حميد العنبر الخويلدي - هواجس من الحشا.. شعر اعتباري

لعينيك الجميلتين
لظلك الشفيف الاثر
ماشياً أنا ، فصادفني فتحدّثتُ معه
ولولا شئتُها مثلما هي
ماكان للبلبل ان يغرد الساعةَ قربنا
وما كان للينبوع ان يكسر صخرته
ويرسل صافيه النقيَّ
ابتشرت الوردة بشذاها
وبشّرتْ به
فكان من كلامك المشتعل فانوس وأُجاق
وكان من جيوب الشوق لنا كل الاحمر والازرق
وصورة اللهب الناري
عجيبةً يراك قلب هذا المحب
فيسكنَ الخلا والفلا
عوى من وحشته كالذئب الى آخر ليلته. خالياً وفاضه ، ولا من رياشٍ ولا من كِسرة خبز
صلى بدموع متهجد من المهابيل الفضلاء
انحنى فانحنت شجرة الآس معه
اقام فاقامت
اخذه الدهش المريب
واللأيُ العجيب
تعالي واكتبي على وجه موجة
شاغرة الرِّكض الى حضن شاطئها
اسمَهُ ، فلعله تعوّد ينحت من تذكرات
الوصال كتاباً تراثياً عتيقا
نواه على رُقْمٍ من الحجر القديم
اقتناه مختوماً ببصمة ابهام الملوك
فلأنّه لك
ولأنّه العشق الاخير حتماً
انصرفي فالباب مفتوح
انصرفي من كهانات البعد والمستحيل
تجديهِ كالشبح ذابل الشفتين شعث الاهاب
والذاكرة
واقفاً مرّةً في باب الشام المقوّس واخرى
بعكاظ القديمة شمَّ التراب وبكى
ومرات على سور بغداد معتكفاً
ولكن ،حين تسائليه
يبشّر بالقمر ...

حميد العنبر الخويلدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى