قصة جميلة جداً.. فلعلها نبذة من التاريخ الصائر عساه.. وإن لم تكن ونحسب أن القاص ابتدعها نعم.. فهو فن الحز والتحديد المقطعي.. فرج ياسين حزَّ مقطعاً من حياة إذا ما كانت متخيلة فهي قائمة فعلا وكان قد سحبها سحباً...
وهذا نؤكد عليه أن القصة أيما قصة عبقرية أو ناجحة الاعتبار.. هي كانت بالأعم الأغلب...
المبدع الذي كان قد اتمَّ ادوار تحوّلات تجربته ودخل عالم النضج الكامل بتمامه لها ، كان قد عرف بلا منازع كيف يمد ملقطَهُ الباهر ، ليستجلب الخامةَ الصاحيةَ كالعقيق فيرصفَها في مكانها المحسوب والمقاس وجودياً ،، اذ انّ الوجود والمبدع في وحدة اشتراك لصناعة الخلق الفني المقترح ، فالنص ايما نص ولو هي...
استقصى روحه ذات مرة كان ،، والشاطئ يغازله ،،قلّب اوراقها وجدها لاتُعَدُّ ولاتُحصى ،،كل واحدة تمتص الافلاك ، بشرط منه ومنها حيث اتفقا ، حينها انتبه الغيم فوجد صورته الوردية على راحة يده اليسرى،،
نادى على النمل ساعتَها ،،ما اتى منه اليه الا زعيمه الكبير ونوّابه ،، قال اجلسوا ولاترفعوا شوفاً...
فوق أرصفة الرحيل للشاعر عصام سامي ناجي من مصر
يا سادتي قد سلّموا
تيجان عزتِنا..
لكلِ سفاحٍ دخيلْ
قد سلّموه صهيلَ دجلةَ
لم يعد في النهرِ لا ماءٌ
ولا صبحٌ
ولا قـدْحٌ
وأصداءُ الصهيل.
لكنهم قد زوّروا التاريخَ
واغتالوا النخيلْ
وتنازعوا الوطنَ المُسَجّى
فوق آلاف المآسي
ودِما هابيلُ تنزفُ...