علي حزين

سامحها الله.. رفضتني .. مستحيل .. أنا أُرفض .. مِن مَن ..؟.. من هذه ..؟! أهكذا ..؟!.. لا أُصدق .. عقلي يكاد يُجًن ...؟!!.... كيف ..؟.. ولماذا..؟. ولما .. ؟! .. لا , لا , هذا غير معقول .. !!.. لابد في الأمر شيء .. بالتأكيد هناك شيء ما .. جعلها ترفض هكذا .. أكاد أُجّن ...؟!.. ألم يتهلل وجهها...
أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً .. ولم تضعف .. بل واجهت الحياة .. بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود...
أرسلت الشمس ترنيمة الحياة فوق النافذة الزجاجية .. طرقت بدفء علي الفتنة الناعسة .. فاستيقظت .. مدت عينيها علي ساعة الحائط .... ــ يآه الساعة الثامنة ...؟!. نفضت نومها .. بهستيريا .. تطوف بين مثلث الدولاب , المنضدة , غرف البيت القديم , الذي جاءه قرار إزالة في الشهر الماضي , فرغت من إصلاح ملابسها...
عهدي بها وهي تعمل بالسكة الحديد وديعة .. طيبة , رقيقة , مهذبة , هادئة الوجه , بيضاء , عسلية العينين , ملفوفة القوام , وكأن عظامها من خيزران , ناعمة الصوت , والملمس , حلوة الطبع , حسنة الخَلق , والخُلق ... أتذكر وأنا طفل صغير .. كانت تلعب معي .. تجري خلفي .. وما أن تلحق بي حتى تضمني بين ذراعيها...
قالت ... ذات مساء ... وانبعث الدفء من جوف البيوت ودخان الحطب .. تصاعد في جو السماء .. يوم ميلادك ... هطل المطر ... غزيراً ... وانطفأت الأنوار ... واشتد البرد ... وكانت تلك الليلة ليلة عيد ... وهناء ... قلت ... يا ليتني لم آت إلي هذه الحياة . ولم ألد ولم...
رأيت فيما يرى النائم بأنكِ فراشة بيضاء حطت على سريري بغلالة حمراء نهد نافر وفم يلثغ بالراء * رأيت فيما يرى النائم بأنكِ نجمة في السماء نزلت في صورة امرأة شقراء , هيفاء عليها وشاحٌ من نار وأنا أتلمس الدفء في الشتاء * رأيت فيما يرى النائم بأنكِ زهرة من قرنفل ومزارع من الياسمين وحدائق فل , وقطعة...
(1) صديقتي .. كُفي عن هذا الهراء فإني علقتُ ذاكرتي القديمة .. فوق المِقصلة , والذَّارِيات .. وفوق سَنابك الموريات .. وأهدابِ الطير .. والعاديات .. مَشدُودة بخيوط الفجر المُستباح .. على أعتاب الحانات .. الراقصات .. والأقصى جريح ..... (2) معذرة...
الثكنات الهندسية الشكل تبدو رائعة والسيارة تسبح في بحر الشارع تطوى الحقول الخضراء على جانبيها , والبحر أمامها يقترب , والشمس عذراء تتستر خلف الغٌلل البيضاء وتطل من بين الأغصان , وكان الهواء النقي يضرب وجهي بعنف , ويعبث بمعطفي الرمادي , ويخبط شعري , والشوارع المتسعة هادئة جداً تلهو فيها الشمس...
كنبت شيطاني رأيته , ظهر فجأة في المكان .. متكورا تحت الكبرى الجديد .. بجواره كومة مغطاة بجوال قديم , متسخ , بال .. يعلو شعر رأسه الملبد بالعرق والتراب وحومة من الذباب .. ثيابه متسخة مهلهلة , أشعث , أغبر, رث الثياب , والهيئة .. يبدو في العقد الخامس من عمره .. غائر العينين , نحيل العود , أسمر ...
"1" حين تأتي إلى دربنا .. يطير الخبر.. ينتشر .. فتنشق الأرض عن اناس لا اعرفهم ... قالوا بأنهم أقاربها... وبأنهم كانوا يوما أحباؤها... وبأنهم كانوا جيرانها... وبأنهم كانوا ... وكانوا ... ولا أحد يعرف شأنهم ... وشأنها...؟ " 2" حين تأتي إلى...
علي الرغم من مرور سبعة أعوام عجاف، إلا أن كل شيء هاهنا ما زال يحتفظ بمكانه ورائحة عبقه الأسطوري ... ماكينة الحج "أحمد ".. مازالت تروي حقول القمح الشاسعة , المترامية الأطراف , والتي تكاد تلتصق بالأفق البعيد .. كم أعشق طنينها الضارب كبحر من الشعر الجميل , والنخيل المهتز للريح , كعروسٍ راقصةٍ فوق...
في صبيحة ذلك اليوم .. خرج مستعجلا من البيت.. علي غير عادته .. يتأبط حقيبته الرمادية .. يقف في نفس المكان .. ينتظر الأتوبيس الذي يقله إلي العمل .. كجزء لا يتجزأ من روتينه اليومي .. واقفا ينتظر حتى يفرغ النازلون.. فهو لم يعد قادراً علي المقاومة.. فجسمه النحيل يعجز علي دفع تلك الأجسام الضخمة ...
ذات غروب والشمس كانت تفرش ملاءتها البرتقالية في الغرفة .. وبينما أنا وصديقي في وضع استرخاء علي الحصير رأيت صاحبة النظرات المتلصصة علينا, منذ وصلت إلي الغرفة , فتاة في ربيع العمر, لا تتجاوز العشرين من عمرها , لكن جسدها ينم عن أنوثة طاغية، ووجهها مخملي، قفزت مسرعاً لأغلق الشرفة فرمقتني بنظرة حادة...
1 يا سيدتي , يا سيدة الزهر البَرِّيَّة يا أيتها الملكة " العشتارية" دعيني أفتش عنكِ دعيني لعلي أجدكِ ,عند خط الاستواء أو بين أسراب الطير المهاجرة أو في المدن الاستوائية حضرٌ وبادية , رائحةٌ وغادية جالسة , متسربلة بالنجوم العالية ومتحلية بالأنوار الزاهية امرأة من نورٍ ونار أبحث عنها في...
ظل واقفاً منتظر الأوامر..عدّل من هندامه .. رفع أسه.. وانتبه .. من جهة اليمين .. كان الصوت .. جهورياً .. كموج البحر الهادر.. لم يلتفت اليه ... ــ أُرقد ..!! لم يفكر.. نسي كل شيء .. إلا كلام المُعلم .. وهو يشرح له خطورة الموقف الذي هو واقف فيه .. دارت الدنيا برأسه.. نسي حبيبته..وأمه, وأبيه ...

هذا الملف

نصوص
154
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى