أشرب القهوة حُلوةً،
لكنني أشرب الحياة مرّةً.
هكذا ،
دفعةً واحدة،
أعطيها حقها في المعنى،
وتعطينا درساً في المرارة يا قلبي!
كل الطرق لا تؤدي إلى روما؛
كانت اشاعةً في فمِ شامتٍ،
كانت رائحةَ خبز في أنوف الجوعى،
وكانت درسا لعيناً قاسياً،
تأخذ فيه العمرَ؛
لتعلّمك "مجاناً"!
إنّها تسحقُ أقدامكَ ،...
إنّي لممتنّة على ما خلقهُ (مورياك) في هذه الرواية، لم يكن ذلك مجرّدا عن معاناة المُدرِك أو عشوائيا، ولم تكن بطلته همجية وأمّية أو فوضوية، بل كانت ذكيّة بالفطرة وقارئة جيدة ومصغية بسليقتها للطبيعة البشرية، فهي تغوص في داخلها وتحلّل ما تختاره وتهيئ النتائج التي تريدها، كما تعرف كيف تتعامل مع...
أنا امرأة عراقية
هذا يعني أنني أكبر بالجمر لا بالعمر،
أنني اؤمن بالدمعة في الشمعة،
بالتنهيدة في التهويدة ،
بالسكّر الذي لا يذوب في الشاي،
وبالشاي المغلي في الصيف.
بحلاوة العمر القصير للفرح،
بالترقّب المرّ الذي يسمّم الايام ،
وبالساعة البيضاء والسوداء!
أنا امرأة عراقية،
لذلك ..
أنا مدرّبة على...
حدّثتْني الريحُ عن حريق قريب،
عن كوخ يشتعل في قلب سمراء ،
عن ضفّة تنام قربها،
وكفّين صغيرين لا تتقنان انقاذ صاحبتهما.
حدّثتْني ..
عن جمرتين في عينيها،
ووردة ذابلة في يدها.
عن حذاء عالٍ؛
ورغبةٍ مكسورةٍ بالسير .
عن قرطين يشتعلان من الحنين،
وطوقٍ سيقتله الانتظار ؛
كما لن تقتلها النار.
سيقتلها سكونُ...
منذ شهرين كنتُ قد عزمتُ على قراءة رواية (كاتيوشا) للروائي المصري (وحيد الطويلة) ، الحقيقة أنني كنتُ قرأتُ ثلثها الاول لمرتين ثم هجرتُ الرواية في المرتين، رغم أنها كانت تجذب القارئ بطريقة دوار البحر حين يجذب البحرُ الواقفين على حافّته، لكنني كنتُ أحاول التمهّل في تلقّي الدفعة الاولى من مشاعر...
(بدون معرفة اللغات تشعر كما لو أنه ليس لديك جواز سفر). انطوان تشيخوف.
لمّا كانتِ اللهجةُ تمثّلُ لغةَ القومِ فإنّها جواز سفرهم، وهذا ما تلمّستُه وأنا مسافرة في القطار المجازيّ لـ(كتاب الدارمي) من محطّة الى اخرى، أعبرُ نحو المحطّة الصحيحة حينا وأنزلُ في المحطّة الخاطئة حينا آخر فأبحث عن المعنى...
في قصّةٍ..
كُتِبَ الغرامُ الرائعُ
أبطالُها: بنتٌ وصبٌّ خادعُ
كان الهوى بين الاصابع آمناً
فتفرّقتْ في لحظتين أصابعُ
البنتُ كانت تطحنُ الأيامَ
مثلَ صغيرةٍ
في خافقٍ يتسارعُ
ما كان في مصباحِ عينيها
سوى قرصِ السوادِ
ودمعتين تبايعُ
ما كان منها غير أنْ تدري
بأنْ هذا سوادٌ مكّنتهُ مواجعُ
تهيامُها كان...
على دكّةِ الليل
كنتُ أخيطُ ملابسَ نومِ
شجون النهار
وأصنع قبّعةً من مساءٍ
تيقّظ فورا وفضَّ جروحي.
تتحفنا الشاعرة العراقية (أفياء أمين الاسدي) دوما بكل جديد، بقصائد تنزف حزنا ونضوجا، بأسطر ترسم صورا محيرة ومدهشة، تجمع الليل والنهار، والثلج والنار، والشمس والقمر فلا تقوم غير قيامة شعر باذخ الجمال...
مذ بلغتُ سن الاربعين قبل ايام، بقي يتلجلج بصدري سؤال ويود البوح عن نفسه بكل قوة، ألا وهو : لماذا تُخلَّدُ قصيدة، ويسير بها الركبان والماكثون، ويتغنى بها القاصون والاقربون، بينما لايكتب لسواها هذا الامر ،رغم أنّ القصيدتين من وزن واحد، وصور لا تخلو من جمال، وقافية بلا حيود ؟
لماذا خُلِّدَتْ قصيدةُ...
مذ بلغتُ سن الاربعين قبل ايام، بقي يتلجلج ببصدري سؤال ويود البوح عن نفسه بكل قوة، ألا وهو : لماذا تُخلَّدُ قصيدة، ويسير بها الركبان والماكثون، ويتغنى بها القاصون والاقربون، بينما لايكتب لسواها هذا الامر ،رغم أنّ القصيدتين من وزن واحد، وصور لا تخلو من جمال، وقافية بلا حيود ؟
لماذا خُلِّدَتْ...
وعاماً فعاما..
يمرُّ اهتمامُكَ في خاطري
مثل كفّ الغريبِ على الذكرياتْ
كحبٍّ ذوى تحت ضلِع الحياةْ
فقد كنتُ حبّاً حراما
كماءٍ قديمٍ يميتُ الطيورَ ويلعنُ ضفّته اليابسةْ
وصوتٍ على مرفقِ النخل عالٍ
يئن بأغنيةٍ عابسةْ
وما كنتُ في وقتها قد عزمتُ على ما يريدُ الحنينْ
على تركِ منضدةٍ من أنينْ
أمَتْنا...