلاف ثقافاتهم أن يعدوا عدتهم ليقضوا يوما كاملا أو أكثر بين أروقته، وحملوا في أذهانهم بعض العناوين التي هي أسئله في الأصل تبحث عن إجابة شافية تشفي غليلهم البحثي، وتروي ظمأهم المعرفي ،فيكون بمثابة الغرس الذي إذا أثمر وأينع أضاف إلى المحصول المعرفي مايسد نقصه، ويعلي فرعه.

ويقع الباحثون في مأزقين :أولهما:المأزق المادي وهل سيستطيع أن يوفي عناوينه وتقر عينه بامتلاك روافدها، وحيازتها من عدمه؟ أم ثمة عائق مادي يقف دون تحقيق مراده.
وآخرهما : هل سيستطيع أن يحصل على مصادر الكتب التي عافتها المطابع، ولفظتها دور النشر لارتفاع تكلفة طباعتها، وندرة طلبها ؟! ويبقى أن يهرع الباحث إلى باعة الكتب القديمة الذين اتخذوا لأنفسهم موقعا وسطا بين ردهات المعرض ، لسد الفجوة وزرع الأمل في نفوس الباحثين والمثقفين.

وإن كان البعض يرى أن وسائل البحث الحديثة في ظل وجود المكتبات الرقمية، والمواقع الإلكترونية، والمكتبات العامة المنتشرة ما يطفئ غلته، ويسد حاجته، إلا أن البعض الآخر لايري في تلك المواقع مايقنع ويشبع ،فيظل الكتاب الورقي عشقه الأكبر، وهذا بالفعل مايشعر به كل باحث ومثقف، فتصفحه للكتاب الورقي واصطحابه معه في حله وترحاله، والوقوف على بعض عناوينه، وتدوين بعض الملاحظات التي تعبر عن رأي القارئ فيما يقرأ ،وتوافقه الفكري معه من عدمه، له وقعه الطيب ..ومحصلته النهائية أجدى وأنفع.
وربما يتفق معي البعض ويختلف البعض الآخر فيما أقول، ولكن يبقى الكتاب الورقي أصلا وما عداه فرع عليه .
فهنيئا للمثقفين بعيدهم، والباحثين ببحثهم، وإن لم يبلغوا جل هدفهم.

بقلم : حاتم السيد مصيلحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى