أفياء أمين الأسدي - حارسةُ الصمت

في قصّةٍ..
كُتِبَ الغرامُ الرائعُ
أبطالُها: بنتٌ وصبٌّ خادعُ
كان الهوى بين الاصابع آمناً
فتفرّقتْ في لحظتين أصابعُ
البنتُ كانت تطحنُ الأيامَ
مثلَ صغيرةٍ
في خافقٍ يتسارعُ
ما كان في مصباحِ عينيها
سوى قرصِ السوادِ
ودمعتين تبايعُ
ما كان منها غير أنْ تدري
بأنْ هذا سوادٌ مكّنتهُ مواجعُ
تهيامُها كان الحقيقةَ،
لم تظنَّ للحظةٍ أنَّ الهيامَ مخادعُ
وبكلّ ركنٍ من أزّقةِ نفسها هامتْ
لكي لا تستفيق وقائعُ
لكنّها كانت تدبُّ،
مخافةً،
من أنْ يهدّدَها خيالٌ طالعُ
أو أنْ تردَّ على مُغازِلِ خصرِها
فيقول: باتَ لها فؤادٌ جائعُ
كان الدبيبُ سفينةً 
ملّاحُها غضَبٌ،
وفيها طاقمٌ يتنازعُ
وإنِ اهتدتْ صوبَ المنارةِ..
رقّقتْ خطواتِها؛
كي لا ترقّ مدامعُ
كانت مدينةَ ذكرياتٍ حُلوةٍ
فيها قلوبُ العاشقينَ ودائعُ
الآنَ..
حيثُ تدلُّهم عُقبانُها؛ ناموا،
همُ فوق القبورِ أضالعُ
يتناوبون أنينَهم وجراحَهم
ما لا تودُّ بأن تعيهِ مسامعُ
بنتٌ بجرحٍ ، 
لا يكفُّ نحيبَهُ
ونزيفُهُ أمنٌ تلتْهُ فجائعُ
فإذا أتتْ؛
أنــّــتْ بهم: لا تهمسوا ،
بأقلِ صوتٍ يستفيقُ الشارعُ
بطلان من نارٍ وماءٍ كاذبٍ
لهما على مرّ السنين طبائعُ
كان الغرامُ بصدرها متراقصاً
والآن في قلب الفتاة زوابعُ!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى