عبدالله جعيلان

النصُّ مضاجعة لوحة غالباً ما كنتُ أراوده، وأتبعه كظل له أو كقرين, لا أعرف بالضبط ما كنتُ أصلاً! سوى أني أردتُ التحرر من تلك التراكمات التي تُحيط بيّ. كنت أطارده إلى كل مكان حتى يضرب رأسه، مرة استيقظ منتصف الليل، همَّ قدماه؛ كي لا يتبول على نفسه وتجلس هي الأخرى توبخه، هكذا هم...
القصة مضاجعة لوحة غالباً ما كنتُ أراوده، وأتبعه كظل له أو كقرين, لا أعرف بالضبط ما كنتُ أصلاً! سوى أني أردتُ التحرر من تلك التراكمات التي تُحيط بي. كنت أطارده إلى كل مكان حتى يضرب رأسه، مرة استيقظ منتصف الليل، همَّ قدميه؛ كي لا يتبول على نفسه وتجلس هي الأخرى توبخه، هكذا هم المُسنون...
المجموعة القصصية (رقص القدم الثالثة – الصادرة عن دار نورسين - 2022) للقاص الشاب عبد الله جعيلان تستدعي طرح أمرين عنها، الأمر الاول دراسة بعض نصوصها من خلال منهج الحركات الذي اجترحته أنا في كتابي (السقوط والصعود في القصص الشعبي " نحو منهج لدراسة القصص الشعبي"(الصادر عن دار الشؤون الثقافية العامة...
ثلاثة مفاتيح هي بمثابة منبهات تمتد في ذاكرة المتلقي لنمو الحدث في تدليل جديد (الرأس الذي طار / الاخر المدفون حيا / قطع الكف / الكف الذي بقي شاهدا على مجريات القصة) هنا يرمي القاص عينه في مساحات مختلفة من طابور نكبات التاريخ ويعود بها ببلاغات اداركية تزاوج بين الفلسفي والمعرفي والايديولوجي...
فكرة التجريب ممارسة مختبرية يمارسها القاص عل شكل من الاشكال القصصية سواء كان التجريب في الموضوع او التجريب في التقنية في اضفاء الشعرية او الفنتازيا او قد يلجأ الى الترميز او الرؤيا ، دعوة الى الجديد يصحبها خرق للقواعد الخروج عن المألوف وطرق تعبيرية اخرى تتناسب والانقلاب الذي حدث في العالم...
المقدمة التنوع في الكتابة ضمن مناهج السرد القصصي يعطي مدلولات واسعة من خلال التحليل الواقعي للحكاية وتلك الانقلابات الفكرية المجردة من حيثيات التفكر ..فترى القاص عبدالله جعيلان يجود لنا ماسطره قلمة في سرد الحكاية الدرامية التي تخضع إلى وقائع مختلفة لأغراض وضع الأفكار الجديدة المقرونة بتماسك...
بين ثنايا الروح هناك روحٌ تبكي لاتعلم مماذا تشتكي من قلبٍ قد سُلب فؤاده من جسدٍ خاوٍ متعب قد يصلح للناي عتابه من جوعٍ قد نهش ثيابه من ديانٍ يطرق بابه من وطنٍ تنهشهُ أناسه من وطنٍ يغرق بعذابه من سترٍ قد سُلب حجابه من عينٍ لا تُبصر رمشاً من حلمٍ قد أوعدم صبحاً من عَلَمٍ قد رُفع...
بعد رحلةٍ شاقة، قد جابت أربعة عشر تقاطعاً لمدينة بغداد، عادت مع اختفاء الشمس، لخيمتها التي تتكون من أربعة أعمدة من الخشب، مغطاة بصورة دعاية انتخابية كبيرة. جلست "مينا" وهي تعصر قدميها المتورمتين: _آه... متى ينتهي هذا الألم؟ تُخرج من تحت الوسادة صورة والديها، تعانقها بشدة! وهي تحدق بالسقف بعيون...
بين زحمةُ الباعةِ المُتجولين، - أمسكوه - أمسكوه خمسة رجال، يركضون بعضلاتٍ مفتولة، وملابسٍ سوداء بهرواتهم يضربُ احدهم صندوق الخضار صائحًا: - أين ذهب؟ - انهُ لِص ماكر! كان الخوف يسرقُ أللسنة المُتجولين! يطأطئون برؤوسهم: - من هؤلاء؟ - هم أحد رجال الشخصية..! يفزعُ آخر: - يبدوا انهم...
من أين...... أسافر أليك من أين ..... حينما أشرئب الفراق وغممت الوجوه بدتُ أستجدي ملامحي معانقاً قدمي الثالثة تسلقتُ نفسي باحثاً عنك بين طيات ذاكرتي ورسائل العشق خلف أسوار النجوم وسمار المحطات أستنشق أثرك مستأنساً صوت القطار من أين..... أناديك من أين..... هزني أيها الريح فأنا شجرة عاشقة...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى